بيروت وبلاد العزّ أوطاني

أشواق مهدي دومان
هذه بيروت تنزف في وريدي ، وهذه بيروت تئن في روحي ، وتختنق في رئتي كمدا و حزنا و ألما و لكن دون استسلام، فالفاعل معروف حتّى للطّفل الرضيع من يكون ؟
وليس غير عدوة الإنسانيّة ، عدوة اللّه و خلق اللّه الدول الاستكباريّة ، فمن يحارب بني آدم سوى عبدة إبليس من رفض الرّكوع لأبي الخلق أجمعين.
لم تغب ولن تغيب عن الفؤاد تلك الصورة وذلك المشهد الذي هزّ أركان الإنسانية جمعاء، مشهد انفجار أو بالأصح تفخيخ وتفجير الحقد الصّهيو أمريكي في ملامح جميلة العرب بيروت التّاريخ والجمال والتّنوع ودفء الروح.
بيروت التي لازالت كصنعاء أمّا جميلة حنونة لم تزدها خدوش الزّمن سوى جمالاً ودعة ونقاء.
بيروت التي لم يخنها غير من خانوا صنعاء والقدس وبغداد ودمشق وطهران ، وهكذا، وهذه وجوه المقاومة الأبية التي لن تكون سوى قوية متلاحمة وستعيد مقولة الشّاعر العربي :
بلاد العرب أوطاني بتغيير فبلاد العرب نستبدلها ببلاد المقاومة وليس العرب إلّا جزءا من الأمة فالعبرة بالإسلام أمّا اللسان العربي فقد زوّدتنا الوقائع أنّه تمّ ابتلاعه من هؤلاء الحكّام الخونة الذين تساقطوا عروبيا واحدا تلو الآخر خلا ابن الأسد فلازال لليوم وسيبقى أسدا ، أمّا بقيّة النّاطقين بالعربيّة فقد لقّنتهم أمريكا وإسرائيل وبريطانيا بروتوكولاتها فكانوا مستعربين لاعربا ، ولاعزاء ؛ ولهذا سأقول معتذرة لشّاعرنا : أوطاني ليست إلّا بلاد مقاومة المشروع الصلف الجاحد الكافر ، بلاد القوة والمنعة والقرآن والعترة.. أوطاني هي الشّام وبغداد وطهران ولبنان ، وقدس الأقداس.. هي تلك الدول التي استطاعت وتجرأت أن تقول لأمريكا : أنتِ الشّيطان الأكبر لا أن تتنكّر للعروبة والإسلام وتخضع وتفرش مهجها سجّادا لنتنياهو وكيانه المتطفّل الباغي المغتصب العنصري ،
فيا لبنان : بردا وسلاما وصبرا فالمستهدف الأوّل هي روحك المتمثّلة في روح المقاومة في سماحة العشق.
لبنان : المقاومة الأبيّة هي هدف الصّهاينة ، وقد بدأ تحرّش الجبناء منذ أحداث الطّائرة الإيرانيّة المدنيّة في أجواء دمشق وانتهوا بتفجير بيروت الحبّ والجمال.
ولكن :
بلاد السّماحة والعشق صبرا جميلا ، واللّه المستعان ، وستجفّ الدّموع برجال اللّه الذين ما وهنوا ولن يهنوا ولن يهونوا ، نعم، هيروشيما العروبة والإسلام رجال الله متواجدون حاضرون فلا تهني ولا تحزني إن عظم بلاؤك وإن انفجرتِ فينا قهرا من عرب خُنَّع رُكّع لعدوّك و عدوّنا وعدوّ الكرامة فأبناء رسول اللّه وعترته حاضرون وبقوّة اللّه و بأمر اللّه وبإذن اللّه سيرمون من رماكِ..
بيروت : بلاؤك مصابنا جميعا ، وكلّنا فلذاتك ، فإن لم نحزن لأجلك فعروبتنا مخدوشة ، وإن لم نبكِكِ فإسلامنا مشكوك فيه ، وإن لم نألم عليكِ فلا نستحقّ الحياة ؛ فاقبليها أرواحنا دروعا لكِ وقرابين لعشقك ، وفيك سماحته وحزبه الغالبون المنتصرون الأشدّاء على الكفّار الرّحماء بينهم.
بيروت : فابرئي من كلّ عميل يعبد إسرائيل ، الفظيه اليوم من كبدك الموجوعة ، وعليك السّلام.

قد يعجبك ايضا