رأي عام شعبي إسلامي يشتعل ضد إساءة الرئيس الفرنسي والأنظمة العربية تلعب دور الجندي القامع

في كلمته.. السيد عبدالملك يدين الفعل ويصفه بـ”التعبير العدائي للأمة الإسلامية”

مواطن فرنسي: كل مرة تكون فيها فرنسا في أسوأ حالاتها يدّعي ماكرون بأن الإسلام هو السبب

الثورة / وديع العبسي

إن كان في الأمر (جس نبض) فإن توقعات الرئيس الفرنسي قد خابت وفشلت حين ارتكب حماقته بالإساءة إلى الإسلام والى الرسول الكريم عليه وعلى آلة الصلاة والسلام، بنبرة التحدي التي استخدمها.
الشارع المسلم انتفض رافضا وإن لم يكن على هيئة مظاهرات لأن الأنظمة العميلة لا تزال تلعب عنهم دور الجندي القامع لأي تحرك ضد الغرب.
مع ذلك فإن التصريحات (الخايبة) أثارت ردود فعل عربية وإسلامية واسعة، وأشعلت غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تصاعد الدعوات لمقاطعة شاملة لفرنسا.. وأحرق لبنانيون غاضبون في مدينة طرابلس علم فرنسا، احتجاجا على تصريحات ماكرون.
وفي الكويت أرسل رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية كتابا إلى مجالس إدارات الجمعيات التعاونية طالب فيه بمقاطعة كافة السلع والمنتجات الفرنسية ورفعها من كافة الأسواق المركزية والفروع.

وصمة العار الأبدية
على غير أنظمة الخنوع صدح قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي رافضا ومستنكرا الإساءة ووضع ماكرون الطائش في الحجم الطبيعي الذي يستحقه.. قال السيد: التصريح الأخير للرئيس الفرنسي الذي يسيء فيه إلى الإسلام، ويقول إن الإسلام في أزمة في كل مكان، هو واحد من أشكال التعبير العدائي للأمة الإسلامية، وتجد كيف يتعصبون لليهود الصهاينة، كيف كما قلنا سابقاً في فرنسا وفي أي بلدٍ في الغرب يمنعوك كلياً عن أن تقول شيئاً لا يرضى به اليهود الصهاينة، أو تكشف حقيقةً من حقائقهم، ممنوع، وليست هناك حرية، وتسقط كل هذه العناوين، ولا يمكن أن تحتمي بها، لكن أن تسيء إلى الرسول المجال مفتوح، أن تسيء إلى الإسلام المجال مفتوح.
ويوضح السيد عبدالملك لماكرون وكل من في قلبه غل ضد الإسلام بالقول: الإسلام ليس في أزمة، الإسلام هو الدين الإلهي، هو رحمة الله، هو وحي الله وهديه، هناك أزمات في واقع المسلمين نتيجةً لعملاء أعداء الأمة، ونتيجةً لبعض الانحرافات عن هذا الإسلام وعن هذا الدين العظيم، وعن تعاليمه الأساسية، ونتيجةً للاستهداف لهذه الأمة، الموروث الاستعماري، والتأثيرات السلبية للاستعمار الغربي على الأمة الإسلامية، وما فعلته تلك الأنظمة وتلك الدول بحق أمتنا الإسلامية هو أيضاً واحدٌ من الأسباب الرئيسية لأزمات المسلمين ومعاناتهم، ماذا فعل الاستعمار الفرنسي في الجزائر وحدها؟ أسوأ صفحة مقيتة سوداء تعبّر عن الطغيان والإجرام تلك الصفحة السوداوية للاستعمار الفرنسي للجزائر.
ومخاطبا الرئيس الفرنسي قال السيد عبدالملك الحوثي: إن وصمة العار الأبدية التي تستمر في واقعكم إلى يوم القيامة هي ما فعلتموه أثناء الاستعمار للجزائر، والذي لحد الآن لم تعتذروا عنه، يعني: إنكم تصرون على تلك الجرائم الفظيعة وتبريرها.
لم تخن الكلمات والتوصيف السيد عبدالملك، فلخص حقيقة مستعمر قديم لا يزال الحقد يدميه على الإسلام والمسلمين كما لوحظ ذلك في شيء من إساءته وهو يؤكد على ضرورة استمرار الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بل وحتى تقديم الدعم في هذا الاتجاه.

