المنتخب .. الخلود إلى النوم

 

محمد العزيزي

تفاجأت كغيري من الناس بإعلان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يوم الأربعاء الماضي تأجيل جميع المباريات المتبقية من تصفيات مونديال 2022م في قطر وكأس آسيا 2023م في الصين إلى العام المقبل بسبب استمرار تفشي فيروس كورونا –حسبما قيل- والتي كان من المفترض إقامتها في أكتوبر ونوفمبر القادمين.
هذا القرار لم يحبط الجماهير وعشاق الرياضة، بل أحبط اللاعبين وقتل المعنويات لديهم ووضعهم في خانة “تجهزي وارقدي” أو كما يقولون، هذا الإحباط سوف يتسلل بالتأكيد لكل الفرق المشاركة وعلى رأس هذه الفرق منتخبنا الوطني الذي قد كان قد بدأ قبل إعلان الاتحاد الآسيوي التأجيل، عملية الاستعداد والتحضير لهذه التصفيات، وبالتأكيد سوف يعود المنتخب أدراجه فلا معسكرات تدريب ولا مشاركات رياضية داخلية ولا خارجية، مما يعني القضاء على الروح النفسية والرياضية والبدنية للمنتخب والعودة للنوم حتى إشعار آخر.
صحيح أن مباريات المنتخب تعد بالنسبة لنا تحصيل حاصل بالنسبة لكأس العالم وأمله أيضا ضعيف جدا في التأهل لكأس آسيا خاصة وهو يقبع في المركز الرابع على مستوى المجموعة الرابعة، قد يكون هذا الطموح مأمولاً رغم واقعيتنا بعدم تحقيقه، لكن نحن نتحدث عن غرابة التأجيل وتربص كورونا بإعدام الرياضة وقتل المعنويات واللياقة البدنية لدى عناصر المنتخب اليمني تحديدا لأن باقي المنتخبات لديها أنشطة عديدة ومختلفة ومتواصلة أما الحسرة ليست إلا على المنتخب اليمني العائد إلى دكة العاطلين الراقدين.
أعتقد أن تأجيل التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وآسيا أمر غريب، ومستغرب أن يتم تأجيل تلك المباريات بحجة الوضع الصحي، لأن الواقع في القارات الأخرى مختلف حيث تقام كل الدوريات المحلية والقارية والدولية وبشكل منتظم، صحيح أنها تقام بدون جماهير لكنها في نهاية المطاف تقام وليس هناك قلق من اتخاذ مثل هكذا قرار يخالف الوضع في العالم، ليس هذا وحسب بل إن الاتحاد الألماني لكرة القدم ومعه الحكومة قد وافقا على إقامة منافسات الدوري المقبل بحضور الجماهير الألمانية، وهذا ما يؤكد غرابة قرار الاتحاد الآسيوي في التأجيل.
ما علينا، الاتحاد الآسيوي هو أدرى ويعرف مآلات وصوابية هذا القرار من عدمه؛ الفرحة بهذا التأجيل تبدو لدى الاتحاد اليمني لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة حيث خلصهما هذا القرار من المنتخب ومشاكله وتبعاته واستعداداته والتزاماته، كرها إعلان الاتحاد استعداد المنتخب وجمع اللاعبين وبعد يوم واحد من التمرين الأول للمعسكر يأتي القرار بالتأجيل الذي يسعد ويفرح الاتحاد، أما عناصر المنتخب وطاقمه الفني فإن القرار قد حطمهم وعطل همتهم ومعنوياتهم.
بالمحصلة النهائية، لاعبو المنتخب سيعودون إلى منازلهم للخلود إلى النوم الطويل لا شغل ولا مشغلة.. فلا دوري ولا نشاط رياضي ومعسكرات تدريب للحفاظ على لياقة ومستوى اللاعبين البدنية والرياضية، وكرياضيين لا يسعنا إلا أن نقول منه العوض وعليه العوض في المنتخب والرياضة اليمنية، ولا سامحك يا كورونا ما فعلت من نكبات في العالم.

قد يعجبك ايضا