الزّكاة والعَودُ الأحمد

 

أشواق مهدي دومان

وأمّا الزكاة فقد عادت كركن من أركان الإسلام، عادت بقوة وعنفوان للحياة بعد أن وئدت في عهد العفشإخوانج، وها نحن نعيشها أفراحا وسعادة في عيون من وصلت إليهم، وها هي هيئة الزكاة تفرح وتسعد بين الفينة والأخرى الإنسان اليمني جماعات وأفرادا ؛ ولا ينكر جهود القائمين عليها إلّا لئيم، ولا يتشدّق إلّا مزايد أو منافق، وقد عشنا فرحتها في عيون أطفال أحفاد بلال يوم كستهم، وعشنا فرحتها في أولئك المعسرين المسجونين الذين أطلقتهم أحرارا من سجونهم، وبالأمس شهدناها تدخل 3300 عريس وعروس إلى أقفاصهم الذّهبية، وتفرح أطهر وأكرم وأشرف البشر بعد أن حاول العدوان والمرتزقة إطفاء نور الحياة فيهم في سجونهم والتلذذ بتعذيبهم ،رجال اللّه من الأسرى والجرحى من لهم الفضل ( بعد اللّه ) علينا في بقائنا وعيشنا في حرية وأمن وأمان وعزة وكبرياء..
ها هي هيئة الزكاة تكرّمهم ثمّ تكرمهم فتقيم لهم عرسا وفرحا جماعيا فرحت له السّماوات العُلا، وزغردت له ورقصت طيور الأرض وبلابلها، وانتشت الورود والأزهار وتلوّنت حبّا وحياة في قلوب العرسان تعج بالفرح والسّعادة، وأمّا من لم يفرح لفرحتهم فلا يعد نفسه إلّا مريضا نفسياً في قلبه مرض فزاده اللّه مرضا..
فافرح يا دين محمد، فهنا تقام أركانك في وطنك وطن الإيمان والحكمة، هنا أيها الركن الرابع من أركان الإسلام جُد وواصل فها أنت تحيا من جديد وها نحن نلمس ونتلذذ بسماع نَفَسَك الطاهر من جديد بعد خنقه مدة 37 عاما كانت تصرف لعيون بني الأحمر وشللهم..
فشكرا أيها القائد العلم الطاهر، شكرا يا ابن الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، شكرا سيدي / عبدالملك بن البدر الحوثي، شكرا إحياءك لهذا الركن، وشكرا لرجالك المخلصين الذين نعدّهم ( بعد اليوم) أنموذج النجاح لقادة مؤسسات الدولة، شكرا لرئيس هيئة الزكاة الشيخ /شمسان أبونشطان، وكأنّه قد أخذ نصيبه من اسمه كاملا فهو عنوان النشاط وهو الشمس المشرقة من جديد والتي أشرقت بعد أفول عقود،وشكرا لرجالك الأفذاذ ، وشكرا من قبل ومن بعد لربّ العالمين من سخّركم ومن هيّأكم ومن وفّقكم لسبل الرّشاد..
شكرا للّه الذي أكرمنا وجازانا بغيث مدرار هذا العام ويعلم أن له علاقة بإحياء دينه وأركان دينه ؛ فقد تدفّق هذا العام الخير كما عبّرت عنه السماء بالرّضا، فجادت بأمر اللّه بتلك الأمطار التي فجّرت العيون والينابيع العذبة، ولا يستغربن أحدكم ولا يهتم لمن سيلمز ويهمز فقد اعتدنا تشدّق المتشدّقين، وتكهّنات الكهنة، وتأويلات وتفسيرات الساخرين والمستهزئين، وليموتوا بغيظهم؛ فهنا الزّكاة تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربها، وبقيادة ربانية ورجال مخلصين محسنين، ولن يضيع اللّه أجر المحسنين، والسّلام .

قد يعجبك ايضا