الثورة /إسكندر المريسي
ما في أدنى شك بأن اليمن يواجه في الظرف الراهن مخططاً إقليمياً ودولياً بهدف استكمال السيطرة الأجنبية على هذا البلد من خلال الحرب الإجرامية التي تقودها عاصمه النفط والبخور ومن تحالف معها من بعض الأنظمة العربية ضمن مخطط أمريكي صهيوني كي تصبح اليمن بساحة حرب مفتوحة اسوة بما يحدث في سوريا وليبيا والعراق .
وما يثير الدهشة والاستغراب أن الدول المشاركة في العدوان تربطها علاقات سرية وتطبيع كامل مع الكيان اللقيط وبالتالي عندما نقول بأن إسرائيل مشاركة في العدوان على هذا البلد فذلك القول ليس محض افتراء أو تجديف إعلامي وإنما حقيقة وواقع ملموس بدليل ارتباط تلك الأنظمة كما أوضحنا مع الكيان الصهيوني وبالتالي ما يقوم به تحالف العدوان من حرب إجرامية ليس إلا واجهة شكلية ولكن بقناع إسرائيلي لتحقيق مخطط القوى الاستعمارية ما يعني بأن اليهود كانوا على علم ودراية ومعرفة مسبقة بأن مملكة الشر سوف تقوم بعدوان شامل مع أن حقيقة القول تقتضي بأن إسرائيل عدوة هذا البلد ولكن بقناع إماراتي سعودي وعربي.
تسارع وتيرة التطبيع في عهد بن سلمان
كشف التحقيق الموسع والشامل، الذي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الـ13، حول مراحل تطور العلاقة بين السعودية وإسرائيل، والتي تكرست منذ عام 2006م وتتواصل حتى الآن، عن الاختلاف الكبير في الدوافع والضوابط التي حكمت تطور هذه العلاقة في عهد النظام السعودي الحالي، والذي يضطلع فيه ولي العهد محمد بن سلمان بدور طاغٍ.
ففي وقتٍ اشترطت الرياض في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز تطوير علاقتها بإسرائيل بإحداث تقدّم على صعيد حل القضية الفلسطينية، فإن محمaد بن سلمان، الذي يراهن على دور إسرائيل في إنجاح رؤية 2030م وينطلق من افتراض مفاده أن تطوير العلاقة مع تل أبيب يحسّن من قدرته على تجنيد دعم أمريكي لوصوله إلى الحكم، لم يُبدِ أي اهتمام بحثّ إسرائيل على إبداء مرونة في تعاطيها بشأن الصراع مع الفلسطينيين.
ومما يدل على التحوّل الذي طرأ على موقف السعودية من القضية الفلسطينية منذ وصول بن سلمان إلى الحكم، حقيقة أن الأخير لم يعد يشترط احترام إسرائيل مبادرة السلام العربية، في حين أن تحقيق القناة الإسرائيلية يوثق موقفاً مغايراً للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. فقد قال السفير الأمريكي السابق في تل أبيب دان شابيرو، في التحقيق التلفزيوني، إن الملك عبدالله رد على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي التقاه في الرياض، عندما طلب منه الإقدام على خطوات لتطبيع العلاقة مع تل أبيب: “لقد قدّمت مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 2002م، وموقف إسرائيل منها هو ما سيحدد مستقبل العلاقة بيننا وبينهم، السعودية لن تقود تحركاً لتطبيع العلاقة مع إسرائيل من دون أن نعرف مستقبل القضية الفلسطينية”.
وبحسب التحقيق، فقد جمّدت السعودية في نهاية العام 2014م علاقاتها السرية مع إسرائيل بعدما تبيّن لها أن نتنياهو غير معني بإحداث تحوّل على صعيد تعاطيها مع القضية الفلسطينية. وأحدث موقف الملك عبدالله خلافاً داخل الحكومة الإسرائيلية السابقة، فوزير الأمن الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، كان يصر على أن تُقدم إسرائيل على خطوات لحل الصراع مع الفلسطينيين من أجل توفير بيئة تسمح باستمالة السعودية وتدفعها للتعاون مع تل أبيب في مواجهة إيران، وهو ما كان يرفضه نتنياهو خوفاً من ردود فعل شركائه من اليمين في الائتلاف.
