أبناء محافظة الحديدة لـ”الثورة “: المولد النبوي محطة ايمانية عظيمة لتعزيز الصمود ومقارعة العدوان وقوى الظلم والاستكبار

 

بدأت في محافظة الحديدة كسائر المحافظات التحضيرات المبكرة للاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يصادف الـ12 من ربيع الأول من كل عام بتزيين الطرقات والبيوت وغيرها من العادات والتقاليد الأخرى.
ويحرص أبناء الحديدة على الاحتفال بهذه المناسبة للتعبير عن حبهم وارتباطهم بالنبي الكريم والسير على نهجه وإحياء سنته والتأسي بقيمه ومبادئه وأخلاقه سلوكا ومنهجا والاقتداء به لتعزيز الروح الإيمانية والمضي على الدرب المحمدي.
ويمثل الاحتفاء بذكرى مولد خير البرية أهمية كبيرة في نفوسهم، رغم ما يعانونه من عدوان وحصار منذ ست سنوات ليؤكدوا للعالم أنهم على نهجه سائرون في مقارعة الطغاة وقوى الظلم والاستكبار.
صحيفة “الثورة” قامت بجولة سريعة في المحافظة لرصد الاستعدادات والتحضيرات ومعرفة انطباعات أبناء الحديدة بحلول هذه المناسبة الدينية العظيمة، وهاكم المحصلة:

