الثورة / جميل القشم
تشهد محافظة صنعاء منذ أسبوعين ترتيبات واسعة لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، كمحطة مهمة باتجاه تعزيز الصمود وتعميق ارتباط أبنائها برسول البشرية صلوات الله عليه وآله.
ويحتفل أبناء المحافظة كسائر المحافظات بهذه المناسبة للتعبير عن حبهم وارتباطهم بالنبي الكريم والسير على نهجه وإحياء سنته والتأسي بقيمه ومبادئه وأخلاقه سلوكاً ومنهجاً والاقتداء به لتعزيز الروح الإيمانية والمضي على الدرب المحمدي.
ويمثل الاحتفاء بذكرى مولد خير البرية أهمية كبيرة في نفوس اليمنيين، رغم ما يعانونه من عدوان وحصار منذ ست سنوات ليؤكدوا للعالم أنهم على نهجه سائرون في مقارعة الطغاة وقوى الظلم والاستكبار.
استعداد لافت
مع اقتراب يوم الثاني عشر من ربيع الأول تتسارع حملة تزيين الشوارع والمباني والمنشآت والطرق الرئيسية ومداخل المدن وتعليق اللافتات المعبرة ابتهاجا بهذه المناسبة الدينية الجليلة.
وتزدان عاصمة المحافظة ومراكز المديريات باللون الأخضر فيما تتوشح الطرق والمباني والشوارع باللوحات الضوئية والقماشية استعدادا للاحتفال بذكرى ميلاد نبي الإنسانية عليه الصلاة والسلام، وتجسيداً لعظمة ما تضمنته الرسالة المحمدية من خير وسلام للبشرية جمعاء.
وسبقت مظاهر الاحتفال بذكرى مولد خاتم الأنبياء سلسلة لقاءات مركزية ومحلية للتحضير والترتيب لأنشطة وفعاليات إحياء المناسبة وتشكيل لجان للحشد والإعداد والتهيئة لإنجاح الفعاليات التي بدأ تنظيمها بهذه المناسبة بما يليق بمكانتها ومقام نبي الأمة.
مظاهر الاحتفال
تأخذ مظاهر الاحتفال بذكرى مولد رسول الله طابعاً متنوعاً في مختلف المديريات وتتضمن أناشيد المدح في حب النبي خلال الأمسيات واللقاءات المجتمعية وحلقات الذكر بالمساجد وترديد موشحات للتذكير بسيرته العطرة في المجالس العامة.
وشرعت السلطات والقطاعات الرسمية والشعبية منذ أسبوع في تنفيذ خطة الاحتفاء بالمناسبة من خلال تدشين الفعاليات على مستوى أربعة قطاعات لمديريات المحافظة وإقامة عدد من المكاتب والجهات ندوات ومحاضرات وفعاليات سلطت الضوء على حياة النبي تعبيراً عن الابتهاج بقدوم هذه الذكرى العطرة.
وتتهيأ كافة المكاتب والأجهزة التنفيذية للاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة، في حين تشهد كافة المديريات حراكاً فاعلاً في تنفيذ الأنشطة والفعاليات التي تسلط الضوء على حياة النبي وخلقه الرفيع وإحياء سيرته الزكية.
تفاعل واسع
يتميز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مدن وريف محافظة صنعاء بأجواء روحانية تتَّسم باللقاءات المجتمعية وزيارات روضات الشهداء وتجهيز قافلة مدد كبرى على مستوى المحافظة وإقامة مجالس دينية وتنفيذ أنشطة في التكافل الاجتماعي تمثل قيم النبي وما تحلى به من مكارم أخلاق ينبغي الاقتداء بها.
وتسجِّل المرأة بمحافظة صنعاء هذا العام حضوراً لافتاً في الاستعدادات للاحتفاء بذكرى مولد النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، حيث تتوشح اللقاءات ومجالس النساء بمظاهر مختلفة تكتسي اللون الأخضر وعبارات حب النبي ابتهاجا بهذه المناسبة لتؤكد من خلالها صمودها وبأسها وصلابتها في مواجهة التحديات.
واستعداداً لإحياء ذكرى مولد خير الأنام بدأ مكتب الأشغال وصندوق النظافة والتحسين وإدارة المرور تنظيم حملة نظافة شاملة ورفع المخلفات وإزالة العوائق والعشوائيات من الشوارع والأسواق لإبراز المحافظة في أبهى حلة وفي مظهر يليق بعظمة هذه المناسبة.
ويتصدر مكتب الصحة العامة والسكان، خارطة الاستعدادات لتنفيذ فعاليات في مختلف المستشفيات والإعداد لقافلة طبية وعلاجية للجبهات وعمل تخفيضات بخدمات المستشفيات وإقامة مخيمات طبية تستهدف عدداً من الفئات والشرائح المجتمعية.
فيما يستعد مكتب التربية والتعليم بالمحافظة لتنفيذ أنشطة متنوعة بالتنسيق مع فروعه بالمديريات ومع المدارس تزامنا مع تدشين العام الدراسي الجديد احتفاء بالمولد النبوي.
ويواصل مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة تنفيذ خطة توعية إرشادية مصاحبة لفعاليات الاحتفال بالمولد وعقد لقاءات للخطباء والمرشدين وتضمين الخطب موجهات عامة للتذكير بالمناسبة وإصدار المطبوعات وتزيين المساجد وتهيئتها لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف.
