ضاقت وستفرج
عبدالملك سام
لا أحد ينكر ما سببه العدوان والحصار من مآس لليمن واليمنيين ، وما تزال المعاناة قائمة بل وتزداد شدة ، وقد أنهكت هذه الحرب الجميع دون استثناء ، ونتج عنها الكثير من الشهداء والضحايا .. ولكن ماذا كان البديل ؟!
يكذب علينا من يحب الاصطياد في الماء العكر ليلقي باللوم على طرف نعرف جميعا أنه لولاه لكانت الحال أشد وأقسى ، فالكل يعرف أن المخطط قديم ، وربما قبل أن يولد الكثير منا ، ولكن تسارع الأحداث هو ما جعل الكثيرين لا يدرون بحجم المؤامرة ففضلوا أن يعطوا عقولهم إجازة إجبارية لأنهم متعبون ! وكلنا تعبنا بصدق.. لكن نحن رأينا المأساة ماثلة أمامنا في عدة دول أخرى لا يوجد رابط فيما بينها سوى أن ما يحدث فيه مصلحة أمريكية صهيونية بامتياز.
حتى لو افترضنا أننا مفصلون عن محيطنا العربي والإسلامي فقد رأينا المؤامرة تشتد وتشتد قبل أن يبدأ العدوان بمدة طويلة ، فعلى سبيل المثال رأينا من كان يدعم ثورة الشعب التي حدثت لأسباب جوهرية لم يكن الوضع الاقتصادي وحده السبب فيها ، ثم رأينا كيف أتوا بالحل والمشكلة معا ، ورأينا استهداف الجيش والشعب ثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا .. رأينا الكثير مما يجعلنا متأكدين أن المشكلة لم تكن داخلية بالمطلق، بل إن الشر أتى من بعيد ولو انه استخدم دولاً عربية لتنفيذ هذا المخطط القذر.
البديل كان أخطر وأشد مما نحن فيه مئات المرات ، بل وكان يراد باليمن أن يكون مضربا للأمثال لكل دولة أو شعب يقف أمام مخطط الهيمنة الصهيونية على المنطقة ، ولولا وقوف اليمنيين في وجه هذا المخطط لكنا رأينا ما هو أكثر قذارة من حفلات التطبيع التي تقام هذه الأيام ، ولكنا شاهدنا ضياع القيم والأخلاق أكثر مما نراه يحدث في بلاد الحرمين ودول أخرى فضلت أن تكون من ضمن جوقة المايسترو الأمريكي الذي يحركها كيفما يشاء ووقتما يشاء .
هل نحن مختلفون؟ بالتأكيد.. وسيأتي اليوم الذي نجني فيه ثمار صمودنا وصبرنا، ويومها لن يكون هناك شعب أعز وأكرم من الشعب اليمني الأبي ، وستتغير الأحوال – وقد بدأنا نرى بوادر هذا التغير – من شعب كان يعامل بدونية واستضعاف في كل بقاع الأرض ، إلى شعب عزيز كريم يضرب له ألف حساب، نحن نرى اليوم أولئك الأقزام الذين فضلوا الارتماء في أحضان أعداء أمتهم كيف أنهم يهانون ويسرقون ولا يقام لهم وزن رغم كل هذا الخضوع والانصياع لأوامر سادتهم الشياطين، أما نحن فكنا وبقينا وسنبقى شعباً عظيماً كريماً ، ماضينا يشهد والمستقبل سينبئ عن حقيقتنا ومعدننا الأصيل طال الزمن أم قصر .