كذب نتنياهو ودعا إلى الحذر والانتباه إلى ما تحضِّره أمريكا للمنطقة من جديد بإحياء داعش والجماعات التكفيرية
السيد حسن نصر الله: اتهامات »ماكرون« مرفوضة وندين لغة الاستعلاء ولا يحق لأحد أن يكون وصياً أو ولياً أو حاكماً على لبنان
الثورة / متابعات
رد السيد حسن نصر الله مساء أمس الأول في خطاب متلفز على ادعاءات نتنياهو ، ودحض أكاذيبه بوجود صواريخ للمقاومة بين المباني السكنية وقرب منشآت للغاز في الضاحية الجنوبية، داعيا وسائل الإعلام للذهاب في جولة إلى المناطق التي تحدث عنها نتنياهو مباشرة بعد انتهاء كلمته ، لافتا إلى أنه لأول مرة لا يجرؤ الجنود الصهاينة على التحرك على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وقال «جيش الاحتلال ما زال في أعلى درجة من الاستنفار والاختباء، وهذه أطول فترة يعيشها جيش الاحتلال بهذه الطريقة وأن لا يتحرك جنوده، وقرارنا بالرد باق» ، وتعليقا على ادعاءات رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في كلمته أمام الأمم المتحدة وزعمه وجود صواريخ للمقاومة قرب محطة للغاز في الضاحية الجنوبية لبيروت، دعا السيد نصر الله وسائل الإعلام لزيارة المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو وادعى وجود صواريخ فيها، ليشاهد العالم كذب نتنياهو على الهواء مباشرة ، مشيرا إلى أن العلاقات الإعلامية في حزب الله ستدعو وسائل الإعلام للدخول إلى المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو ، مضيفا «سنسمح لوسائل الإعلام بالدخول عند العاشرة مساء إلى المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو ليكتشف العالم كذبه»، مردفا « إجراؤنا هو من أجل أن يكون اللبنانيون على بينة في معركة الوعي وأننا لا نضع صواريخنا بين البيوت».
وفور انتهاء كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليل أمس الأول، نظّمت العلاقات الإعلامية لحزب الله جولة للصحافة المحلية والعالمية على منشأة صناعية في منطقة الجناح زعم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، في خطابه الموجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنها تضم مخزناً لصواريخ المقاومة ،وبعد كلمة نتنياهو، وقبل خطاب نصرالله الذي اعلن فيه عن الجولة، نشر الناطق باسم جيش الاحتلال شريط فيديو يزعم وجود منشآت لتصنيع مواد للصواريخ الدقيقة، في الموقع الذي ذكره رئيس وزراء العدو، وفي موقعين آخرين ، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف أكّد في تصريح للصحافيين أن الجولة هي «للرد على نتنياهو وكشف كذبه» مشيراً إلى «أننا لسنا كشافين لدى العدو ولا نقدم له معلومات، ولسنا ملزمين بإجراء جولات مشابهة في كل مرة يزعم فيها العدو الادعاءات نفسها».
إلى ذلك حذّر السيد حسن نصر الله، من عمل عسكري كبير كانت تعدّ له الجماعات التكفيرية في لبنان، داعيا إلى الحذر والانتباه إلى ما يحضّره الأميركيون للمنطقة من جديد، مشيرا إلى أن أمريكا تسعى لتبرير بقاء قواتها في المنطقة تحت عنوان التحالف الدولي لمواجهة «داعش» ، وفي كلمة متلفزة يوم أمس الأول، دعا السيد حسن نصر الله للتوقف أمام ما حصل في الأسابيع الماضية في بلدة كفتون وصولا إلى المواجهات بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في منطقة الشمال ، لافتا إلى أن الجماعات التكفيرية التي ظهرت في شمال لبنان، والمتنوعة التشكيل والتسليح كانت تحضر لعمل عسكري كبير، وما ضبط من أسلحة مع هذه المجموعات هو أمر خطير.
ونوّه نصر الله بأنه بعد «اغتيال العصر» الذي قامت به أمريكا واستهدفت الشهيدين الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ومطالبة الشعب العراقي بخروج الأمريكيين من العراق، بدأت أمريكا من جديد بإحياء «داعش» في العراق وسوريا ولبنان، مشيرا إلى أن واشنطن تسعى لتبرير بقاء قواتها في المنطقة تحت عنوان التحالف الدولي لمواجهة «داعش» ، وأضاف «المجموعات التكفيرية التي كُشفت في الشمال تنتمي إلى «داعش»، وجاءتها تعليمات بالاستقطاب والتنظيم والتجهيز بانتظار ساعة الصفر»، داعيا إلى الحذر والانتباه إلى ما يحضّره الأميركيون للمنطقة من جديد.
