ثورة الـ 21 من شهر سبتمبر.. شعلة أضاءت درب الحرية وأحرقت كرت العمالة
إكرام المحاقري
عندما نعايش ألم الحاضر لابد من مقارنته بآفة الماضي، وألم ثلاثة عقود من الضياع والعبودية والتدجين الفكري, ومع تزاحم الأحداث أقبلت الذكرى السادسة للثور المجيدة السبتمبرية، والتي هي ثورة شعبية ذات أهداف حرة خالية من شوائب العمالة والارتهان للقرار الخارجي.
فحينها لم تعد تنفع مبادرة خليجية ولا وساطات «أمريكية وبريطانية» فصاحب القرار هو الشعب, والسيادة والاستقلال هي الهدف السامي لتلك الثورة المباركة, ولا مكان للصوص الثورات ونهابي الحقوق والحريات.
لا بد من العودة إلى الوراء قليلا لنتذكر كيف كان الواقع للشعب اليمني وماذا كانت تعني الحكومة أنذاك, ومن كان سيد القرار والمتحكم في كل كبيرة وصغيرة, ولصالح من تم نهب ثورة « 2011م» وكيف اسطاع العملاء أن يتحكموا بخطورة المرحلة التي كان لها أن تكون انتقالية بكل جدية.
لكن في صدد تواجد «السفير الأمريكي» والمصلحة المزدوجة للقوى «الصهيوأمريكية» وغيرهم, قُمع الشعب وكبلت يداه بأغلال العبودية، ويبقى الوعي هو سيد الموقف والذي لم نستلهمه إلا من أهداف ثورة الـ 21 من شهر سبتمبر المجيد, وهو الإجابة الواضحة والصريحة لكل ما تم طرحه سابقا.
لم تأت ثورة الـ 21 من فراغ, بل هي من أنقذ الشعب اليمني من هاوية السقوط للاستعمار الأمريكي والذي بدأ إبراز نفسه منذ أيام قرار «الحرب الدامية على محافظة صعدة» فلنقل أن فتيل الثورة المجيدة أُشعل منذ أن اختار المناهضون للمشروع الأمريكي درب الصمود والتضحية، وامتدت شرارتها إلى أن سقطت عروش الطغاة واحداً تلو الآخر, ومازالت تلك الشرارة مشتعلة حتى اللحظة ثورة عسكرية أودت بالقوى المستكبرة إلى الحضيض.
فالعقيدة والإيمان بأحقية القضية هي سر نجاح الثورات منذ ثورة الإمام الحسين عليه السلام إلى ثورة الإمام زيد عليه السلام إلى ثورة الشعب اليمني الحر في الـ 21 سبتمبر, والارتهان للحق ولسلامة الدين والوطن هو من أفشل مخططات العدو وأسقط الجينرال العجوز «علي محسن الأحمر» بكل قوته العسكرية في طرفة عين, وحولته من قائد عسكري إلى حرم للسفير السعودي حتى يستطيع أن يلوذ بالفرار.
ومن تلك اللحظة كشف الستار عن ما أخفاه آل الأحمر وحزب الإصلاح وحقيقة جامعة الإيمان الإخوانية وكل ما خفي عن الشعب اليمني, ومازالت تلك الحقائق تتكشف إلى اليوم ونهايتها إعلان التطبيع من الصهاينة وحقيقة العدوان على اليمن وما تم التصريح به من قبل البريطانيين من أجل محافظة مأرب!!
ومن عظمة الثورة المجيدة أنها بينت هشاشة العملاء وهشاشة المشروع «الأمريكي»، حيث وهم من بدأوا بالانسحاب من السفارة الأمريكية وقاعدة العند الجوية وغيرها, وبينت حقيقة المبادرة الخليجية التي أرغمت الشعب اليمني بانتخاب الدمية هادي والقبول به رئيسا على الدولة, وأفشلت مشروع الأقلمة الذي أراد لليمن التمزق وأراد للفتنة الطائفية والمذهبية والمناطقية أن تتفرع في أقطار اليمن, بدوافع كأنها هي المصلحة وليس سواها مصلحة للشعب اليمني.
لم تكن ثورة الـ 21 سبتمبر وليدة يومها ولم تبق عند حد تاريخها, بل إنها ممتدة بامتداد أهدافها التي من ضمنها تحرير القدس من قبضة الصهاينة وليس هذا بالأمر الصعب لمن يمتلك في قلبه عقيدة ذات حق وقضية, ولن يكن ثمن الحرية أبهظ من ثمن الخنوع للعدو, والثورة مستمرة ولن تقف عند حد معين ولنا في قادم الأيام ما تُشفى به قلوب الذين آمنوا وتحزن به قلوب الخونة والعملاء المطبعين.