وقال التحقيق التلفزيوني إنه قد ثبت في النهاية أن نتنياهو كان محقاً، فالسعودية في عهد بن سلمان، لم تعد تطرح حل القضية الفلسطينية كشرط لتطوير العلاقة الثنائية مع تل أبيب. وأشار إلى أن السعودية لم تكن فقط تحثّ إسرائيل على ضرب إيران و”حزب الله”، بل كانت أيضاً مستعدة لتقديم مساعدات لها لتمكينها من تحقيق الهدف. وقال شابيرو في التحقيق إن إدارة أوباما بادرت إلى جسّ نبض نظام الحكم السعودي لمعرفة ما إذا كان مستعداً للسماح للطائرات الحربية الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء السعودية في طريقها لضرب إيران، مشيراً إلى أن واشنطن فوجئت عندما اكتشفت أن السعوديين والإسرائيليين قد بحثوا هذه القضية في وقت مسبق.
وكشف التحقيق آليات السعودية لاستثارة الحماس الإسرائيلي لضرب إيران و”حزب الله”. فقد نقل عن رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي السابق بندر بن سلطان، قوله لرئيس “الموساد” الإسرائيلي السابق تامير باردو، خلال لقاء بينهما في الرياض مطلع العام 2014: “هل أنتم تمثّلون إسرائيل التي خاضت حرب 1967؟ أم إسرائيل التي خاضت حرب لبنان الثانية؟”. وهذا ما فُسر على أنه دعوة سعودية لأن تبادر إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران. وأشار التحقيق إلى أن الرياض نقلت خلال حرب لبنان الثانية عام 2006م رسائل واضحة لإسرائيل مفادها وجوب توجيه ضربات حاسمة ضد “حزب الله”، قائلاً إن خيبة أمل قوية خيّمت على الرياض بسبب أداء إسرائيل في الحرب.
وفي السياق نفسه، قال ياكوف إنجل، مستشار الأمن القومي الأسبق لنتنياهو، إن نظام الحكم السعودي كان يرى في إسرائيل الطرف الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في مواجهة إيران، وهو ما سمح بإحداث تحوّل على طابع العلاقة.
وسلط التحقيق الأضواء على الدور الذي أداه نظام الحكم الأردني في تسهيل مهمة إسرائيل في التواصل مع النظام السعودي. وبحسب التحقيق، فقد نظّم الملك الأردني عبدالله الثاني، لقاء في أحد قصوره في عمان عام 2006 بين رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت إيهود أولمرت وبندر بن سلطان.
ولكن على الرغم من أهمية المعلومات التي كشفتها قناة التلفزة الـ13 في تحقيقها، إلا أنها لم تفصّل المظاهر التي تعكس التحوّل الكبير الذي طرأ على العلاقة بين إسرائيل والنظام السعودي بعد صعود محمد بن سلمان إلى ولاية العهد؛ فالتحقيق لم يشر مثلاً إلى ما كشفته وسائل إعلام أخرى حول تطور التنسيق بين الاستخبارات السعودية والإسرائيلية في عهد بن سلمان. فقد سبق لموآف فاردي، المعلّق في قناة التلفزة الرسمية “كان”، أن كشف أن نائب مدير المخابرات السعودية أحمد العسيري، يُعتبر شخصية معروفة جداً لقادة الاستخبارات الإسرائيلية، وأنهم كانوا يرون فيه “ذخراً” بكل ما تعني الكلمة. إلى جانب أن التحقيق لم يتطرق لاعتماد نظام بن سلمان على الدعم الإسرائيلي التقني في تعقّب رموز “تيار الصحوة” والشخصيات السعودية التي يرى النظام أنها تتبنى موقفاً لا ينسجم مع توجهاته. فقد سبق لتحقيقين نشرتهما صحيفتا “هآرتس” و”واشنطن بوست”، أن كشفا عن اعتماد الاستخبارات السعودية على تقنيات سايبر تنتجها شركات إسرائيلية في اختراق هواتف رموز “تيار الصحوة” ومن يعتبرهم النظام معارضين له.