وردّ السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله على الاتهامات التي ساقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ يومين، طالبا منه أن يبحث عمّن أفشل مبادرته لدى واشنطن والملك السعودي، مجددا الانفتاح على المبادرة الفرنسية لما فيه من مصلحة للبنان ، مؤكدا في خطاب متلفز يوم أمس الأول أنه من غير المقبول المس بالكرامة الوطنية ، السيد نصر الله لماكرون: ابحث عمن أفشل مبادرتك عند أميركا والسعودية.
وقال مخاطبا الرئيس الفرنسي إيمانويل لماكرون متسائلا: هل كانت المبادرة الفرنسية تقول أن يقوم رؤساء الحكومات السابقون بتشكيل الحكومة وتسمية الوزراء؟، وأضاف «أقول للرئيس الفرنسي أن يذهب ويبحث عمن أفشل المرحلة الأولى من مبادرته»، وتابع موجها القول للرئيس الفرنسي «ابحث عن الطرف الذي كان يريد أن يسيطر على البلد وإلغاء القوى السياسية بغطاء منكم» ، وتابع» نحن منعنا أن يذهب البلد إلى الأسوأ ونتمنى أن يتعاون اللبنانيون لكي لا يذهب البلد إلى الأسوأ»، مشيرا إلى أن « الحاج محمد رعد قال لماكرون إننا نوافق على 90% من الورقة الفرنسية وهنا نسأل ما هو الذي اتفقنا عليه ولم نحترمه؟».
وقال السيد حسن نصر الله في خطابه «نحن يا فخامة الرئيس الفرنسي معروفون أننا نفي بوعودنا والتزاماتنا، وعندما نعد نلتزم بوعودنا ونضحي لنلتزم بوعودنا… وما تطلبه يتنافى مع الديمقراطية وبأن تنحني الأغلبية النيابية وتسلم رقابها لجزء من الأقلية» ، وأضاف «لا نقبل أن يتحدث معنا أحد بهذه اللغة» ، وتابع سماحته «ما يطلبه منا الرئيس الفرنسي يتنافى مع الديمقراطية، وديمقراطية 2018 أفرزت انتخابات نيابية يريد منها ماكرون أن تنحني وتسلم البلاد لجزء من الأقلية النيابية»، وأردف قائلا «نحن لم نذهب إلى سوريا لقتال المدنيين، ذهبنا بموافقة الحكومة السورية لمواجهة الجماعات التي تقولون عنها إنها إرهابية وتكفيرية وأنتم موجودون في سوريا بهذه الحجة وبشكل غير شرعي».
وأضاف السيد نصر الله رداً على ماكرون «ليس لدينا أموال وعائدات مالية لنحميها، ولا نقبل أن يخاطبنا أحد بهذه اللغة.. قبلنا بتسمية مصطفى أديب بدون شروط وبحسن نية للتسهيل، لكن الاستسلام وتسليم البلد هو أمر آخر» ، وطلب من الرئيس الفرنسي أن يبحث عمّن أفشل مبادرته وأن يفتش عن الأميركيين والملك سلمان وخطابه الأخير ، ولفت نصر الله إلى أن «هناك دولاً عربية تحميها أنت لا يتجرأ فيها أحد أن يكتب تغريدة ينتقد فيها الملك أو الأمير»، وتابع قائلا «نحن أصحاب القرار في الشأن اللبناني وإيران لا تتدخل ولا تملي بل دائماً ما كانت تحيل الجميع إلينا» ، السيد نصر الله أكمل حديثه الموجه للرئيس الفرنسي قائلا «نحن لا نقبل أن تقول لنا إننا ارتكبنا خيانة، بل نرفض وندين هذا السلوك الاستعلائي»، وأضاف «لا نقبل أن يتهمنا أحد بالفساد، وإن كان لدى الفرنسيين أدلة على هذا الأمر فليحضروا أدلتهم».
وتابع «رحبنا بزيارة ماكرون ومبادرته، لكن لم نرحب به على أن يكون مدعيا عاما ومحققا وقاضيا ومصدرا للأحكام ووصيا وحاكما على لبنان، ولا يوجد تفويض لا للرئيس الفرنسي ولا لغيره كي يكون وصيا أو وليا أو حاكما على لبنان»، لافتا إلى أن «الطريقة التي تم التعامل بها والاستقواء وتجاوز الحقائق والوقائع لا يمكن الاستمرار بها لأنها لن تصل إلى نتيجة» ، لافتا إلى أن «الاحترام وكرامات الناس أهم شيء في التفاوض، والمس بالكرامة الوطنية غير مقبول»، مضيفا «نحن منفتحون من أجل مصلحة لبنان، ولا زلنا نرحب بالمبادرة الفرنسية، ولكن يجب إعادة النظر بالخطاب لأن ما مُسّ قبل يومين هو الكرامة الوطنية».