ينبغي‮ ‬الحفاظ على المخطوطات ونشرها للباحثين وليس تخزينها في‮ ‬حقائب تعرضها للتلف

تحوي نفائس من الفكر العربي‮ ‬والإسلامي

آل الورد‮ ‬يزودون دار المخطوطات بـ‮« ‬501‮»‬مخطوط نادر

لقاء/ عبدالباسط النوعة

وقد أكد المختصون والقائمون على الدار بأن هذه المخطوطات لأسرة آل الورد ذات أهمية كبرى من النواحي‮ ‬التاريخية والعلمية وقد رفدت الدار بنفائس ذخائرها من خلاصة الفكر العربي‮ ‬والإسلامي‮ ‬ولعل أشهر تلك المخطوطات هي‮ ‬النسخة النادرة لكتاب ضياء الحلوم لمحمد بن نشوان الحميري‮ ‬وتاريخها‮ ‬يعود إلى‮ ‬616‮ ‬للهجرة وتعد هذه النسخة مختصرا لمعجم شمس العلوم للعالم اليمني‮ ‬الشهير نشوان الحميري‮ ‬حيث قام الإبن باختصار معجم والده وتعد هذه النسخة من ضياء الحلوم التي‮ ‬احتوتها مكتبة آل الورد من أقدم النسخ التي‮ ‬تم العثور عليها حتى الآن ولا توجد إلا نسخة وحيدة من هذا المعجم موجودة في‮ ‬ايران أما أقدم مخطوط بين هذه النفائس القيمة فيرجع تاريخها إلى سنة‮ ‬567‮ ‬هجرية وهي‮ ‬في‮ ‬الفرائض وتعتبر منظومة في‮ ‬أصول الفقه للحسن بن أبي‮ ‬الفتح بن حمزة الهمذاني‮ ‬ايضا من النفائس التي‮ ‬أوردها المختصون لهذه المكتبة القيمة نسخة عتيقة بعنوان سنن أبي‮ ‬داوود في‮ ‬الحديث والتي‮ ‬يرجع تاريخها إلى سنة‮ ‬727‮ ‬هجرية وهي‮ ‬في‮ ‬مجلدين مكتملين فيهما عشرون جزءاٍ‮ ‬وهي‮ ‬نسخة من نسخة السلطان المحسن ابن أيوب‮ ‬بالإضافة إلى وجود نسخة خزائنية نفيسة بعنوان ضوء النهار المشرق على صفحات الازهار‮ »‬في‮ ‬الفقه‮« ‬تاريخها‮ ‬يعود إلى سنة‮ ‬1069هـ للحسن بن احمد الجلال‮ ‬كما احتوت هذه المكتبة على نسخة أصلية بعنوان‮ »‬الشفاء التام بإذن الملك العلام‮« ‬لمحمد بن أحمد الشاطبي‮ ‬وتعد هذه النسخة الام كونها بخط مؤلفها بتاريخ‮ ‬1245‮ ‬هجرية ونسخة أخرى تعد من أهم النفائس تعود إلى عصر المؤلف بعنوان‮ »‬المغني‮ ‬في‮ ‬اسماء الرجال‮« ‬لمحمد بن طاهر الصديق الفتني‮ ‬وتاريخها‮ ‬يعود إلى سنة‮ ‬974هـ وهي‮ ‬تقدم ترجمة لرجال الصحاح وتضبط اسماءهم وهذا ما أورده المختصون في‮ ‬دار المخطوطات لأبرز وأهم المخطوطات والقائمة طويلة جدا لا‮ ‬يتسع المجال لذكرها ولكن نستطيع القول بأن مئات المخطوطات النفيسة والنادرة قدمتها أسرة آل الورد إلى دار المخطوطات بصنعاء‮.‬
‮»‬الثورة‮« ‬حضرت تسليم آخر دفعة من هذه المخطوطات والتي‮ ‬تمت كسابقاتها في‮ ‬منزل القاضي‮ ‬أحمد علي‮ ‬الورد صاحب هذه المبادرة الرائعة وتجادبنا معه الحديث حول المبادرة وأهميتها والدوافع التي‮ ‬جعلتهم‮ ‬يتخذون هذا القرار الحكيم ورسالتهم لبقية الأسر التي‮ ‬تمتلك مثل هذه المخطوطات‮.‬
