تم قصف مصنع عمران بـ 52 غارة بقصد تفجير مخازن الديناميت وتدمير المنطقة
رئيس المؤسسة الوطنية لصناعة وتسويق الإسمنت لـ”الثورة”: خسائر مصانع الإسمنت المباشرة وغير المباشرة بسبب العدوان وصلت إلى 620 مليون دولار
نسعى هذا العام لتشغيل مصانع الإسمنت بالفحم وإعادة تشغيل مصنع باجل واستكمال مصنع البرح
أوضح رئيس المؤسسة الوطنية لصناعة وتسويق الإسمنت الأستاذ قاسم الوادعي أن الخسائر والأضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بمصانع الإسمنت في البلاد وصلت إلى 620مليون دولار وتضرر 3600 عامل يعولون ما يقارب 35 ألف نسمة من أسرهم. واكد الوادعي أن دعم القيادة السياسية والحكومية لإعادة تشغيل المصنع وقيام قيادة وزارة الصناعة بتحييده من القصف بالاتفاق مع الأمم المتحدة أسهم في بث الطاقة الإنتاجية وتطويرها بما يلبي احتياجات السوق اليمنية وفق منظومات حديثة ترفد البلاد اقتصاديا وتسهم في دعم العديد من المشاريع الاستثمارية في البلاد..
الثورة / اسماء البزاز
ما هي أبرز منجزات المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق إسمنت عمران خلال الفترة الماضية؟
– خلال العام المنصرم 2020م تم تنفيذ ما يعادل من 50 – 60 % من تركيب منظومة الإحراق في مصنع إسمنت عمران كما تم تشغيل الخطين بطاقتهما التصميمية كاملة لعدة اشهر ورغم العدوان والحصار وتوقف سفن المازوت استطعنا التشغيل الكامل للمصنع. وأيضاً كان هناك خلل في محطة توليد الكهرباء منذ العام 2007م لم يتم إصلاحها ونحن الآن في طور إصلاح المولدات وفيما يخص مصنع باجل بدأنا بعملية التنفيذ للإصلاح واستكمال المشروع الصيني لتشغيل المصنع كون الصينيين غادروا ولم يستكملوا هذا المشروع وفي مصنع البرح تم إصلاح بعض الأعطال التي تسبب بها العدوان جراء القصف وتم عمل الصيانة وتهيئته للتشغيل بتركيب منظومة إحراق وتركيب محطة كهرباء بإذن الله وهذه أهم الإنجازات خلال العام 2020م.
وما نسبة الأرباح مقارنة بالأعوام السابقة؟
– يأتي ذلك بمقارنة الموازنة بالسنوات السابقة سيكون هناك أرباح فيما يخص المؤسسة وهذه الأرباح لم تحقق بالمؤسسة من العام 2010م ومؤشراته من خلال المؤشرات التي ستظهر ضمن الموازنة والحسابات الختامية وهذه تعتبر خطوة كبيرة أنجزتها المؤسسة في ظل العدوان والحصار وتوقف سفن المازوت.
وما حجم الأضرار التي لحقت بالمؤسسة والمصانع التابعة لها منذ العام 2010م وما سببه العدوان من استهداف لها؟
– خلال الفترة السابقة تعرضت المؤسسة لمحاولة خصخصة وتدميرها كونها من أكبر المؤسسات الرائدة في اليمن وكان النظام السابق بمشائخه حاولوا أن يغلقوا مصنع عمران ومصنع البرح ومصنع باجل و نفس الشيء حصل في عام 2013 /2014م محاولة تقسيم المصانع من خلال إجراءات تمت بالتوجيه من الرئيس السابق لبعض الشخصيات النافذة في البلاد بأنه لا يتم شراء المازوت أو الديزل الا من عند شخص واحد وكان سعر اللتر المازوت خلال تلك الفترة 90 ريالاً فكان هذا الشخص يبيع للمؤسسة بـ 145 ريالاً للتر الواحد، وفي ظل العدوان تم قصف مصنع عمران بـ 52 غارة ومنها ثلاث قنابل عنقودية لأنه كانت نيتهم تدميره بشكل كامل وكانت آخر الضربات لمخازن الديناميت ولولا لطف الله وقيام المهتمين بإخراج الديناميت للمخازن لكانت المنطقة انتهت بالكامل، وبعده مصنع البرح بثلاثة أيام تعرض لـ 17 غارة، ومصنع باجل لأنه كان متوقفاً عن الإنتاج لم يتعرض للقصف. وبعد حصولنا على الغطاء الأممي لتحييد مصنع عمران للتشغيل الإنساني استخدموا أساليب أخرى وهي مصادرة كميات كبيرة من المازوت في مأرب والأكياس والسفن يتم حجزها وهذا أدى لتعرض المؤسسة لخسائر كبيرة.
وما سبب توقف مصنع باجل؟
– مصنع باجل يعمل بالطريقة الرطبة وهذه الطريقة تستهلك كميات كبيرة من المازوت اذا كان مصنع عمران يستهلك 85 – 90 لتراً للطن ففي مصنع باجل يستهلك 190 لتراً للطن لذلك لم يستطع المصنع أن يستمر، وفي 2009م بدأ تنفيذ مشروع التوسعة الصيني الذي يعمل بالفحم واشتغلوا إلى بداية عام 2011م ووقعت الأحداث وغادروا ولم يعودوا إلا نهاية عام 2013م وواصلوا حتى بداية العدوان في عام 2015م وغادروا نهائيا وذلك المشروع لم يستكمل وخلال الثلاثة الأشهر الأخيرة قمنا بفحص وإعادة صيانة المشروع الصيني فوجدنا أن المشروع عبارة عن هيكل خارجي فقط أما بالداخل فكانت كل الأعمال سيئة مثلا في طواحين الإسمنت كان الصيني يقوم بتركيب مرحلة ويقوم بتلحيمها بالكامل وحصلنا “مطارق” داخل محركات الطواحين ويعلم الله كيف كانت نيتهم في هذه العمليات.
