أميريكي يدعم مقترحا◌ٍ قدمه مغترب يمني بـ15 مليون دولار

صباح الخميس خرج المقترح الذي كتبه الدكتور ناصر زاوية إلى العلن وحصلت جامعة رود ايلاند التي يعمل بها على أكبر تمويل في تاريخها وهو 15 مليون دولار مقدمة من الرئيس التنفيذي السابق لشركة وزوجتة . CVS Caremark
ووفقا للدكتور ناصر زاوية الذي يعمل في جامعة ولاية رود ايلاند كمدير لبرنامج علم الأعصاب المتعدد التخصصات وعضو مجلس الجامعة فإن التمويل المقدم سيذهب لصالح إقامة معهد بحثي يهتم بالأبحاث المتعلقة بفهم وعلاج مرضى الأعصاب مثل الزهايمر والشلل الرعاشي¡ وأضاف أنه عمل مع آخرين لأجل الحصول على تمويل جيد وقام بكتابة المقترح الذي اقتنع به القائمون على التمويل.
اعتبرت الجمعية اليمنية للعلوم العصبية أن هذه المنحة ثمرة لجهود الدكتور ناصر ولأبحاثه خاصة تلك الأعمال التي قدمها في مجال مرض الزهايمر الذي يعمل على تطوير جوانب مهمة في مواجهته عبر العقاقير وعبر الطرق العلاجية الأخرى.
ويعد الدكتور ناصر زاوية واحدا من أهم الأكاديميين اليمنيين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية وسبق له العودة إلى اليمن عقب تخرجه من ذات جامعة رود ايلاند ولم يحصل على درجة وظيفية في جامعة صنعاء لاعتبارات يعدها زملاؤه سياسية حيث لم يكن يحسب على أي من التيارات السياسية الفاعلة في التوظيف داخل الجامعة ولم يشفع له عام ونصف عمل خلاله كأستاذ في كلية الطب جامعة صنعاء من نيل تلك الدرجة ما دفعه إلى العودة من حيث جاء, وخصصت له الجامعة مختبرا لمواصلة أبحاثه المتعلقة بمرض الزهايمر ما مكنه من المساهمة في تطوير هذا التخصص, ولم تكن الفترة التي قضاها في اليمن مجدية يقول “عندما عدت إلى الولايات المتحدة بعد انقطاع عام ونصف رأيت أن كثيرا◌ٍ من الأمور العلمية قد تغيرت وأصبح من الضروري أن أعمل بجهد لتدارك ما فاتني أثناء الغياب “ويتذكر عدد من الأطباء الذين نالهم نصيب من محاضراته في كلية الطب القيمة العلمية التي امتازت بها محاضراته.
مكان جميل
لم ينس◌ِ زاوية رد الجميل للمكان الذي احتضن طفولته “كنا نمارس كرة القدم في شوارع صنعاء حين كانت أصغر مما هي عليه الآن وتلك لحظات حاضرة في بالي دائما “وقدم في العام 2005 كأستاذ في برنامج تبادل ثقافي بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية وعمل في تدريس طلاب كلية الطب وقام بتشخيص العديد من العوائق التي تواجه الطالب ما جعله فيما بعد يتولى مهمه إحضار آلاف الكتب الطبية والعلمية الأخرى من كليات الطب في جامعات أمريكية إلى كليات الطب في الجامعات اليمنية وقام وزير التعليم العالي حينها الدكتور صالح باصرة بتوزيع هذه الكتب بين الكليات المستهدفة, لكن أكثر ما أثار استغراب ومخاوف ناصر زاوية هي الطريقة التي تم التعامل بها مع الكتب حيث تم احتجار الكميات في ميناء الحديدة لأشهر تحت مبرر رسوم الجمارك “رغم أنها تحمل شعار نسخ مجانية لطلاب اليمن إلا أنهم طلبوا مني دفع مبالغ باهظة لأخرجها من الميناء ولم يفرجوا عنها إلا بعد تدخل وزير التعليم العالي”.
لم يحبطه الأمر وحدث تغيير في خط اهتماماته حيث غير التوجه للاهتمام باليمنيين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية وأسس مع مجموعة من زملائه الأكاديميين بينهم هلال الأشول وشاكر الأشول وأسماء أخرى الجمعية الأمريكية للعلماء والمهنيين اليمنيين وعبرها تم إرسال العديد من نماذج قصص النجاح اليمنية إلى مختلف الولايات الأمريكية وكان الهدف كما يقول دفع المغتربين إلى تعليم أبنائهم والوصول بهم إلى مراحل متقدمة في الجامعات.
التعليم
التحق المئات من الطلاب بناء على تلك الدعوات التي قدمت النماذج لتتحدث عن نفسها ورحلتها في التعلم يقول ناصر “كنا نقول لهم أن المال ليس كل شيء وأنه سيأتي بصورة أفضل لو أن الشخص تعلم وأصبح متخصصا”.
“هدفنا بالدرجة الأولى هو تغيير وجهة نظر الآباء نحو التعليم الجامعي الذي لم يكونوا يطمحون به لأبنائهم بقدر ما يريدون منهم أن يلتحقوا بأعمال تدر الربح السريع”.
سلم زاوية إدارة الجمعية لأكاديميين آخرين استمروا في ممارسة ذات النشاط بينما تفرغ هو للبحث العلمي في رود ايلاند وقدم عددا من الأبحاث الخاصة بمرض الزهايمر.
وعمل زاوية ضمن تطوير برامج مواجهة التلوث بمادة الرصاص الموجودة في البنزين وقدم عددا من الدراسات في هذا الخصوص ملخصا للآثار المترتبة من المادة على الدماغ.
وسبق له توجيه النداءات المتكررة لمسؤولي التعليم العالي وحكومات بلادنا لدعم البحث العلمي وعمل مركزا خاصا بالبحث العلمي الحديث إلا أن دعواته قوبلت بالتجاهل ما دفعه إلى تكرارها عبر عمل لقاءات مع مسؤولي التعليم والصحة, وتمكن عدد قليل من الطلاب اليمنيين في أمريكا من الحصول على إشراف مباشر من زاوية على دراساتهم العليا .

قد يعجبك ايضا