مشروع ثورة الحسين
فهمي اليوسفي
ليس عيباً أن نعود لقراءة حلقات التاريخ الإسلامي باعتبار ذلك تصحيحاً لمن تعمد تشويه الحلقات التاريخية المرتبطة بشخصيات عظيمة واجهت الظلم والطغيان بفجر الإسلام وبصدر الإسلام وثارت في وجه القمع السلطوي والاغتصابي آنذاك ومنهم حفيد رسول الله الحسين بن علي . لأن المشاريع الاغتصابية للحكم من بعد استشهاد الإمام علي ابن أبي طالب . وتثبيت الخلافة الاغتصابية لمعاوية لا زال التاريخ يدفع ثمن تلك الخطة الاغتصابية التي استهدفت مشروع الإسلام المحمدي وتاريخ المهد الأول للإسلام بعد أن تمكن المغتصبون من إرساء ثقافة الاغتصاب وشوهوا التاريخ ليستبدلوه بتاريخ مشوه عندما استعانوا بشهود للزور لصناعة وعي وتاريخ مشوه.
إقامة فعاليات عاشوراء هو جزء من إحياء القيم الإيمانية التي ثبتها رسول الله ومن بعده الإمام علي كرم الله وجهه .
إحياء هذه المناسبات الدينية يجسد الوعي الجهادي الذي يعمق ثقافة الحب ويزيل ثقافة التوحش المعادية للحياة.
إحياء يوم عاشوراء هو جزء من الإحياء لثورة المبادئ الجميلة التي جسدها الحسين بن علي .
إحياء يوم عاشوراء هو إحياء لثقافة الجهاد ضد الظلم والاستبداد لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة..
إحياء يوم عاشوراء وفي ظل الظروف الراهنة التي تتعرض لها الساحة اليمنية من عدوان واحتلال من قبل دول العدوان وأجنداته ودواعشه هو جزء من مواجهة العدوان الفكري والتاريخي والانتصار لحقيقة التاريخ . ومواجهة لمن يستمدون ثقافتهم الوحشية من بني أمية التي تعد رائدة في تأسيس ثقافة التوحش والعداء المبطن للإسلام من الداخل .
ولأن إحياء ثقافة الجهاد هو جزء من بناء القيم القرآنية التي جذرها رسول الله وآل بيته الطاهرون . وإبراز لزيف وظلم الطغاة .
نحن اليوم بحاجة إلى المبادئ التي استشهد من أجلها الحسين حفيد رسول الله لمواجهة تحديات واقع المرحلة. ولكونها كرست لبناء الإنسان وأنسته من الداخل وهذا ما نسعى إليه جميعا لنعيش بكرامة وبدون فساد. ومتسلحين بأخلاق جميلة تضع كل اعتبار لآدمية الإنسان وهذا ما نسعى ونجاهد من أجله.