بالأرقام.. كم تبلغ خسائر مصانع الإسمنت جراء العدوان؟
– هناك خسائر مباشرة وغير مباشرة ففي مصنع عمران وصلت إلى 260 مليون دولار، المباشرة تعتبر تكلفة الإصلاح وغير المباشرة خسائر التوقف وأرباح مفقودة والخسائر السوقية أما في مصنع باجل فهي خسائر متراكمة كونه كان متوقفاً وقد تصل إلى 180 مليون دولار وفي مصنع البرح تقدر الخسائر أيضاً 180 مليون دولار مباشرة أو غير مباشرة.
وهل هناك ضحايا بشرية جراء الاستهداف؟
– في مصنع عمران هناك ضحايا لأنه في إحدى الغارات تم قصف البوابة مع بداية الجرد السنوي نهاية عام 2016م وفي مصنع البرح كان هناك ضحية واحدة أو اثنتان من الضحايا البشرية.
وما مصير القوة العاملة في مصنع إسمنت عمران؟
– لدينا في الإدارة العامة للمصانع 3600 موظف يعولون ما يقارب على اقل تقدير 35 الف نسمة، وأما الأضرار غير المباشرة فتكمن في العمالة التي تشتغل وقت إنتاج الإسمنت كالتجار والنقل وغيرها من المتضررين، ولكن عندما تم تشغيل مصنع إسمنت عمران عادت الحياة إلى محافظة عمران على وجه الخصوص وعلى البلاد بشكل عام في مجال صناعة وتسويق الإسمنت الوطني فحصلت نهضة نقدية كان مردودها على الواقع بشكل إيجابي وكما هو الحال في مصنع باجل بالرغم أن التشغيل كان جزئياً ولكن مدينة باجل شهدت انتعاشاً اقتصادياً وأيضاً ينطبق الحال على مصنع البرح حيث بدأ المصنع بالعمل وانتعشت المنطقة بالرغم أنها منطقة مواجهة حيث تقترب من المخا بمسافة 10 كيلو مترات، وهي رسالة للعدوان بأنه مهما حاول بأن يقصف دور الإنتاج ويعزفنا عن البناء والعمل فلن يزيدنا ذلك إلا ثابتاً وإصراراً على تنمية هذا البلد.
وبالمقابل هل المؤسسة لديها أنشطة مجتمعية أخرى تقوم بها إلى جانب مهامها الرئيسية؟
– هناك أنشطة كبيرة على المستوى المجتمعي والاقتصادي والإنساني والذي يعتبر من أبرز العوامل الرئيسية لإعادة تشغيل هذا المصنع وفق الاتفاق مع الامم المتحدة بأن يتم تشغيله لدواعي إنسانية ولذلك تم عمل شراكة مجتمعية بين الأمم المتحدة والاوتشا والمصنع لتقوم المصانع بالخدمات الإنسانية ابرزها إنشاء مركز غسيل كلوي في محافظة عمران والمشاركة في إنشاء مراكز صحية في عدد من المحافظات والمناطق النائية بالإضافة إلى دعم كافة المؤسسات والجمعيات المجتمعية والاقتصادية والتنموية والإنسانية.
تطلعاتكم للعام 2021م؟
– أن يتم تشغيل مصنع إسمنت عمران بالفحم واستكمال منظومة الإحراق وإعادة تشغيل مصنع باجل واستكمال التشغيل في مصنع البرح بالخطة الـ 21 ولن ينتهي عام 2021م إلا ومصانع الإسمنت جميعها في دور الإنتاج الكامل، والخطة المستقبلية هي عملية التوسعة في المصانع وللعلم أن الطاقة الإنتاجية لمصنع البرح هي 450 ولكن لدينا مساع لإيصالها إلى مليونين في العام 2021م بالإضافة إلى فتح شركات جديدة لصناعة الإسمنت من ضمنها الخرسانات الجاهزة تابعة لمؤسسة الإسمنت ومتجهون إلى إنشاء شركات تطوير عقاري ودعم توجه الدولة في دعم الصناعات الكبرى ودعم عدد من المشاريع الابتكارية في البلاد.
أستاذ قاسم الوادعي كلمة أخيرة لكم في نهاية هذا اللقاء؟
– الشكر لله وللسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – سلام الله عليه – لما يمده من دعم لكافة الاقتصاديين في البلاد وللقيادة السياسية المتمثلة بالرجل الاقتصادي الأول في البلاد الأخ المشير الركن مهدي المشاط وأيضاً رئاسة الوزراء وكافة أعضاء المجلس السياسي ووزير الصناعة ونائبه ولكافة العاملين في مصنع إسمنت عمران.. وقبل هذا وذاك الشكر الكبير لأبطالنا الصامدين في جبهات العزة والكرامة الذين هم العامل الرئيسي في صمودنا الاقتصادي وثباتنا الوطني في كافة الجبهات الاقتصادية والسياسية والصحية.