البحرين ومسار اليهودة والتصهين
عبدالفتاح علي البنوس
رغم أنها كانت السباقة في تناغمها مع الكيان الصهيوني ، من خلال الزيارات التي قامت بها وفود بحرينية لهذا الكيان ، وقيام عناصر يهودية صهيونية بزيارات مماثلة للبحرين ، وذلك بهدف تسريع وتيرة اليهودة والتصهين والتي توجت بالإعلان الرسمي عن إقامة علاقات إسرائيلية بحرينية تحت رعاية أمريكية سعودية إماراتية ، الإعلان الذي جاء بعد حالة من التقارب غير المسبوق بين الجانبين ، تقارب أشار إليه عدد من الناشطين البحرينيين والذين تحدثوا عن تطور خطير للعلاقات البحرينية مع الكيان الصهيوني قبل عدة سنوات أفضى إلى خلق قنوات تواصل بين الجانبين وفتح مكتب سري للتمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي في المنامة بصورة سرية داخل مقر السفارة الأمريكية ، حيث شهد هذا التقارب مستويات متقدمة مع اندلاع ثورة الغضب الجماهيرية في البحرين المناهضة لسياسة آل خليفة العنصرية والقمعية والإجرامية التي تتعامل مع الشعب البحريني وفق مستويات للمواطنة بحسب معايير الانتماء المذهبي والطائفي وغير ذلك من المعايير القذرة التي تتعامل بها سلطة آل خليفة التي باتت رهينة للنظام السعودي ، بعد أن أضحى الحامي والحارس لها خشية إسقاطها في ظل حالة الغليان التي تسود الشارع البحريني المطالب بالإصلاحات الدستورية والممارسة الديمقراطية التي تتيح للشعب اختيار من يحكمه ويدير شؤونه .
البحرين الدويلة الصغيرة المصابة بداء العظمة والتي لم تجد من سبيل للتغطية على تقزمها سوى الإعلان عن تحولها إلى مملكة ، ومع ذلك وجدت نفسها صغيرة ومتقزمة لا وزن لها ولا قيمة ، حينها قررت المجاهرة بيهودتها وتصهينها بإعلانها الولاء لإسرائيل ونتنياهو ، وأمريكا وترامب ، والسعودية وبن سلمان ، ومع ذلك ظلت على حالة التقزم ، فمن هي البحرين حتى ندين ونستنكر إعلانها ما يسمى بالتطبيع مع إسرائيل والإعتراف بها كدولة ؟!! البحرين أصغر من أن نهدر الوقت والجهد في الحديث عنها ، كانت نكرة ، وستظل وتبقى نكرة ، حتى بعد زيارة وزير خارجيتها المتصهين عبداللطيف الزياني لتل أبيب لبحث إمكانية فتح سفارة لدويلته لدى الكيان الصهيوني ، وخصوصا بعد أن أعلنت الخارجية الإسرائيلية عن وجود سفارة واحدة أو سفارتين شاغرتين في القدس المحتلة ، في إهانة جديدة للمتصهينين العرب الذين تسابقوا إلى خطب ودها وطلب رضاها وفتحوا لها دولهم وقدموا لها التسهيلات والإعفاءات واحتفلوا بالتطبيع معها ، ويسعون للحصول على ما يرونه شرفا لهم بفتح سفارات لهم لدى الكيان الصهيوني ، فأراد الزياني أن تظفر بلاده بإحدى السفارتين الشاغرتين ، بغية الحصول على السبق الذي تظن أنه يمنحها الحق في التعملق وادعاء العظمة .
سقوط وسفالة وسخف بحريني يقفز على الثوابت والمبادئ والقيم النبيلة التي يتحلى بها غالبية الشعب البحريني الذي عبر عن مواقفه الأصيلة تجاه خيانة وعمالة وتآمر آل خليفة على القضية الفلسطينية وعلى الإجماع العربي الرافض للتقارب مع الكيان الصهيوني والاعتراف بما تسمى ( إسرائيل ) كدولة عاصمتها القدس ، المواقف الشعبية البحرينية التي تشرئب لها الأعناق ، وتشمخ لها الهامات ، وترتفع لها الرؤوس ، هي محط تقدير واحترام الشعب الفلسطيني وكل الأحرار في المنطقة العربية ، وكلما أقدم نظام آل خليفة على اتخاذ خطوات متقدمة في مسار اليهودة والتصهين والعمالة للكيان الصهيوني والخيانة للأمتين العربية والإسلامية ، فإنه يخطو خطوات مضاعفة في مسار سقوطه وتهاوي مملكته الكرتونية التي زادها التصهين وضاعة إلى وضاعتها ، وتقزما إلى تقزمها ، بعد أن حولها آل سعود وآل نهيان إلى وكر للدعارة في منطقة الخليج .
بالمختصر المفيد، التقارب البحريني الإسرائيلي لن يخدم سوى الكيان الصهيوني ومشاريعه الاستيطانية التوسعية التآمرية التدميرية ، النظام البحريني الساقط يلعب بالنار بحثا عن الدعم والحماية لمملكته والحفاظ على كرسي الحكم والذي يرى أن التطبيع مع الكيان الصهيوني سيوفر له ذلك ، في حين أن بإمكانه الحصول على ذلك من خلال تحسين علاقته مع أبناء شعبه والاستماع إلى مطالبهم والتعاطي معها بمسؤولية ، ووضع نهاية للاحتلال السعودي وحقن الدم البحريني وإطلاق سراح المعتقلين ، ورفع القيود عن حرية الرأي والتعبير ، والانخراط في حوار بحريني – بحريني يفضي إلى إغلاق ملفات الماضي ومعالجة تداعياتها وآثارها وفتح صفحة جديدة قائمة على احترام الحقوق والحريات ومنح الشعب فسحات ديمقراطية لممارسة حقوقه الانتخابية في إطار النظام الملكي الحاكم ، وهي مطالب مشروعة للشعب ، وليست صعبة على النظام البحريني ، المُطالب بالتصالح مع أبناء شعبه ، دون الحاجة للاستقواء بالخارج لقتلهم وقمعهم ومصادرة حقوقهم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.