زكاة العلم ‬نشره
‮> ‬في‮ ‬البداية‮ ‬يقول القاضي‮ ‬أحمد علي‮ ‬الورد إن الدافع الذي‮ ‬جعله‮ ‬يمنح هذه المكتبة الثمينة من المخطوطات النادرة إلى الدار هو حرصه الشديد على الأمانة فكما‮ ‬يقال زكاة العلم في‮ ‬نشره وفي‮ ‬دار المخطوطات سوف تكون هذه المخطوطات في‮ ‬متناول الجميع وعلى رأسهم الباحثين والمهتمين‮.‬
ويقول‮: ‬صحيح هي‮ ‬ملكية خاصة ولكن في‮ ‬جوهرها هي‮ ‬ملكية عامة وإذا كنت لا تستطيع أن توفر لهذا النوع من التراث العظيم الحماية ووسائل الحفاظ المناسبة وتراعيه بالطريقة التي‮ ‬يتطلبها فيلزم عليك أن تعطيها للمكان الذي‮ ‬خصصته الدولة لمثل هذا النوع من التراث ووفرت له كافة ما‮ ‬يحتاج إليه من وسائل وأساليب حفاظية ولعل ما‮ ‬يحز بالنفس أن بعض الأسر تمتلك مخطوطات قيمة ولكنها لا زالت مخزنة بطرق بدائية جداٍ‮ ‬في‮ ‬الأدراج والأكياس والشنط وبالتالي‮ ‬تكون عرضة للتلف أو التآكل من قبل الأرضة كما أن عوامل المناخ تؤثر عليها بالإضافة إلى أنه لا‮ ‬يتم الاستفادة منها للإطلاع والبحث وما هكذا نكون قد أرضينا الآباء والأجداد الذين خلفوها وأخذوا منها ورغبتهم في‮ ‬أن‮ ‬ينشر العلم الذي‮ ‬تحتويه للمهتمين ورواد العلم‮ ‬وقد حاولنا قبل سنوات أن نتواصل مع الجهات المعنية في‮ ‬وزارة الثقافة من أجل الاحتفاظ بهذه النسخ من المخطوطات في‮ ‬الدار ولكن لظروف لا نحب ذكرها لم‮ ‬يتم هذا الأمر ولكننا وبعدما تواصل معنا الدكتور مقبل التام الأحمدي‮ ‬عقب توليه مهام وكيل الوزارة لقطاع المخطوطات ودور الكتب بأيام قلائل فوجئت به‮ ‬يدق باب المنزل ولمست فيه حرصا واهتماما كبيرا ونوايا مخلصة مثل بحق الدولة بأزهى صورها الأمر الذي‮ ‬جعلني‮ ‬ودون تفكير كبير اتفق معه على تسليم المخطوطات إلى الدار بعد أن زرت الدار ووجدت كيف أصبحت وتطورت وسائل الحماية فيها والعناية الفائقة التي‮ ‬يولونها للمخطوطات فضلا عن الطريقة التي‮ ‬انتهجها الأخ الوكيل للتسليم حيث لا‮ ‬يتم التسليم إلا بعد التوثيق والفهرسة والتصوير لكافة المخطوطات التي‮ ‬سيتم تسليمها وفي‮ ‬المنزل من قبل لجنة متخصصة في‮ ‬الدار وبوجودنا وتسلم نسخة من هذا العمل البناء وهو فعلا ما تم وقد مكثنا عامين نعمل دون كلل أو ملل وتمت الفهرسة والتوثيق في‮ ‬مجلدات سبعة لدينا نسختين منها كل هذا بعث الإرتياح والطمأنينة إلى نفوسنا كوننا نعد هذه المخطوطات أغلى من نفوسنا وهو الأمر الذي‮ ‬حدا بنا إلى البحث عن مخطوطات أخرى لنا عند الناس فقد سلمنا مخطوطات على شكل دفعتين وكنا نعتقد أننا بذلك قد سلمنا كافة المخطوطات التي‮ ‬لدينا ولكنني‮ ‬عملت خطوة لم أكن أتوقع أنها ستظهر مخطوطات أخرى حيث قمت بإرسال قسم إلى أشخاص شككت بأن لديهم مخطوطات كانت لنا وفعلا كان الذين لديهم مخطوطات لنا لا‮ ‬يقسمون وعلى الفور‮ ‬يعطونا ما لديهم من مخطوطاتنا وهذا أثمر عن إيجاد‮ »‬14‮« ‬مخطوطا تشمل‮ »‬76‮« ‬عنونا هي‮ ‬الدفعة الأخيرة التي‮ ‬قمنا بتسليمها الخميس الماضي‮.‬