السودان.. إرهاصات ما قبل التطبيع
قالت دبلوماسية إسرائيلية، إن “تطبيع علاقات إسرائيل والسودان مر مؤخرا ببوابة الأطباء الإسرائيليين الذين سافروا للخرطوم لإنقاذ “نجوى قدح الدم”، السياسية التي سعت لتطبيع علاقات الخرطوم وتل أبيب، حيث وصلت طائرة خاصة للعاصمة السودانية تحمل أطباء ومعدات طبية إسرائيلية لإنقاذ حياتها بعد إصابتها بوباء كورونا، وأدت دورا فعالا لتعزيز علاقاتهما، ولكن لسوء الحظ، فبعد 24 ساعة من وصول الطائرة، الماضية
وأضافت رينا باسيست، الموظفة السابقة بوزارة الخارجية الإسرائيلية، ومساعدة للسفير الإسرائيلي في كولومبيا، في مقالها على موقع “المونيتور”، ترجمته “عربي21” أنه “من الناحية الرسمية، لا يوجد بين إسرائيل والسودان علاقات دبلوماسية، ويعتبران حتى الآن أعداء من الناحية الرسمية، رغم تسجيل العديد من الاتصالات على أعلى المستويات خلال الأشهر القليلة الماضية”.
وأوضحت باسيست، الصحفية بالإذاعة الإسرائيلية، وتتنقل بين باريس وبروكسل ونيو أورلينز وبريتوريا، وتعمل بوكالة الأنباء الأمريكية وجيروزاليم بوست، أنه “تم الكشف عن الطائرة الإسرائيلية لأول مرة على مواقع تتبع الرحلات، وتمت الإشارة لوصول طائرة هوكر 800 لمطار الخرطوم، لم يلاحظ أي معلومات عن أصلها، أو هوية ركابها، وفي الساعات التالية انتشرت شائعات على شبكات التواصل الاجتماعي حول الطائرة الغامضة”.
وأكدت أن “مصادر في السودان زعمت أن طائرة هوكر جاءت من تركيا حاملة معدات طبية، وهو تفسير موثوق به على خلفية إجلاء أنقرة مؤخرا لمواطنين مصابين بكورونا، ومع ذلك، تدعي التقارير الأخيرة خلاف ذلك، وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، قررت تل أبيب إرسال أطقم ومعدات طبية للخرطوم، بعد أن علمت أن المسؤولة السودانية البارزة “قدح الدم” مريضة بشدة بالفيروس”.
وأشارت إلى أن “علاقات إسرائيل مع السودان شهدت تغيرات كبيرة في السنوات القليلة الماضية، ووفقا لبعض التقارير، عندما قطعت السودان العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 2016، أرسلت إسرائيل أجهزة استشعار عبر الولايات المتحدة لدراسة إمكانية إقامة اتصالات، لكن الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير في أبريل 2019 فتحت بالفعل أبواب التغيير”.
وأضافت أنه “في فبراير 2020، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا برئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، واتفق الزعيمان على تعزيز تطبيع العلاقات الثنائية، وفي الشهر ذاته، أعلن الأخير السماح لطائرة إسرائيلية أولى بعبور المجال الجوي السوداني”.
وأشارت إلى أن ” قدح الدم، وهي مسؤولة سابقة بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ومستشارة وثيقة للزعيم السوداني البرهان، لها دور فعال لتعزيز العلاقات الجديدة بين تل أبيب والخرطوم، وفيما لم يؤكد مكتب نتنياهو قصة الطائرة، لكنه كشف يوم 24 مايو لدى افتتاح الجلسة الأولى للحكومة الإسرائيلية الجديدة، أنه تحدث مع قادة تشاد والسودان قبل عيد الفطر، ووجه إليهما تهاني العيد، متمنيا استمرار العلاقات الثنائية وتعزيزها”.
