الحظر على مطار صنعاء.. أبشع جريمة حرب في التاريخ

منير إسماعيل الشامي
من جرائم الحرب التي نص عليها القانون الدولي إغلاق المنافذ الإنسانية والمنافذ الإنسانية هي المنافذ البرية والبحرية والجوية في أي دولة تعيش حالة حرب وتمثل منافذ ضرورية لبقاء حياة المدنيين أو للحفاظ عليها سواء ضرورتها لإدخال المساعدات الإنسانية كالغذاء والدواء أو ليستخدمها المدنيون في النزوح إلى مناطق آمنة أو للخروج منها لأغراض أخرى كتلقي العلاج وغير ذلك وسواء كانت تلك الدولة في حرب مع دولة أو مجموعة دول تعتدي عليها وتحالفت على حربها كما هو حاصل بالنسبة لبلادنا اليمن التي تواجه عدوانا تحالفت فيه أقوى وأغنى دول العالم الإقليمية والدولية وتشن عليها حربا شعواء لستة أعوام خلت وما زال، وتفرض عليها حصارا خانقا شمل كل المنافذ الإنسانية برا وبحرا وجوا بانتهاك صارخ للمعاهدات الدولية والمواثيق الأممية ونصوص القانون الدولي.
والحاصل أن الشعب اليمني يعاني من حصار دول تحالف العدوان للمنافذ البرية والمنافذ البحرية من أول أيامه وأصبحت هذه المنافذ مناطق عسكرية لتحالف العدوان البرية منها والبحرية ولم يتبق للشعب اليمني في المحافظات الشمالية سوى منفذ جوي واحد هو مطار صنعاء الدولي ظل مفتوحا لمدة عام وبضعة أشهر من زمن العدوان وبعد ذلك فرضت عليه قوى العدوان ممثلة بنظام الرياض الذي يتزعم صُوريا قيادة هذا التحالف اللعين حظرا كاملا مستمرا لأكثر من أربعة أعوام وما زال قائما حتى اللحظة على مرأى ومسمع من العالم من أقصاه إلى أقصاه بدوله وأنظمته ومنظماته وشعوبه، مرتكبا بذلك أطول جريمة حرب هي الأولى من نوعها في تاريخ البشرية ونتج عنها أخطر وأكبر وأبشع كارثة إنسانية في العالم تزيد تفاقما وحدة يوما عن يوم، ولم ير الشعب اليمني أدنى موقف تضامني معه لرفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء الدولي ولا حتى موقف استنكار أو إدانة لا شعبي ولا نظامي ولا حتى أممي ضد جريمة الحرب هذه والتي باتت أفظع جريمة حرب مركبة ومستمرة، متناسيا (أي نظام الرياض) أن هذا الإجرام الموحل بغله وبشاعته ووحشيته يتسبب بموت عشرات الآلاف من الأطفال والمرضى كل عام بسبب الأمراض المستعصية التي أصيبوا بها بسبب أسلحته التي يستهدف الشعب بها ويستحيل علاجها داخل اليمن بسبب انهيار القطاع الصحي الناتج عن استهداف العدوان لها بالقصف أو بالحصار ، ومتجاهلا أن هذه الجريمة وغيرها من جرائم الحرب الأخرى التي لا حصر لها لا تسقط بالتقادم ولن تسقط وطبقا لنصوص القانون الدولي والمعاهدات الدولية الخاصة بهذا الموضوع.
ولذلك فإننا ومن منطلق إنساني بحت ندعو كل أنظمة العالم وشعوبه ومنظمة الأمم المتحدة وكل المنظمات الإنسانية والحقوقية أن تقوم بواجبها الإنساني والأخلاقي تجاه هذه الكارثة، ونطلق دعوتنا هذه بهدف إكمال الحجة على هذا العالم المتآمر وليس لأننا نعول عليهم لأننا لا نتوقع منهم غير الصمت المدفوع الثمن وتعويلنا وتوكلنا كان وما يزال وسيظل على الله سبحانه وتعالى، فنحن ندرك أن نظام الرياض الغاشم قد دفع ثمن الصمت العالمي والأممي وجعل مكونات العالم المختلفة تتاجر في الدم اليمني وترابي به في مزاد إجرامها الإنساني
ومهما ظل العالم يتغاضى ويتعامى ويصم آذانه عن هذا الإجرام فعليه أن يدرك أن حقنا لن يسقط وأننا وأجيالنا القادمة لن نسكت عنه ولن نتنازل عنه أبدا والله معنا وهو حسبنا ونعم الوكيل.

قد يعجبك ايضا