جمع كلمة الأمة
وأدان مؤتمر علماء اليمن الذي عقد أمس بعنوان” محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأسوة الحسنة” الإساءة الرسول الكريم واكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أن ما يتعرض له الدين الإسلامي والرسول الكريم من تشويه وإساءات متكررة، يستدعي جمع كلمة الأمة ووحدتها والتحرك لمواجهة الباطل.
كما أدانت دائرة العلماء والمتعلمين، بشدة الإساءات المتكررة من قبل أعداء الإسلام، للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي رفع الله ذكره.

تغذية للكراهية والتطرف
وكانت وزارة الخارجية قد أدانت بأشد العبارات تصريحات الرئيس الفرنسي المسيئة للإسلام و للرسول.
وأكدت الوزارة في بيان لها أن الإساءة المتكررة للإسلام والرسول محمد تُعد استفزازاً واستهتاراً بمشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم، وستنعكس سلباً على علاقات فرنسا بالعالم الإسلامي، وتهدد السلم الاجتماعي فيها.
وجدد البيان التأكيد على أن ازدراء الأديان والرموز الدينية بحجة حرية التعبير أمر غير منطقي وغير مقبول باعتبار ذلك جريمة بحق مشاعر وكرامة المسلمين وباعتبار ذلك يمثل عاملا خطيرا من شأنه أن يغذي الكراهية ويؤجج العنف والتطرف، وقد يقوض كل الجهود المبذولة لتعزيز التعايش السلمي والحضاري بين شعوب العالم.
وأكد البيان أن هذه الإساءة لن تنال من مكانة الدين الإسلامي الذي هو دين السلام والتسامح والمحبة، ولا من عظمة الرسول محمد الذي جاء رحمة للعالمين، وإنما ستنال من فرنسا نفسها ومن مكانتها وتظهرها كبؤرة مصدرة للكراهية والتطرف والانحطاط القيمي.
ودعا البيان الدول والشعوب الإسلامية للوقوف بحزم تجاه مثل هذه الإساءات المتكررة للإسلام والرسول محمد والتفعيل الجاد لسلاح المقاطعة ضد كل من يتطاول على الدين الإسلامي ومقدساته، كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى إدانة هذه التصريحات والتصرفات الرعناء وغير المتزنة باعتبارها مما يثير الكراهية ويحرض على العنف ، والعمل على سرعة اعتماد صك دولي ملزم يجرم الإساءة للرموز والمقدسات الدينية.

هاشتاقات ضد فرنسا
قال الشارع المسلم كلمته بتكوينه رأيا جماعيا مدعوما بمطالب بمقاطعة البضائع الفرنسية، ودشن نشطاء في عدة دول عربية وإسلامية حملات إلكترونية موسعة تدعو إلى مقاطعة فرنسا والمنتجات الفرنسية في العالمين العربي والإسلامي.
وتصدرت الوسوم و”الهاشتاقات” المناهضة لفرنسا مواقع التواصل الاجتماعي منها:(#مقاطعة المنتجات الفرنسية، #ماكرون يسيء للنبي #إلا رسول الله، #رسولنا خط أحمر).
وقد لفت الأمر انتباه المراقبين الغربيين ووسائل إعلامهم التي نقلت حالا موضوعيا عن ردة الفعل إزاء تلك الحماقة.
إلى تؤكد الـ BBC أن تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لم تمر مرور الكرام في العالم العربي.
وقالت “أشعلت كلمة الرئيس الفرنسي غضبا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب المستخدمون بمقاطعة المنتجات الفرنسية.”
لافتة إلى أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي في معظم الدول العربية أطلقوا وسم #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية الذي تصدر قائمة أكثر الوسوم انتشارا في هذه الدول حاصدا أكثر من 190 ألف تغريدة.
المغردون لم يكتفوا بهذا، لكنهم قاموا بحصر المنتجات الفرنسية الموجودة في الأسواق العربية.
كما قاموا بنشر وسم#إلا_رسول_الله ووسم #ماكرون_يسيء_للنبي، اللذين حصدا أكثر من 200 ألف تغريدة.