وأشارت إلى أن “نتنياهو يزعم بأن هناك المزيد من الدول الإسلامية في الطريق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهكذا أصبحت العلاقات مع أفريقيا بشكل عام، والدول الإسلامية على وجه الخصوص، مشروعا شخصيا لنتنياهو، فقد زار الرئيس التشادي إدريس ديبي تل أبيب، واجتمع مع نتنياهو في نوفمبر 2018”
البحرين على خطى الإمارات
رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية تربط البحرين بالكيان الإسرائيلي فإن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها المنامة بشكل صريح استضافة وفد “إسرائيلي”، فهل تسير البحرين على خطا السعودية باتجاه التطبيع العلني مع كيان الاحتلال بعد عقود من التأرجح على سلالم التقارب السري؟
للإجابة على هذا التساؤل لا بدّ من الإشارة إلى أن هرولة البحرين نحو التطبيع مع “إسرائيل” ليست وليدة اليوم، فالبداية ترجع إلى عام 1994 حينما زار “يوسي ساريد” وزير البيئة الإسرائيلي المنامة على رأس وفد كبير، تحت ذريعة المشاركة في مؤتمر يتناول قضايا البيئة.
وبعدها بـ 6 سنوات تقريباً أي في عام 2000 عقد في “دافوس” لقاء بين ولي عهد البحرين “سلمان بن حمد آل خليفة” والرئيس الإسرائيلي السابق “شمعون بيريز”، أنتج فيما بعد قرار المنامة بإغلاق مكتب مقاطعة “إسرائيل” في البحرين، لتبدأ بعدها رحلة التطبيع بشكل ودّي وإن لم تخرج للعلن بصورة رسمية.
وفي سبتمبر 2005 قررت السلطات البحرينية رفع الحظر عن دخول البضائع الإسرائيلية للأسواق البحرينية، وأثار هذا الإجراء جدلاً كبيراً لدى الأوساط الشعبية في البحرين وعموم المنطقة على حد سواء.
وفي أكتوب 2007 عقد وزير الخارجية البحريني “خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة” اجتماعاً مع اللجنة اليهودية الأمريكية في نيويورك أثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي 2008 التقى ملك البحرين “حمد بن عيسى آل خليفة” مع “شمعون بيريز” و”تسيبي ليفني” وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، على هامش مؤتمر “الحوار بين الأديان” في نيويورك، فيما أعلن الحاخام “أبراهام كوبر” رئيس مركز “إيلي فيزنتال” الأمريكي أنه التقى بالملك البحريني وسمع منه تأكيدات صريحة بشأن “حق البحرينيين” بزيارة “إسرائيل”.
وفي ديسمبر الماضي زار وفد من إحدى الجمعيات البحرينية يضم 24 شخصاً كيان الاحتلال، وتزامنت الزيارة مع إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.
وفي 10 مايو الماضي دافع وزير خارجية البحرين “خالد بن أحمد آل خليفة” عمّا أسماه حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها، في إشارة لوجود قوات محور المقاومة المدعوم من إيران للدفاع عن سوريا.
وفي الشهر ذاته كشفت اللجنة الأوليمبية الفلسطينية عن مشاركة متسابقين بحرينيين في ماراثون أُقيم على الأراضي المحتلة، معتبرة إياها سابقة تنطوي على درجة عالية من الخطورة تصل حدّ الخيانة العظمى لنضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته.
وكان الملك البحريني قد كلّف ولده “ناصر بن حمد آل خليفة” قائد الحرس الملكي ورئيس المجلس الأعلى للرياضة في البحرين بدفع التطبيع مع تل أبيب قدماً في هذا المضمار.
كما أرسل “حمد آل خليفة” ولده “ناصر” إلى ما يسمى “متحف التسامح” التابع لمركز “شمعون فيزنتال” اليهودي في لوس أنجلوس، ووقف ناصر وقتها عندما تم عزف النشيد الإسرائيلي “هتكفا” خلال مراسم خاصة أقيمت في تلك المناسبة.
كما تؤكد تقارير صحفية بأن الملك البحريني أصدر أوامره بألّا تستخدم التصريحات الرسمية عبارات مثل العدو والكيان الإسرائيلي عند الإشارة إلى “إسرائيل”.
