الإمارات الإسرائيلية المتحدة
عبدالفتاح علي البنوس
بعد علاقات مشبوهة وخطوات متسارعة للتطبيع السري بين دويلة الإمارات والكيان الإسرائيلي المحتل ، وعقب مباحثات ولقاءات وتبادل للزيارات غير المعلنة لوفود من الجانبين ، ها هو المسخ الإماراتي المتصهين محمد بن زايد يجاهر بالشروع في التطبيع العلني المباشر مع الكيان الإسرائيلي برعاية أمريكية ، لتضاف الإمارات إلى قائمة أنظمة العار والفضيحة التي تعترف بالكيان الإسرائيلي وتلعب دورا محوريا في التآمر على القضية الفلسطينية والتخطيط لتصفيتها من خلال ما يسمى بصفقة القرن ، والتي تسعى من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية إلى تصفية القضية الفلسطينية وتمكين كيان الاحتلال الصهيوني من إقامة دولته المزعومة (إسرائيل ) والاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لها ، ومصادرة حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم .
الإمارات الدولة المارقة ، ومن خلال غرها المسخ محمد بن زايد تقع في شراك ترامب والصهيونية العالمية ، التي تجره نحو مستنقع التطبيع والعمالة والخيانة ، ليظهر على حقيقته ، وتتكشف الخفايا والأسرار التي كان يخفيها وزير شؤون خارجيتها المتصهين أنور قرقاش والمسخ ضاحي خلفان ومن خلفهما المتصهين عبدالله بن زايد الذي يمثل ( عراب ) عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني ، ولم يعد بإمكان النظام الإماراتي بعد اليوم الاستغلال والمتاجرة بالقضية الفلسطينية والتظاهر بدعم فلسطين والشعب الفلسطيني على الإطلاق ، حتى وإن برر قيامه بهذه الخطوة بموافقة الجانب الصهيوني على توقيف ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة ، والتي سرعان ما قوبلت بالنفي من قبل رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي أشار إلى أن حكومته وافقت على تأجيل قرار الضم ، وأنه لا علاقة لقرار الإمارات التطبيع مع حكومته بذلك ، موجها صفعة قوية مهينة ومذلة للمسخ الإماراتي .
تطبيع الإمارات خيانة كبرى ويجب التعاطي معها بمسؤولية دينية وقومية وأخلاقية ووطنية وينبغي الشروع في مقاطعة دويلة الإمارات ومقاطعة منتجاتها والذهاب نحو الانسحاب من الجامعة العبرية وما يسمى بمنظمة المؤتمر الإسلامي وكافة الكيانات العميلة المتصهينة التي يمثل البقاء فيها والانتساب إليها خيانة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، حيث نتطلع إلى أن يكون للسلطة الفلسطينية قصب السبق في هذا الجانب ، بعيداً عن لغة الدبلوماسية والمصالح والمنافع ، فتطبيع الإمارات العلني مقدمة لخطوة مماثلة ومرتقبة من قبل كل من السعودية والبحرين ، في ظل ضغوطات أمريكية كبيرة على الكويت بغية إجبارها على الالتحاق بركب التطبيع لتكتمل دائرة التطبيع في منطقة الخليج ، والتي ستكون الممول الرئيسي لصفقة القرن التي يسعى المعتوه الأمريكي دونالد ترامب لإنفاذها وتطبيقها على أرض الواقع ، مقابل ضمان حصوله على تأييد اللوبي اليهودي في أمريكا خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة .
دويلة الإمارات الإسرائيلية التي تشارك في العدوان على بلادنا ، نصَّبت نفسها اليوم عدوا لدودا لكل الشرفاء الأحرار في المنطقة العربية ، ولم يعد هناك من شك بأن مشاركتها في العدوان على اليمن كانت من أجل خدمة الكيان الصهيوني ، من خلال استهداف القوى الثورية اليمنية المقاومة والداعمة للقضية الفلسطينية ، والتي تنظر إلى ما يسمى ( بإسرائيل ) على أنها كيان غاصب ومحتل ويجب محاربته والقضاء عليه ، نصرة لفلسطين والشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، التي هي قضية مصيرية لكل العرب والمسلمين، ولا يمكن المقايضة أو المزايدة عليها مهما كانت المغريات ، ومهما بلغت المخاطر المترتبة على هذه المواقف اليمنية الأصيلة .
بالمختصر المفيد، إنه زمن كشف الحقائق وسقوط الأقنعة الزائفة ، ومن اليوم لا فرق بين اليهودي الصهيوني واليهودي الإماراتي ، فكلاهما يحملان ذات الفكر والنهج العدواني الإجرامي الاستيطاني ، ولذا يجب أن تتوحَّد الجهود لمواجهة هذا المخطط الشيطاني الإجرامي ، والعمل على تعرية الكيان الإماراتي المتصهين وفضحه والعمل على إثارة الشارع العربي للتحرك المسؤول لإسناد القضية الفلسطينية قبل فوات الأوان .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .