تواصل قوى تحالف العدوان ومرتزقته من العناصر الإجرامية والتكفيرية ارتكاب الجرائم الوحشية والمجازر البشعة بحق المدنيين من أبناء الشعب اليمني من قتل وتشريد وحصار وهدم البيوت فوق ساكنيها وتدمير البنية التحتية من مستشفيات ومدارس…الخ، بشكل يومي منذ بداية العدوان الظالم عام 2015م وحتى اليوم، في مقابل صمت دولي وأممي مُريب ومخزي، وضارباً بالقانون الدولي والإنساني عرض حائط العمالة والارتزاق والتجارة بالإنسانية، إذ تم طرح القانون الدولي والإنساني للمزايدة والبيع والشراء في مزاد يقايض فيه بأرواح ودماء الأبرياء، وذلك في ظل صمت مُقيت ومُعيب في حق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ووصمة عار في جبين الإنسانية.
مجزرة أسرة آل سبيعيان
في اعتداء سافر على المواطنين والأسر الآمنة في منازلها، وفي جريمة وحشية مروعة ارتكبت مجاميع من مرتزقة ودواعش تحالف العدوان جريمة وحشية مروعة بحق أسرة آل سبيعيان بمحافظة مارب، حيث اقتحموا بعشرات الجنود والأطقم والدبابات منطقة آل حتيك بوادي عبيدة، وقتلوا أربعة أشخاص هم الشيخ محسن سبيعيان واثنين من أولاده وأربعة من إخوانه واحرقوا منازلهم ونهبوها.
سبعة شهداء بينهم أطفال، قضوا نحبهم على أيدي عصابات الخيانة والإجرام التي أقدمت تحت جنح الليل على مهاجمة منازل آل سبيعيان المكتظة بالنساء والأطفال، وقتلهم للرجال والأطفال وإحراق منازل بعد نهبها وتشريد أسرها، في جريمة إنسانية وأخلاقية تمس شرف القبيلة اليمنية وخاصة قبائل أبناء محافظة مأرب المعروفون بحميتهم ودفاعهم عن الأعراض.
جرائم تخالف الأعراف القبلية والعادات اليمنية
بعد خيانتهم للشعب اليمني، تعددت انتهاكات وجرائم مرتزقة العدوان الذين لا يزالون مستمرون في ارتكاب أبشع الجرائم التي تتنافى مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، والمخالفة لكل الأعراف والأسلاف القبلية والعادات والتقاليد اليمنية، مستخدمين في ذلك وسائل وأساليب في جرائمهم هي دخيلة على المجتمع اليمني، وأصبحت ممارساتهم ومبرراتهم مكشوفة للجميع خاصة في ظل ثقافتهم التكفيرية الممزوجة بالعمالة المعتادة.
وعلى غرار جرائمهم السابقة بحق المواطنين، والأسرى والمختطفين، وقصفهم المدنيين في منطقة الصراري وغيرها من المناطق، تواصل عصابات مرتزقة العدوان انتهاكاتها الصارخة لكل القيم الإنسانية والأعراف القبلية والمتعددة من خطف النساء من البيوت كما هو حال “سميرة مارش” وتعذيب الأسرى حتى الموت وسحلهم أيضا، إلى أن وصل بهم الأمر إلى مهاجمة واقتحام المنازل وقتل أصحابها وترويع نسائها وأطفالها كما قاموا بذلك مسبقاً في قرية الصراري وغيرها…الخ.
فشل وتخبط ويأس
دون أدنى شك، فإن هذه الجريمة تكشف للشعب اليمني عن مدى قبح ووحشية هذا العدوان ومرتزقته، دون مراعاة لأي حرمة في انسلاخ وتجرد تام عن كل مفردات الأخلاق والدين والإنسانية، وإلى أي مدى وصلوا إليه من الانحطاط واليأس والفشل والتخبط والقبح والعمالة والتخلي عن كل القيم والأخلاق اليمنية التي عُرف بها الشعب اليمني عبر تاريخه في الحروب من تجنب اقتحام البيوت وصون وتكريم الأعراض، وعدم إخافة النساء والأطفال.
ومن اليقين القول إن هذه الممارسات الوحشية والإجرامية تعكس وتعبر عن مدى الفشل والتخبط واليأس الذي وصلت إليه قوى العدوان ومرتزقتهم الجبناء بعد أن تلقوا صفعات وهزائم متتالية على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية في جميع ميادين القتال والمواجهة العسكرية المُشرفة؛ لتعويض ذلك الفشل واليأس باستهداف المواطنين الآمنين في بيوتهم، بوحشية مفرطة لا تعبر إلا عن حماقة وضعف وقلة رجولة وإنسانية، ومسلك إجرامي دخيل نفذوا من خلاله تصرفات مشابهة وسابقة في محافظات أخرى.
ومن هنا يتيقن الشعب اليمني الصامد مدى وحشية العدوان وأدواته التكفيرية المتجردة من كل معاني الأخلاق والقيم وعادات القبائل اليمنية الأصيلة، لتأتي هذه الجريمة لتعطي دفعة معنوية أكبر لمواجهة العدوان وأدواته وتحرير البلاد من خطر لابد من التخلص منه وإعادة الأمن والسكينة والاستقرار إلى كل شبر في أرض الوطن، إضافة إلى أن هذه الجريمة الوحشية وكافة جرائم العدوان وأدواته بحق الشعب اليمني أرضاً وإنسانا لا ولن تسقط بالتقادم، ولن تمر مرور الكرام، وسيتم القصاص من مرتكبيها عاجلاً أم آجلاً.
صمت مريب للأمم المتحدة ومنظماتها
في الوقت الذي قامت فيه الأمم المتحدة برفع تحالف العدوان الغاشم من القائمة السوداء للقتلة والمنتهكين للأطفال، يود المواطن اليمني المظلوم أن يذكّرها بهذه الجريمة المروعة لعلها تنال ولو بياناً تعبر فيه عن قلقها الذي غالباً ما يغيب كثيراً لانشغاله بجمع المال المدنس، ولا يصدر حين ما يزال الشعب اليمني يواجه عدوانا وحصارا صريحا بل يصدر لإدانة الدفاع المشروع عن النفس الذي يقوم به الشعب اليمني.
ويود ذلك المواطن اليمني باسمه ونيابة عن بقية أبناء الشعب اليمني أن يقول للأمم المتحدة وأمينها العام أن في اليمن ثمة انسان وطفل وامرأة تُرتكب بحقهم أبشع الجرائم والمجازر الوحشية وتنتهك حرماتهم وأعراضهم وممتلكاتهم، فأين أنتم من تلك الجرائم والمجازر ارتكبتها قوى تحالف العدوان في وضح النهار في اليمن منذ ما يقارب ستة أعوام مضت؟!؟.
أما المنظمات التي تتشدق بالإنسانية وتملأ الدنيا ضجيجاً في مواقف مزورة وغير مثبتة، فإليكم هذه الجريمة المشهودة التي ارتكبتها جهات عميلة وتابعة لقوى العدوان السعودي الأمريكي، والتي تكشف وتثبت أن تلك المنظمات ليست إلا مجرد وجه آخر للانحطاط، وأدوات لقوى العدوان ومأجورة منها، وبعيدة عما تتشدق به فعلاً من الحقوق والحريات.