دلالات الاحتفاء بالمناسبة
زخم الاحتفال يمثل محطة تعبوية لتعزيز التمسك بالهوية والاقتداء بأخلاق الرسول والتمسك بالدفاع عن الأرض والحرية والاستقلال خصوصاً والشعب اليمني يمر بمرحلة مهمة وفاصلة ويواجه عدوانا ظالما يستهدف كرامة أبنائه وهويتهم وانتماءهم.
ورغم مجمل التحديات والظروف الصعبة إلا أن استمرار العدوان والحصار لم يثن قبائل وأبناء محافظة صنعاء عن تجهيز قافلة الرسول الأعظم ورفدها بكل غال ونفيس تزامنا مع الاحتفال بذكرى مولد خاتم الأنبياء في صورة تعكس وفاء أبناء المحافظة وصمودهم وثباتهم انطلاقاً من محبتهم وتوقيرهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكد محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي أهمية الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف وما تمثله هذه المناسبة من معان ودلالات روحانية خاصة في ظل الأوضاع الراهنة ، لافتا إلى أن إحياء المولد يجسد ارتباط اليمنيين بالرسول الأعظم والسير على نهجه والاقتداء بأخلاقه.
وقال إن” ذكرى المولد النبوي الشريف محطة مهمة لتعزيز الروح الإيمانية فبذكره صلى الله عليه وآله وسلم تستقر النفوس وتمتلئ حبا وتعظيما لله ورسوله”.
وأشار إلى أن تعظيم هذه المناسبة يمثل رسائل للعالم بصمود وثبات الشعب اليمني أمام قوى العدوان وهيمنتها.. مؤكداً أهمية تضافر الجهود لإنجاح هذه المناسبة من خلال الحضور الواسع في الفعاليات.
ودعا الهادي إلى الإعداد والترتيب الجيدين للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية بما يليق بمكانة وعظمة النبي الكريم في قلوب ووجدان اليمنيين، لافتا إلى أهمية الدور المجتمعي في التفاعل مع فعاليات المولد النبوي الشريف.
فيما اعتبر أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة عبد القادر الجيلاني، الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية رسالة مفادها رفض الشعب اليمني للوصاية والتبعية والهيمنة الخارجية والاعتزاز برسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام.. لافتاً إلى ما تمثله سيرة الحبيب المصطفى من حافز على مواصلة الصبر والصمود في مواجهة العدوان والنضال لتحرير البلاد من دنس الغزاة المحتلين.
بدوره وصف نائب مشرف المحافظة يحيى المؤيدي الاحتفالات التي تقام بالمناسبة في مختلف أنحاء المحافظة بأنها لوحة صمود لترسيخ معاني العزة والبأس وإظهار البهجة والفرح والتوقير وتجديد الولاء للرسول صلى الله عليه وسلم والتمسك بهديه القويم.
من جانبه لفت مستشار المحافظة عبدالله المرتضى إلى أن زخم الاحتفال بذكرى مولد الرسول الكريم يعكس الحب والوفاء له واقتفاء أثره في كل شؤون الحياة.. مبينا أنه وبالرغم من أن الشعب اليمني يعيش اليوم ظروفاً صعبة ويعاني من عدوان ظالم وحصار جائر إلا أنه ظل صامدا صابراً مستمدا قوته وإرادته الصلبة من الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء به سيد المرسلين.
مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة عبده السراجي نوه بأن اليمنيين كانوا سباقين لمناصرة رسول الله ومؤازرته والمساهمة في نشر الدعوة والفتوحات الإسلامية.. موضحاً أن أهمية هذه المناسبة تكمن في التزود منها بالقيم والمبادئ العظيمة بما فيها الصبر والثبات في مواجهة العدوان ومخططاته التي تستهدف تمزيق اليمن ومسخ هوية أبنائه.
من جهته أشار مدير عام مديرية مناخة عبدالله المروني إلى أن الحراك الكبير الذي تشهده محافظة صنعاء في ذكرى مولد خير المرسلين يحمل معاني ودلالات عن مدى حب اليمنيين لرسول الأمة وتمسكهم بنهجه القويم سيما في هذه المرحلة الحساسة والاستثنائية.. لافتاً إلى أن الاحتفال بمولد الرسول هو تبيان لأحبابه وتفريق واضح بين أعدائه ومحبيه ومن يعظمون الرسول ويقدرونه وينتصرون له.
مسؤولة المكتب الإشرافي للقطاع النسوي بالمحافظة أمة الله المحطوري، تحدثت عن تفاعل المرأة للاحتفاء بالمولد وما يعكسه ذلك من توجه مجتمعي نحو الاقتداء بخلق سيد الأنام وتمثل سيرته في كافة مناحي الحياة ونصرة الحق والعقيدة المحمدية.
بدورها أوضحت مديرة إدارة توعية المرأة بمكتب الأوقاف والإرشاد فنون مجلي أن الاحتفال بمولد النبي الأكرم يمثل محطة تعبوية نحو مولد جديد لأمة قوية مهابة تتيقن النصر وتتحصن بالإيمان والصبر والصمود.. مبينة أن الاحتفاء بهذه المناسبة يعكس ارتباط الشعب اليمني بالنبي الكريم وشاهد على صموده وثباته والتضحيات التي يقدمها لإقامة الحق.
ويعكس ابتهاج أبناء محافظة صنعاء بهذه المناسبة كغيرهم من أبناء المحافظات اليمنية مكانة صاحبها في النفوس، باعتبار ذكرى مولده محطة انطلاق للسير على نهجه، فهو القدوة الحسنة والسراج المنير، ما يستوجب من الجميع إحياءها بما يليق بمكانتها في قلوب أبناء اليمن.