ووصفت صحيفتا (هآرتس) و(يديعوت احرونوت) العلاقة بين الكيان الإسرائيلي والبحرين بالجديّة، وتفيد تقارير الصحيفتين بأن هذه العلاقة لم تعدّ سرّاً خافيّاً على أحد من متابعي السياسة في المنطقة والعالم، خصوصاً بعد أن كشفت حركة الاحتجاجات السلمية للشعب البحريني الكثير من الأوراق بهذا الشأن.
صحيفة “هآرتس” أشارت أيضاً إلى وجود علاقات سرية وعلى مستوىً عالٍ بين تل أبيب والمنامة في السنوات الأخيرة، وأن مسؤولين من كلا الطرفين قد التقوا عدّة مرات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنتدى “دافوس” الاقتصادي.
الصحيفة أشارت كذلك إلى أن وزير خارجية البحرين كان له علاقات وطيدة مع رئيسة حزب كاديما “تسيبي ليفني”، وذلك عندما شغلت الأخيرة منصب وزيرة الخارجية في الكيان الإسرائيلي بين عامي 2007 و2009.
من جانبهما أشارت صحيفتا (الغارديان) و(الإندبندنت) البريطانيتان في تقريرين منفصلين إلى أن سلطات المنامة وافقت على السماح للخطوط الجوية الإسرائيلية باستخدام مجالات البحرين الجوية، وفتح سفارات ومكاتب تجارية، والسماح بدخول السيّاح الذين يحملون ختم الكيان الإسرائيلي على جوازات سفرهم إلى أراضي البحرين.
مملكة المغرب
منذ اعتلاء الملك الراحل الحسن الثاني عرش المغرب ظل خيط رفيع (خيط “أريان” حسب التعبير الفرنسي) يربط بين الرباط وتل أبيب، ولم ينقطع يوما، حتى في أوج الصراع العربي – الإسرائيلي وغليان الشارع المغربي بهذا الخصوص. علما أن مغاربة إسرائيل ظلوا يلعبون دورا مهما في الاحتفاظ بهذا الخيط الرفيع قائما، كيف لا وعددهم يناهز 700 ألف إسرائيلي من أصل مغربي، وهو الأمر الذي تكون له تأثيراته وتداعياته على الصعيد الاقتصادي كذلك.[1] وقد سبق للكثير من المسؤولين الإسرائيليين أن عبروا عن استمرار هذا الخيط الرفيع بين البلدين، إذ سبق بنعمي شالوم (وهو من مواليد طنجة تقلد وزارة الأمن والداخلية الإسرائيلية) أن قال: “إن الملك الحسن الثاني كانت له نظرة برغماتية ثاقبة ببعدين، السعي إلى الاقتراب من الغرب والتوق لربط علاقات منتجة بين اليهود والمغرب”. كما صرح “سيلفان شالوم”، وزير الخارجية الإسرائيلي، قبل زيارته للمغرب في نوفمبر 2005، للإذاعة الإسرائيلية قائلا: “تبعا لاتصالات سرية ولقاءات مع مجموعة من الوزراء المغاربة يتضح أن المغرب قرر إعادة ربط علاقات مع إسرائيل”، وقبله كان “شالوم كوهن”، المدير العام للشؤون الخارجية الإسرائيلية، قد قام بعدة زيارات إلى المغرب في سرية تامة.
كما قامت عدة وفود مغربية، رسمية وغير رسمية، بزيارات عمل إلى الدولة العبرية، وكذلك دأب مسؤولون ورجال أعمال مغاربة على لقاء نظرائهم الإسرائيليين سواء بإسرائيل أو خارجها، ولعل آخر لقاء من هذا النوع جرى في يوليوز 2007، بين محمد بن عيسى والطيب الفاسي الفهري وياسين المنصوري وبين وزيرة الشؤون الخارجية الإسرائيلية بالعاصمة الفرنسية، باريس.
