نفى أن يكون لحزب الله أي مخازن أو مواد أو صواريخ أو حتى رصاصة واحدة في المرفأ
السيد نصر الله : ندعو للتضامن أمام محنة انفجار مرفأ بيروت وكل إمكانات حزب الله بتصرِّف الدولة والناس
الثورة/ سبأ
دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اللبنانيين للتضامن لمواجهة المحنة المتمثلة في انفجار مرفأ بيروت .. مؤكداً أن كل إمكانات حزب الله بتصرِّف الدولة والناس جراء ما حصل، فيما نوه إلى لهفة الناس لمساعدة أجهزة الدولة واعتبره دليل حس وطنياً وأخلاقياً.
وقال السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة ألقاها أمس الجمعة وتناول فيها آخر التطورات على إثر انفجار مرفأ بيروت “نحن أمام فاجعة وطنية كبرى بكل المعايير”، وان “هذه الفاجعة عابرة للطوائف والمناطق وبيروت تحتضن كل اللبنانيين وأهل بيروت يختصروا كل اللبنانيين”.
وأضاف أن “هناك عدداً كبيراً من الشهداء اللبنانيين والسوريين ومن جنسيات أخرى وآلاف الجرحى وعشرات المفقودين وعشرات آلاف العائلات التي خرجت من بيوتها وعشرات الآلاف الذي تأثرت أرزاقهم وحالة الخوف الشديد التي دخلت إلى قلوب الملايين في بيروت وضواحيها”،
وتابع “نحن أمام حادث له نتائج كبيرة على مختلف المستويات والمرفأ قد دمر وله تأثيرات حول إعادة الإعمار وكل هذا يزيد من المأزق المعيشي والمالي والاقتصادي في البلد، ودعا “للتضامن من قبل الجميع لمواجهة هذه المحنة”.
ونوه السيد حسن نصر الله بالجهود الكبيرة التي بذلت من مختلف الأجهزة والمؤسسات الرسمية والحزبية، وثمن لهفة الناس لمساعدة أجهزة الدولة” .. معتبراً أن “هذا الأمر هو دليل حس وطني وأخلاقي في كل المناطق والساحات”.
وأشار السيد حسن إلى “حضور حزب الله بكل مؤسساته وهيئاته منذ اللحظة الأولى” .. مؤكداً أن “كل إمكانات حزب الله هي بتصرف الدولة والناس جراء ما حصل”.
وأكد استعداد حزب الله مساعدة الأسر التي فقدت مساكنها وتابع قائلاً إن “كل عائلة فقدت مسكنها نحن حاضرون للمساعدة بالكامل لهذه العائلات ولا يجوز ان تكون هناك أية عائلة بالشارع”.
ونوه السيد حسن نصر الله “بالمشهد الخارجي المتمثل بدول العالم والمرجعيات والقوى وحركات المقاومة والنخب والإعلام والأحزاب وتعاطفها الكبير والإعلان عن الاستعداد لتقديم المساعدات” .
وقال إن “الدول الشقيقة والصديقة التي أرسلت مساعدات مشكورة وهناك دول أعلنت أنها ستقدم مساعدات”.
وحول زيارة الرئيس الفرنسي للبنان على إثر الحادث قال السيد حسن “زيارة الرئيس الفرنسي نحن ننظر بإيجابية إلى كل مساعدة وتعاطف والى كل زيارة في هذه الأيام إذا كانت لمساعدة لبنان أو الدعوة إلى لم الشمل”.
وقال السيد حسن نصر الله “عند حصول فاجعة وطنية كبرى يجب على الجميع تجميد كل النزاعات والترفع عن ذلك والتعاطي بمنطلق أخلاقي مختلف والناس تتعاون كي تتجاوز الفاجعة، وهذا ما يجري في كل العالم”.
وأضاف “للأسف انه في لبنان منذ الساعة الأولى للفاجعة قبل أن تظهر أية معلومات حول طبيعة ما جرى وكيفية حصوله، خرجت بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية والقوى السياسية ومن خلال تصريحات مسؤوليها بشكل مباشر وقد حسموا رواياتهم بأن ما انفجر هو انفجار لمخزن صواريخ أو ذخائر ومواد لحزب الله”.
وأوضح السيد حسن نصرالله أن “الهدف من ذلك كي يقولوا لأهل بيروت والسكان أن من فعل كل ذلك هو حزب الله وهذا فيه درجة عالية من الظلم والتجني” .. لافتاً إلى أن “حزب الله كالجميع تألم نتيجة ما جرى مع أهله وناسه وكل اللبنانيين”.
وقال إن “وسائل إعلام لا تزال حتى الآن تتحدث عن حزب الله وعلى طريقة اكذب حتى يصدقك الناس” .. مضيفاً “نحن نراهن على وعي الناس وعلى أن هذه المحطات لديها تاريخ في الكذب والتزوير وقلب الحقائق” .
وأضاف أمين عام حزب الله “أعلن وأؤكد نفياً قاطعاً مطلقاً ان لا شيء لنا في المرفأ، لا مخزن سلاح ولا صاروخ ولا بندقية ولا قنبلة ولا رصاصة ولا نيترات.. على الإطلاق لا حالياً ولا في الماضي ولا في المستقبل والتحقيق غداً يثبت ذلك”.
وشدد السيد حسن على أن “الأولوية للتعاطف والتضامن وليس للتساجل السياسي”، ورأى أن “النقطة الأهم هي المساءلة والمحاسبة وهناك تحقيق سيحصل ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تحدثا عن تحقيق حاسم وجدي” .
وأكد أن “ما يتطلع إليه اللبنانيون الآن هو العمل والجهد” .. لافتاً إلى انه “أمام هول الحادثة هناك إجماع شعبي أن يحصل تحقيق شفاف وعادل ونزيه ويحاكم ويعاقب وينزل أشد أنواع العقاب العادل بحق من يحمل مسؤولية ونحن من الأصوات العالية التي تطالب بالأمر”.
وفي هذا الصدد قال السيد حسن نصر الله “يجب ألا يسمح بحماية احد ولا لحظ الحسابات والتوازنات الطائفية والمذهبية”، و“إذا كانت مؤسسة الجيش اللبناني موثوقة لدى الجميع ،كلفَّوا الجيش بالتحقيق”.
واقترح خياراً آخر قائلاً إن “هناك خياراً آخر هو القيام بتحقيق مشترك بحيث أن الجهاز الأمني الذي تثقون به يكون موجوداً بالتحقيق”.
وقال السيد حسن نصر الله إن “الدولة أو الطبقة السياسية إذا لم تصل في هذه القضية لنتيجة وتحاكم فلا يوجد أمل ببناء دولة”، وتابع “علينا أن نعمل على أن لا يكون هذا اليأس موجوداً”.
وأضاف انه “بالنسبة إلينا هذه حادثة لا يمكن أن تنسى ويجب أن يحاكم أي مسؤول عنها بدون أي حمايات وغير ذلك نحن أمام أزمة نظام ودولة” .. داعياً “المسؤولين إلى أقصى الجدية والعزم في متابعة التحقيق وفي المحاكمة والعقاب”.