أصوات حرة
عدد من الأصوات الحرة سجلت موقفها من الفعل المشين للرئيس الفرنسي، فقال النائب في مجلس الأمة الكويتي، خالد محمد المونس: «رئيس «فرنسا» ‬أعلن عن سريرته القبيحة بخلطه الأوراق وإصراره على عدم تخليه عن نشر الرسوم المسيئة لأشرف الخلق، بعد أن فقدنا الأمل في الحكومات العربية والإسلامية على الشعوب أن تلقن هذا التطرف درساً بمقاطعة المنتجات الفرنسية».
فيما قال زميله في نفس المجلس عبدالله فهاد: «على قادة الدول الإسلامية أن يكونوا بقدر همّة شعوبهم ويعلنوا مقاطعة ‫فرنسا‬ سياسيا واقتصاديا فالتسامح والتصالح هنا يتوقف، لأن المسألة ليست مناكفة سياسية بل ولاء وبراء، «أتحب أعداء الحبيب وتدّعي حبّا له ما ذاك في الإمكان وكذا تعادي جاهرا أحبابه أين المحبّة يا أخا الشيطان».
واعتبر شيخ الأزهر قبل أيام أن: «وصفُ الإسلام بالإرهاب يَنُمُّ عن جهلٍ بهذا الدين الحنيف، ومجازفةٌ لا تأخذ في اعتبارها احترام عقيدة الآخرين، ودعوةٌ صريحةٌ للكراهية والعنف، ورجوعٌ إلى وحشية القرون الوسطى، واستفزازٌ كريهٌ لمشاعرِ ما يقربُ من ملياري مسلمٍ».

جاهل ومجنون
أمس الأول هاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إيمانويل ماكرون، قائلا: إنه بحاجة لاختبار قدراته العقلية، حسبما ما أوردته وكالة أنباء الأناضول، في معرض تعليقه على تصريحات الأخير عن الإسلام وأزمة الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد.
وقال أردوغان: «ماكرون لا يفهم حرية الإرادة والعقيدة، إنهم لا يعرفون عقائد الشعوب الأخرى، لا أعرف أن أصف رئيس هذه الدولة، لا يسيطر على عقله، وغير قادر على استخدام هذا العقل»، وفقا لترجمة قناة «TRT عربي” التركية الرسمية.
وفيما كان السيد قد أشار إلى قمعية الغرب للرأي والحرية، يصف الرئيس التركي السياسات الأوروبية بأنها “غير مفهومة” و”معادية” للمسلمين والدين الإسلامي، قائلا إنها “تزداد يومًا بعد آخر، يمكننا تسميتها بمعاداة الإسلام، وغير ذلك من إغلاق المساجد والجوامع الإسلامية”.

تحت ضغط الإفلاس
يرى مراقبون أن الرئيس الفرنسي يعيش أزمة سياسية مفادها فشله الذريع في إدارة الدولة وتحقيق أي إنجاز ملموس.. يؤكد ذلك ربما، بعض ردود الفعل في الداخل الفرنسي إزاء التصريحات الأخيرة لماكرون.. فكتب مواطن فرنسي -حسب الـ BBC- موجها كلامه لماكرون: “خدعة سحرية لطيفة للغاية! في كل مرة تكون فيها فرنسا في أسوأ حالاتها اقتصاديًا واجتماعيًا (إغلاق المطاعم والحانات والمستشفيات تحت الضغط وإفلاس وبطالة واكتئاب، وما إلى ذلك) تطل علينا قائلا إن المشكلة في الإسلام”.

قد يعجبك ايضا