تسابق الإمارات الزمن هرولة نحو العدو الصهيوني، وكأنما تريد تعويض ما فاتها، لاسيما وان النظام الحاكم بدولة الإمارات يصعد قمة العمالة بتورطه في عار التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وعبر وسائل عديدة علنية وغير علنية، تتسارع الخطوات الإماراتية الرسمية للتطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي، المغتصب لأرض فلسطين التي تتمسك شعوب المنطقة بكونها محتلة لفلسطين وأراضٍ عربية أخرى.
وبعد أن كان العدو الإسرائيلي في السابق يمتنع عن النشر عن علاقاته مع دول عربية لا توجد معه علاقات دبلوماسية؛ لتجنُّب إحراج هذه الدول، أصبحت الآن أكثر انكشافاً مع بعض الدول العربية وفي مقدمتها الإمارات، في وقت لم تعد فيه أبو ظبي تجد حرجاً في التصريح بها رسمياً.
وفي تفاصيل ذلك، ولم تتخذ العلاقات بين الإمارات والعدو الإسرائيلي الطابع الرسمي والعلني بين ليلة وضحاها، ولكنها مرت بعدة مراحل، وتطورت عبر عديد من المحطات خلال السنوات الماضية أشارت اليها العديد من وسائل الاعلام، كان أبرزها في عام 2019م، الذي حمل خطوات التطبيع هذه المرة بشكل علني، وذلك كالتالي:
في نوفمبر 2015م، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية افتتاح ممثلية دبلوماسية لـ”تل أبيب” لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة “إيرينا”، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الخارجية الإماراتية أن أي اتفاقيات بين إسرائيل والوكالة لا تمثل أي تغيير في موقف الإمارات وعلاقاتها بدولة الاحتلال، حيث لا توجد أي علاقات دبلوماسية بين الطرفين.
في 10 ديسمبر2019م، أعلنت دولة الاحتلال مشاركتها في معرض “إكسبو دبي 2020م”، مشيرة إلى أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية “يوفال روتيم”، زار دبي، في إطار الاستعدادات لمعرض “إكسبو 2020″، ووقَّع على اتفاق المشاركة، حيث التقى “روتيم” مسؤولين بحكومة الإمارات وإدارة المعرض في إطار هذه الاستعدادات.
في 15 ديسمبر 2019م، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن وفداً من كبار المسؤولين في وزارة العدل الإسرائيلية توجهوا إلى الإمارات العربية المتحدة؛ للمشاركة في مؤتمر دولي حول مكافحة الفساد، ينظَّم بأبوظبي، وأضافت الصحيفة العبرية: إن “دينا زيلبر، نائبة المدعي العام، تترأس الوفد الإسرائيلي، الذي يضم مسؤولين كباراً من القسمين الجنائي والدولي في النيابة العامة الإسرائيلية”.
من تبادل التهاني إلى التطبيع الرياضي:
يصعد النظام الحاكم بدولة الإمارات قمة العمالة بتورطه في عار التطبيع مع العدو الإسرائيلي”، ويترافق ذلك مع تزايد الغزل العلني بين الجانبين، وكان آخر ذلك نشر حسابات سفارات دولة الإمارات في عدة دول، تهاني لليهود بمناسبة احتفالهم بما يسمى “عيد الحانوكا” (الأنوار) في ديسمبر 2019م.
وقبل ذلك، تبادل رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، تغريدات تروّج لتطبيع العلاقات بين العدو الإسرائيلي ودول عربية وإسلامية، على منصة “تويتر”، وأعاد نتنياهو نشر تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي، على حسابه بـ”تويتر”، معرباً عن سعادته بما “يتم من تنسيق بين إسرائيل وبعض الدول العربية”.
كما نشر بن زايد على “تويتر” مقالة في مجلة “ذا سبيكتاتور” البريطانية، تحت عنوان: “إصلاح الإسلام.. تحالف عربي-إسرائيلي يتشكل في الشرق الأوسط”، فأعاد نتنياهو نشر التغريدة، معلقاً عليها بالقول: “أرحب بالتقارب الذي يحدث بين إسرائيل وكثير من الدول العربية. لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام”.
ومن تبادل التهاني إلى التطبيع الرياضي، فقد أعربت وزارة خارجية العدو الإسرائيلي في مارس 2019م، عن فخرها بارتفاع عَلمها بإحدى الدول العربية مجدداً، من خلال وفدها الرياضي المشارك في الأولمبياد الخاص الذي أقيم بدولة الإمارات، مؤكدة أنه أكبر وفد رياضي يمثلها في بطولة رياضية على أرض عربية، كما شارك في مايو 2019م، دراجون إماراتيون وبحرينيون في طواف إيطاليا الشهير الذي استضافه العدو الإسرائيلي، والذي تسبب في أزمة كبيرة دفعت اللجنة الأولمبية الفلسطينية إلى الاعتراض والمطالبة بسحب الدراجين فوراً.
افتتاح “سفارة إسرائيلية” في أبو ظبي لم يعد حلماً بعيد المنال
في مطلع يوليو الماضي، زار وزير خارجية العدو الإسرائيلي، يسرائيل كاتز، أبوظبي، وشارك في مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون البيئة، والتقى مسؤولاً إماراتياً كبيراً، وطرح مبادرة للسلام الإقليمي.
وفي مارس الماضي، دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إلى تسريع وتيرة التطبيع بين الدول العربية و”إسرائيل”، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يساعد على التوصل إلى حل للصراع العربي-الإسرائيلي.
ولم يقف الامر الى هنا فحسب بل تجاوز ذلك الى اعتبار ان افتتاح “سفارة إسرائيلية” في أبو ظبي لم يعد حلماً بعيد المنال، حيث فسر محلل إسرائيلي تلك الرسائل من قادة الإمارات بأنهم باتوا على استعداد للخروج بالعلاقات مع “تل أبيب” من السرية إلى العلن، وأن افتتاح “سفارة إسرائيلية” في أبو ظبي لم يعد حلماً بعيد المنال، وذلك في المقال الأسبوعي لجاكي حوجي، محلل الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي نشرته صحيفة “معاريف” العبرية تحت عنوان “العلاقات الدافئة بين إسرائيل وأبو ظبي”.
تطبيع ديني رسمي:
في تطور جديد على صعيد التطبيع الجاري بين كيان العدو الإمارات العربية، أزيح الستار في الإمارات العربية عما سمي الجالية اليهودية، في مشهد يوضح مدى تشريع العلاقات مع العدو تحت عناوين مكشوفة النوايا كتسامح الأديان.
وبحسب محطة I24NEWS، تضم الجالية التي أنشأت مؤخراً منصة على وسائل التواصل الاجتماعي حوالي ثلاثة آلاف يهودي أتوا من دول مختلفة وأقاموا في دبي، حيث أشاد “روس كريل” رئيس هذه الجالية، باستقبال الإمارات لهذه الجالية، وقال في مقابلة مع i24news إن الإمارات تتمتع بثقافة التسامح ازاء كل الأديان وهم يرحّبون باليهود كذلك، وأضاف “يعتمد نهج الحكومة بشكل كامل تجاه جاليتنا على نظام قيمهم، بعبارة أخرى، لم أر قط خطوة استراتيجية من جانبهم لمحاولة تحقيق نوع من الأهداف السياسية، اعتقد انهم رحبوا بنا لأن من ثقافتهم ان يفعلوا ذلك”، حسب تعبيره.