أمريكا التي لا يعرفها الكثيرون

حمدي دوبلة
-الكثير من الناس حول العالم تابعوا الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية بشغف كبير وكذلك يفعلون مع كل انتخابات رئاسية في ذلك البلد ويجدون في هذا السباق “الصوري” مظهرا رائعا من مظاهر المدنية الحديثة والحرية والديمقراطية واحترام الإنسان والإنسانية لكن القليل فقط من يعلم علم اليقين بأن ذلك الكيان الغاصب هو سبب شقاء وتعاسة الشعوب في أغلب بقاع الأرض.
– اليوم يضع الملايين من أبناء الجاليات العربية والإسلامية ومن مختلف الأقليات العرقية هناك أيديهم على قلوبهم خوفا من القادم المجهول الذي ينتظر تلك البلاد وهي التي عبث ساستها عبر التاريخ بأمن واستقرار البلدان وسفكوا دماء الملايين من البشر ظلما وعدوانا في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال واليمن وسوريا وليبيا وقبل ذلك في اليابان وفيتنام ودول شتى في أفريقيا وأمريكا اللاتينية .
-مخاوف المقيمين في أمريكا من تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية بسبب رفض الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الإقرار بهزيمته في الانتخابات والتسليم لخصمه الديمقراطي جوزيف بايدن لها مبرراتها فهم أعرف بطبيعة المجتمع الأمريكي وعقليته المريضة وشعوره الاستعلائي ونزعته الفطرية للقتل وسفك الدماء ونشر الخراب والدمار.
-هناك في أمريكا حيث يظنها الكثيرون واحة الديمقراطية والأمن والسلام والتعايش شوارع وأحياء في مدن وولايات كبرى لا يستطيع مواطن أو مقيم الدخول إليها لأنه سيتم قتله بكل بساطة على أيدي عصابات السطو والمخدرات ومافيا الجريمة المنظمة ومع تشجيع الرئيس “المهزوم”والمتشبث بالسلطة بنواجذه وأظافره لاقتناء وحمل السلاح وتوسيع نطاق استخداماته في الحياة اليومية تضاعفت تلك المظاهر المرعبة في الداخل الأمريكي .
-يوماً بعد يوم يتكشف الوجه الحقيقي لأمريكا المتوحشة ويثبت كذبها وزيف ديمقراطيتها وحريتها وحقيقة كونها العدو الأول للإنسانية جمعاء ويرى محللون سياسيون بأنه آن الآوان لكي يتخلخل تماسك هذه الولايات الغاشمة وتذوق بعضا مما أذاقته للبشر من ظلم واضطهاد وما مارسته من سرقة خيراتهم وما نفذته من جرائم وحشية ومجازر إبادة جماعية ضد الأبرياء من بني الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها وفي مقدمة ذلك الفظائع التي اقترفتها ضد السكان الأصليين للبلاد من الهنود الحمر والتي قتلت منهم – بحسب بعض الإحصائيات – أكثر من مائة مليون إنسان.
-أمريكا حين تتحدث عن الديمقراطية فهي لا تعني لدى إداراتها المتعاقبة وساستها الطغاة غير السلاح لتركيع الشعوب والدول والتدخل في شؤونها والاستيلاء على خيراتها وحين تتغنى بالسلام وتدفع “عملاءها” في أنظمة الخزي والعار في المنطقة للتطبيع مع الكيان الصهيوني فذلك لا يعني لهم غير صفقات سلاح ومزيد من حلب أبقار ونعاج النفط وإطلاق أيدي القتلة لسفك الدماء وإعطائهم الضوء الأخضر للإيغال في قتل أطفال ونساء فلسطين واليمن وغيرهما من بلدان العرب والمسلمين ومختلف

قد يعجبك ايضا