في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها بلادنا: “أم ريّان”.. استطاعت بمشروعها المتواضع أن تنقذ أسرتها من المجاعة
“عاشت أمّ ريان مرارة الحياة وسوء ظروف الحياة القاسية .
أم ريان- 35 عامًا من محافظة الحديدة، بعد أن كانت تحلُم بأن تكون تلك الأنثى المدللة التي تسمع عنها دائمًا، والتي تحمل في طيات حياتها السعادة والعيش الكريم.
شاءت الأقدار عكس ذلك وعانت الأمرين من أجل الحصول على لقمة العيش.، فقد أُجبرت على الزواج في عمر مبكر نتيجة تردي الأوضاع المادية لأسرتها وعدم قدرتهم على تلبية رغباتها كطالبة فتوقفت عن التعليم وتزوجت وأنجبت باكرا .
تقول :اختفى زوجي فجأة، ولمدة طويلة، ولم نعد تسمع عنه شيئًا، مرة الأيام والأسابيع والشهور حتّى علمنا أخيرًا أنه مسجون في السعودية، والسبب أنه دخل عن طريق التهريب من غير ترخيص للعمل كما هو حال آلاف اليمنيين المغتربين، كمجهولين”.
تضيف أمّ ريان:”خمس سنوات قضاها زوجي في السجن، وعشت خلالها مع أطفالي أسوأ ما يتوقعه بشر، حياة ممزوجة بالتعاسة والفقد والوجع، لم أكن أجد لقمة عيش كريمة سوى قليل من الفتات من أهلي وأهل زوجي الذين هم أيضًا من الأسر الفقيرة جدًا”.
“مشوار الكفاح”لم يطب لـ(أم ريان) أن تعيش على ذلك الحال المدقع فقرًا وجوعًا؛ فقرَّرت اكتساب مهنة تسدُّ حاجتها وجاحة طفلها.. “تعلمتُ كيفية صناعة البخور، وتسلّفتُ من إحدى صديقاتي تكاليف أول عملية إنتاج البخور، ونجحت فيها”.
تواصل محدثتنا القول : “مع مرور الأيام، بدأت بالتسويق للبخور وبيعه على النساء اللاتي كنَّ يأتين من أجل شرائه للمنزل، وتوسعتُ حتّى أصبحت معروفة عند عدد لا بأس به من الأسر، وأصبح عملي يدرُّ عليَّ دخلًا أستطيع به تغطية بعض احتياجات المنزل”.
وتضيف :”حينما خرج زوجي من السجن عاد والأوضاع قد تأزمت في بلادنا، من جراء الحصار على بلادنا وانعدمت فرص العمل، خاصةً وأن زوجي لا يملك شهادة أو مؤهلًا جامعيًا بل كان يعمل بالأجر اليومي ولأن (أم ريان) امرأة مثابرة ومن تلكم القلائل اللاتي يساندن أزواجهن؛ فقد حاولت أن تزيد من إنتاجها للبخور، وتقف مع زوجها في المحنة التي مَرَّ بها والحالة النفسية التي تجرعها نتيجة السجن والحرمان.
تعيش (أم ريان) وأسرتها -وقد أصبح لديها ثلاثة أطفال- حياةً سعيدة يحفها الود والعيش الكريم بإمكانياتهم المحدودة من بيع البخور وإن كانت لا تكفي، وتحلم في تنمية مشروعها والتسويق له على نطاق واسع مما يساعدها على تغطية احتياجات أسرتها وأطفالها ، وحلم زوجها هو شراء دراجة نارية لدفع إيجارات المنزل من مردودها.