الثورة / أحمد كنفاني

بداية أكد مستشار المحافظة لشؤون التنمية الشيخ ثابت ابراهيم المعمري أن مظاهر الاحتفال بذكرى مولد رسول الله تأخذ طابعا متنوعا في مختلف المديريات وتتضمن أناشيد المدح في حب النبي خلال الأمسيات واللقاءات المجتمعية وحلقات الذكر في المساجد وترديد موشحات للتذكير بسيرته العطرة في المجالس العامة.
وأشار المعمري إلى أن الحديدة تبدو في أبهى حللها وقد أكتست بالألوان الخضراء وبالزخارف الضوئية التي تعلي من شأن الرسول عليه وآله أفضل الصلاة وأتم السلام استعدادا لاستقبال ذكرى مولده الشريف.
التفاعل الإيجابي مع المناسبة
وأكد رئيس هيئة مستشفى الثورة العام الدكتور خالد أحمد سهيل أن أبناء تهامة قدموا أنموذجا فاعلا في التعاون والعمل الدؤوب من خلال تزيين شوارع المحافظة بالأقمشة، وكذا تلوين سيارتهم بألوان المولد النبوي، وأيضا من خلال المشاركة والتفاعل الإيجابي في الأمسيات والندوات والاحتفالات بهذه المناسبة الدينية العظيمة، وبالرغم مما يكابده الشعب اليمني من حرب عبثية وحصار غاسم وتصعيد جائر لا تزال عروس البحر الأحمر تتزين للاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
نكهة خاصة
بدوره، نوه مدير فرع الوحدة التنفيذية لضريبة مبيعات القات عبدالرحمن الكحلاني بأن عروس البحر الأحمر وتحديدا في ليلة المولد النبوي الشريف لها نكهة خاصة حيث ترى الأطفال والشباب في حلقات الذكر “القرآن” بالإضافة إلى الإكثار من ذكر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كما تمتلئ المساجد بالمصلين، وتكسى بيوت الرحمن باللون الأبيض، وتزين الشوارع بالقناديل لتشع أنوارا، وغيرها من مظاهر الاحتفال التي تعبر عن الفرحة بهذه المناسبة الدينية والغالية.
داعيا أبناء اليمن عامة وأبناء الحديدة خاصة إلى المشاركة في إحياء هذه المناسبة العظيمة والتعرف على مناقب وسيرة الرسول الأعظم ودلالات المناسبة العظيمة للاقتداء بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والإيمان بعظمته وأهمية الإشادة به والتمسك به كقائد ومعلم.
المحبة العظيمة
وقال المهندس عبدالله ابراهيم كنفاني مسؤول الربط الشبكي بمستشفى الثورة العام إن أبناء محافظة الحديدة كغيرهم من أبناء المحافظات اليمنية يحتفلون بهذه المناسبة الغالية وعلى نحو متميز حيث نحتفل بهذه المناسبة العزيزة من واقع محبتنا العظيمة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، من واقع انتمائه الأصيل لقيم ومبادئ الإسلام العظيمة.
ولفت إلى أنه بالرغم من العدوان الغاشم على بلادنا، ورغم الحصار الجائر الذي اخفى معه كل معالم الحياة لا يزال أبناء اليمن صامدين في وجه هذا العدو المتغطرس الذي دمر اليمن وشعبه بدون رحمة، وبرغم هذا كله لا يزال الشعب اليمني يحتفل بكل المناسبات الدينية العظيمة ومنها المولد النبوي الشريف، وكل عام والأمة الإسلامية بألف خير.
الكتاب والحكمة
فيما نوه الأكاديمي الدكتور طارق النجار إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة الغالية إنما هو احتفاء بنعمة الله سبحانه وتعالى وتقدير لفضل الله سبحانه وتعالى وشكر لله على ما منَّ به على البشرية جمعاء وعلى المسلمين حينما بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.
مولد خير البشرية
بدوره، أكد مدير جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور نبيل محمد منصر أن محافظة الحديدة كغيرها من المحافظات اليمنية تستقبل مولد خير البشرية عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم بالعديد من التجهيزات والاستعدادات والتزيينات لشوارع وأحياء المحافظة، متناسين الجراح التي خلفها العدوان السعودي الأمريكي الغاشم والحصار الجائر المفروض على الشعب اليمني منذ ست سنوات.
إحياء المناسبة
وأضاف المدير المالي بجامعة العلوم أحمد عبدالخالق المنتصر : في المولد النبوي الشريف تتميز محافظة الحديدة بصفات تنفرد بها عن عديد المحافظات وإحيائها للمناسبة يأتي للتذكير بأن الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله وسلم بعث في زمن لا قيمة للعرب ليوحد المسلمين ويجعل منهم قادة العالم لقرون طويلة كما جاء الإسلام ودعا إليه والذي وحدهم وجعل منهم ومن دولتهم قادة العالم لقرون طويلة.
مؤكدا أن الاحتفاء بهذه المناسبة السنوية الغالية يعني تجديد العهد والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين بأننا أمة الإسلام نسير على نهج الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
لافتا إلى أنه وعلى الرغم من الظروف الراهنة التي تعيشها بلادنا، ورغم العدوان والحصار يبقى موعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، موعدا مقدسا لدى كل اليمنيين بشكل عام وأبناء محافظة الحديدة على وجه الخصوص حيث تحضر فيه البهجة والسرور وتتقارب فيه الأحبة ويمتزج الجو الروحاني بمعاني المحبة والمودة والتكافل الاجتماعي.
الفعاليات الخطابية
وأوضح مدير جمعية المرضى النفسيين بالمحافظة عبدالكريم البرقي أن الحديدة وفي اطار الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف تقيم فعاليات متنوعة خطابية وفنية تعبر عن مكانة هذه المناسبة الدينية في قلوب ونفوس ووجدان المسلمين، كما يتخلل هذه الفعاليات والأنشطة أناشيد وفقرات فنية تؤكد في مضامينها أهمية إحياء ذكرى المولد النبوي بهدف الاقتداء بنبي الرحمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم والسير على نهجه القويم والانتصار لقضايا المستضعفين.
ولفت البرقي إلى أن الشعب اليمني رغم المعاناة الإنسانية والظروف الصعبة التي يعيشها جراء العدوان السعودي والحصار الجائر ستظل ذكرى مولد الرسول الأعظم لها مكانة خاصة في قلوبنا كيمنيين كونها مناسبة عظيمة تعيد إلى قلوبنا الفرحة، وتجدد فينا العزيمة والثبات في مواجهة كل من أراد النيل من كرامتنا وعزتنا.. والنصر حليفنا بإذن الله.
الذكرى المباركة
وتابع الحديث نائب مدير شركة النفط الدكتور عبدالستار عبدالله زعفور بالقول : يحتفل معظم المسلمين في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام بذكرى مولد منقذ البشرية والرسول المبعث للإنسانية سيدنا محمد بن عبدالله – صلى الله عليه وآله وسلم – بل وأكثر من ذلك معظم المحتفلين بهذه الذكرى المباركة هم اليمنيون ويجعلون من هذا اليوم المبارك عيدا لهم، ولا شك ولا ضير في ذلك فنحن أمة هذا الرجل الملهم وكيف لا نجعل من يوم ميلاده عيدا لنا .. مؤكدا أنه على قدر ما كان عليه العرب المستضعفون من المهانة والذلة والطبقية العمياء كانت المنحة الإلهية لهم، بأن بعث منهم رسولا من أنفسهم، يعرفونه ويعرفون نسبه وحسبه وفضله.
“لعادات والطقوس
فيما أشار عاقل الهنود والمشرع عبده عاموه إلى أن في محافظة الحديدة تقاليد وعادات وطقوس للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف، ففي هذه الليلة من كل عام أعتاد الكثير من أبناء الحديدة الاحتفاء بها إذ يقضون جل وقتهم في التسبيح في المساجد والمبارز والإكثار من الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وفي هذا اليوم أيضا تشدو النفوس لتمتلئ فرحة وسروراً وبهجة وتكتظ الأسواق بالبائعين والمتسوقين لشراء حاجيات الاحتفاء بها، ويجتمع الأطفال حول المساجد قبيل المغرب ويلبسون الملابس الجديدة وينتظرون حتى صلاة العشاء ويذهبون للمنزل للعشاء وبعدها يعيشون ليلتهم المباركة بالإكثار من الصلاة على الحبيب المصطفى عليه وآله الصلاة وأزكى التسليم وبعدها يتم التزاور بين أفراد الأسر والمجتمع فبعض الأسر قد ينقطع تلاقيها لأسباب خلافات أسرية لكن ما أن تهل هذه المناسبة حتى يتسابق الجميع للقاء وطي صفحات الجفاء.
اتباع المنهج المحمدي
ولفت الشيخ منسق الاغاثة بمجموعة هائل سعيد أنعم الشيخ عصام الهحاري إلى أن ذكريات ميلاد النبي تتابعت على الأجيال اللاحقة متخذة منها مناسبة للاحتفال فتعج المساجد بالمحتفلين، وتتوحد خطب الجمعة عن تلك الذكرى الجميلة، ويبقى الواقع أسيرا لعقلية البشر المعزولة عن تعاليم السماء ، فهناك بلاد عربية ما زالت تؤمن بالإيمان الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولكنها ترفض إتباع السلوك النبوي الشريف واختارت أن تعيش في ضنك الجهل بين المعتقد والسلوك.. مشيرا إلى أن من يخالط الأمة العربية اليوم يدرك بعدهم الكبير عن الاقتداء بمنهج النبي الكريم، كمن لديه كنز ولكنه أعمى لا يراه، أو مشلول لا يمكنه معرفة أهميته عن طريق اللمس.
مضيفا: يكفينا فخرا أننا في اليمن نحتفل بهذه الذكرى العطرة المباركة ونسلك المنهج النبوي الشريف كالصدق في القول والأمانة في المعاملة وغيرها، مما دعا إليه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

قد يعجبك ايضا