ثروة لا تقدر بثمن
‮> ‬وعن المميزات التي‮ ‬تتميز بها مكتبة آل الورد أوضح القاضي‮ ‬أحمد أن المكتبة شملت معظم المجالات العلمية والثقافية والفقهية والتاريخية‮ ‬يعني‮ ‬فيها أشياء كثيرة‮ ‬يمكن الاستفادة منها للباحثين والمهتمين فهي‮ ‬تعتبر مراجع علمية هامة وثروة لا تقدر بثمن‮.‬
وفيما‮ ‬يتعلق بالرسالة التي‮ ‬يوجهها للأسر التي‮ ‬تمتلك مخطوطات وتحتفظ بها بين جدران أو في‮ ‬شناط مغلقة بالمنازل قال‮ : ‬أقول لهؤلاء الأسر رعاكم الله وهداكم هذه المخطوطات التي‮ ‬بين أيديكم أمانة‮ ‬يجدر بكم الحفاظ عليها‮ «‬كيف‮» ‬من خلال العناية بها وتوفير كافة الوسائل لحمايتها فهي‮ ‬حساسة للمناخ والرطوبة وسهلة الوصول إليها من قبل الأرضة فهل أنتم قادرون على ذلك والإجابة حتما‮ «لا‮» ‬ولهذا عليكم أن تعطوها للدولة وهي‮ ‬معنية بالحفاظ عليها وتوثيقها وهي‮ ‬المناسبة ستحفظ بإسمكم وستكون في‮ ‬جناح‮ ‬يحمل اسمكم فقط قمتم بنقل المكان إلى دار المخطوطات بل أنكم ستنشرونها أكثر وسيكون لهذا الجناح أو المكتبة التي‮ ‬تحمل اسمكم موظفون ومختصون‮ ‬يعتنون بها ويحافظون عليها فعليكم إيكال المهمة للدولة التي‮ ‬تعتبر مسؤولة أمام الله وأمام التاريخ عن هذه المخطوطات ولدي‮ ‬يقين أن من‮ ‬يعمل بمثل هذه المرافق الحساسة والعلمية أناس على كفاءة وأمانة عالية وفعلا‮ ‬يستحقون العمل بمثل هذه الأماكن الهامة‮.‬
خيارين
‮> ‬وفي‮ ‬رده على سؤال أن هناك الكثير من الناس لا زالوا متخوفين من الدولة ولا‮ ‬يثقون بالجهات التي‮ ‬تعنى بهذه الأشياء أشار إلى أن عليهم الاقتراب والتحدث مع هذه الجهات واستيضاح الأمور ومعرفة الوسائل والأساليب التي‮ ‬ينتهجونها ومدى العناية ويزورون الدار ويلتقون بالمختصين فيه ويطلعون على سير العمل والآلية المتبعة وعليهم السؤال عن أي‮ ‬شيء‮ ‬يريدون وهم من أنفسهم سيدركون أيهما أصوب الاحتفاظ بها بين جدران أو في‮ ‬الأكياس أم نقلها إلى دار المخطوطات وبالتالي‮ ‬يحافظون عليها ويخلدون اسماءهم قبل أن‮ ‬يأتي‮ ‬من بعدهم ذرية لا تدرك أهمية هذه المخطوطات وقيمتها العلمية والتاريخية العظيمة ويفرطون بها ابتغاء حفنة من المال وبالتالي‮ تكونون قد أضعتم أمجاد آبائكم وخنتم الأمانة وساعدتم على التفريط بهذه الكنوز الثمينة جدا‮.‬

قد يعجبك ايضا