المجتمع الدولي أمام اختبار جديد
جريمة احتجاز سفن المشتقات النفطية تغلق مطار صنعاء أمام الرحلات الأممية والإنسانية
الثورة /
بالأمس كانت الذكرى السنوية الرابعة لإغلاق مطار صنعاء الدولي الذي اقتصر نشاطه خلال السنوات الماضية على استقبال الرحلات الأممية والمنظمات الدولية الإنسانية، لكنه لن يكون قادرا وخلال أيام فقط من الآن على استقبال هذه الرحلات بسبب نفاد كمية المشتقات النفطية المخصصة له، ما يجعل المجتمع الدولي أمام اختبار جديد وجدي عن مدى التزامه بأداء مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية إزاء ملايين اليمنيين الذين يتعرضون لحرب إبادة شاملة من قبل دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي أمام أنظار العالم باسره..
أيام قليلة فقط وسيتم إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الأممية والمنظمات الدولية بسبب نفاد كمية المشتقات النفطية المخصصة للمطار.. هذا ما أكده وزير النقل زكريا الشامي أمس في الفعالية الخاصة بمرور أربعة أعوام على إغلاق مطار صنعاء الدولي التي نظمتها وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد.. مشيرا إلى أن العدوان يسعى من خلال حربه على اليمن إلى تحقيق أي إنجاز له على الواقع بعد فشله عسكرياً..
وأوضح الوزير الشامي أن استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة يتسبب في كارثة إنسانية على الشعب اليمني، خاصة المرضى في المستشفيات والأطفال حديثي الولادة .. مبيناً أن أكثر من 540 ألف مريض بحاجة للسفر إلى الخارج ينتظرون مصيرا مجهولا بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي.
ولفت إلى عجز الأمم المتحدة وعدم قدرتها على رفع الحصار عن مطار صنعاء الذي يمثل الشريان الرئيسي لثلثي سكان الجمهورية اليمنية وبوابته الأولى للعالم .. وقال “إن العدوان أغلق مطار صنعاء الدولي أمام الشعب اليمني، لتأتي جائحة كورونا وتغلق كافة المطارات ومنها مطارات دول العدوان وموانئها البرية والبحرية إلى جانب ما تواجه من أزمات”.
وذكر وزير النقل أن إغلاق مطار صنعاء الدولي جاء بقرار من وزارة الدفاع السعودية في مخالفة للمواثيق والمعاهدات والدولية .. موضحاً أن العدوان والحصار أكدا عدم فعالية دور الأمم المتحدة وحياديتها.
من جانبه أوضح رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد الدكتور محمد عبدالرحمن عبدالقادر أن قوى العدوان ستنكسر وتجر أذيال الهزيمة بعزيمة وصمود أبناء الشعب اليمني الذين أًثبتوا عبر التاريخ أن اليمن مقبرة للغزاة.
وأشار إلى أن مطار صنعاء الدولي سيٌغلق أمام الرحلات الأممية والمنظمات الدولية لنفاد كمية المشتقات النفطية بسبب احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة.
وبيَّن أن العدوان دمَّر البنية التحتية للمطار والأجهزة الخاصة بالتواصل والاتصالات ومنظومة الرادارات بهدف شل حركة الملاحة الجوية لمطار صنعاء الدولي.
وجدد رئيس هيئة الطيران المدني والأرصاد التأكيد على الجاهزية الفنية والتشغيلية لمطار صنعاء الدولي وفقا للمتطلبات الدولية وشروط المنظمة الدولية للطيران المدني الدولي.
فيما أكد بيان صادر عن الفعالية تلاه رئيس اللجنة المنظمة للفعالية مدير النقل الجوي الدكتور مازن غانم أن إغلاق مطار صنعاء الدولي جاء بقرار فردي من السعودية في التاسع من أغسطس 2016م لتعليق حركة الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء.
واعتبر ذلك إجراء غير قانوني ولا إنساني .. مبينا ً أن فرض الحصار الجوي على مطار صنعاء الدولي أدى إلى عزل اليمن وتقييد حرية ملايين اليمنيين وتعطيل حركة الملاحة أمام الإمدادات الحيوية والتجارية الضرورية للمواطنين.
ولفت البيان إلى أن استمرار فرض الحصار الجوي على الرحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية يعتبر انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبروتوكولين الملحقين بهما ومخالفاً لنصوص اتفاقية منظمة الطيران المدني (الإيكاو) شيكاغو 1944م.
وذكر البيان أن فرض الحصار الجوي على مطار صنعاء الدولي فاقم من معاناة وحرمان آلاف اليمنيين من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج .. مبيناً أن إحصائيات وزارة الصحة تشير إلى وفاة أكثر من 80 ألف حالة مرضّية تعذر سفرها لتلقي العلاج في الخارج، وأكثر من 450 ألف حالة مرضية بحاجة للسفر إلى العلاج يتوفى منهم يوميا من 25-30 حالة.
ووفقا للبيان، هناك أكثر من 65 ألف مريض بالأورام السرطانية مهددين بالموت المحقق وأكثر من ثمانية آلاف مريض بالفشل الكلوي بحاجة لعمليات زراعة كلى بصورة عاجلة .. موضحاً أن أكثر من مليون مريض مهددون بالموت نتيجة انعدام أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة والمحاليل والمستلزمات الطبية التي تنقل عبر الجو.
كما أكد البيان أن استمرار الحظر على مطار صنعاء الدولي حرم أكثر من أربعة ملايين مغترب من العودة إلى الوطن، فضلاً عن آلاف الطلاب الذين فقدوا منحهم الدراسية بسبب عدم تمكنهم من السفر لاستكمال دراستهم وتعطيل مصالح الكثير من رجال الأعمال.
واستنكرت وزارة النقل استمرار عدم وفاء الأمم المتحدة بتعهداتها عن تسيير جسر جوي لرحلات إنسانية للمرضى عبر مطار صنعاء الدولي، والذي يؤكد عدم جدية المجتمع الدولي والأمم المتحدة في التحرك لوقف المأساة الإنسانية الناجمة عن استمرار العدوان والحصار.
وجددت وزارة النقل مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالعمل وفقاً لقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان التي أُقرت لحماية الإنسان وصون حقوقه الأساسية واحترام حق الشعب اليمني في الحماية الكاملة من أي انتهاك، وتعزيز حق اليمنيين في السفر، والتي كفلتها كافة القوانين والمواثيق الدولية.
كما طالب البيان باتخاذ موقف تجاه إنهاء استمرار الحصار الجوي المفروض على المطارات اليمنية وإصدار قرار دولي من مجلس الأمن لفك الحصار الجوي عن مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية.
تخلل الفعالية -بحضور وكيل وزارة النقل لقطاع النقل الجوي عبدالله العنسي ووكيل الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد رائد جبل والوكلاء المساعدين للهيئة ومديري مطار صنعاء الدولي خالد الشايف و معهد الطيران المدني الدكتور ناجي السهمي- عرض فيلم قصير عن مطار صنعاء وفيلم تمثيلي بعنوان “بأي ذنب قتلت” قدمته فرقة 21 سبتمبر وبيت الدراما عن معاناة المرضى بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي.
تصوير/فؤاد الحرازي