انتشار المخدرات في المحافظات الجنوبية المحتلة.. قضية وطنية تتطلب الحل السريع
طارق مصطفى سلام
يتمادى العدوان في هدم الشعوب واستنزاف القوة البشرية لليمن ونسف دعائمها الرئيسية بالزج بهم في معارك عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل وكذا قضية انتشار المخدرات بين أوساط الشباب في المحافظات اليمنية المحتلة كعمل ممنهج وخبيث لسلطات الاحتلال وأدواتها المحلية لتدمير المجتمع اليمني ونسيجه الاجتماعي ابتداء من عدن وكافة المحافظات الجنوبية المحتلة، ما يتحتم على حكومة الإنقاذ القيام بمسؤولياتها تجاه هذه القضية وإعطائها أولوية قصوى لوقف هذا التدمير واستنزاف الثروة البشرية.
ولاشك أن الدور الرئيسي والمسؤولية الأولى تقع على عاتق قوات الاحتلال ومرتزقتها الذين يعبثون بالمحافظات المحتلة وهم من يقومون بالترويج والتسويق لهذه الأعمال الشنيعة ضد أهلنا وأبنائنا في عدن والعمل بكل الوسائل الممكنة في تفكيك النسيج المجتمعي ونشر ثقافات دخيلة على المجتمع اليمني المحافظ الذي يحترم الشرائع السماوية ولديه ضوابط قبلية واجتماعية وأخلاقية تنظم سير حياة المجتمع اليمني وتحمي مضامينها الثابتة التي لا تزعزعها الظروف ولا تنسفها الحروب بقدر ما يحفظها اليمنيون في صدورهم ويعرفون أهميتها في ضمان مجتمع مستقر.
إن الركيزة الرئيسية لبناء المجتمعات وتأسيس دولة قوية ومنظمة هو المواطن ولا يمكن أن تبني دولة دون أن يكون هناك أسس متينة لمجتمع واعٍ متعلم بعيداً عن الانحرافات الأخلاقية والسلوكيات المحرمة التي تزعزع حياة الناس وتهدم أوطانها، وهذا ما يدفعنا اليوم لتجديد الدعوة للقيادة الحكيمة ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ وكافة المؤسسات المسؤولة عن هذا الجانب للقيام بواجبها الإنساني والأخلاقي تجاه هذه القضية وإيقاف هذا التدمير الممنهج للمجتمع اليمني من خلال منع انتشار هذه المواد المخدرة والحشيش وممارسة الضغوطات على المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل في إنهاء هذه الكارثة التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة قاطبة.
إننا ومن منطلقنا الإنساني والأخلاقي ندعو أبناءنا وإخواننا في المحافظات الجنوبية المحتلة إلى تحمل مسؤولياتهم وعدم الانجرار وراء تلك الأعمال الشاذة والمنحرفة التي يسوقها المحتل ويستغل ظروف الناس وأوضاعهم الصعبة نتيجة للعدوان والحصار والذي يسعى المحتل لهدم المجتمع اليمني من خلالها وبأيادي يمنية لا تدرك حقيقة هذه الأخطار وآثارها المترتبة على مستقبل وحاضر اليمن دولة وشعبا ويخلق مجتمعاً عبثياً لا يعلم حقوقه ووجباته وأخلاقياته تجاه ربه وشعبه ووطنه.
والله من وراء القصد.
*محافظ عدن