التطبيع المصري الإسرائيلي
بدأت العلاقات مصرية إسرائيلية بحالة الحرب بين الدولتين منذ حرب 1948، مرورا بهزيمة لمصر في حرب 1967 خسرت خلالها شبه جزيرة سيناء، تلتها حرب 1973 وانتهت حالة الحرب رسميا مع توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية بعد اتفاقية كامب ديفيد في عهد محمد أنور السادات، وبسبب زيارة السادات الأولى لإسرائيل، كانت مصر ولسنوات أمام مقاطعة عربية شبه شاملة، إذ أنه اعتبر أول اعتراف فعلي من جانب دولة عربية بدولة إسرائيل وتطبيع للعلاقات معها، وظلت مصر الدولة عربية الوحيدة التي توقع اتفاقية مع إسرائيل حتى عام 1994. تبع اتفاقية السلام إقامة علاقات رسمية دبلوماسية بين الدولتين، فلمصر سفارة في تل أبيب وقنصلية في إيلات، ولإسرائيل قنصلية في الإسكندرية وسفارة في القاهرة افتتحت أول مبنى لها في الدقي في 26 فبراير 1980، نقلت لاحقا بعد الرفض الشعبي للوجود الإسرائيلي في مصر، وخروج العديد من المظاهرات والاحتجاجات في كل المدن المصرية، وترديد المتظاهرين للهتاف “قفل سفارة وطرد سفير” الذي اشتهر وأضحى شعبيا.
الإمارات تطبيع كامل برعاية أمريكية
رسمياً في 31اغسطس 0202 وعبر اتفاق بين ولي عهد ابو ظبي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بمباركه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بدأ تطبيع العلاقات بين البلدين.
مشاركه إسرائيل في العدوان
سلطت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضوء على التعاون العسكري الذي تقدمه إسرائيل للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في حربهما باليمن، والأدوار التي يقوم بها فرق من المرتزقة الأجانب التابعين لكلا الدولتين.
ونشرت الصحيفة تحليلا لمحلل شؤون الشرق الأوسط فيها زفي بارئيل استعرض فيه مظاهر من التعاون العسكري الإسرائيلي مع السعودية والإمارات، مؤكدا بأن الإسرائيليين ليسوا وحدهم الذين يبيعون الخدمات العسكرية للإمارات والسعودية في حربهما باليمن، بل يشاركهم مرتزقة من أمريكا وباكستان، سواء كأشخاص أو شركات.
وقالت الصحيفة في التحليل الذي ترجمه الموقع بوست إن الشركات الأمريكية الخاصة وكبار الضباط الأمريكيين السابقين حصلوا على ثروات مالية هائلة نظير عملهم مع السعودية والإمارات في الحرب باليمن، موضحا بأن الخدمات المقدمة من المرتزقة والشركات الأجنبية للدولتين تشمل الحرب النشطة وجمع المعلومات الاستخبارية، وقيادة وحدات المرتزقة، أو قيادة وحدات قتالية من الدولتين.
وكشفت الصحيفة أن الجنرال الأمريكي السابق ستيفن توماغان يشغل حاليا منصب قائد القيادة الجوية المشتركة لدولة الإمارات وكان رئيسًا لوحدة هليكوبتر مقاتلة في اليمن، ويرتدي الزي العسكري للقوات الجوية الإماراتية، ويتحدث عن نفسه كقائد عسكري إماراتي.
وذكرت بأن الشراكة الأجنبية في جيوش الدول العربية ليست جديدة، فالطيارون الباكستانيون يطيرون بالطائرات السعودية، وقائد الحرس الرئاسي في دولة الإمارات هو الجندي الأسترالي مايك هيندمارش.
وعن الدور الأمريكي قال كاتب التحليل بأن الولايات المتحدة ليس لديها قوات عسكرية نشطة في الحرب داخل اليمن، ولكن جيش من المرتزقة يضم العديد من الأمريكيين، وقد يستمر في العمل دون عوائق طالما تم تمويله من قبل الدول العربية.
وأوضحت الصحيفة أن الكثير من اليمنيين تجنبوا الانضمام إلى جيش دولتهم لمحاربة الحوثيين، وفضلوا أن يكونوا مرتزقة للسعودية أو الإمارات بسبب الأجور المرتفعة التي يتلقونها من الدولتين قياسا بأجورهم من الجيش الحكومي.