حميد حلمي البغدادي
قوبلت الجريمة السعودية الأخيرة التي استهدفت تجمعات اجتماعية مدنية في محافظتي جحّة والجوف بتنديدات واسعة من الفعاليات اليمنية الرسمية والشعبية التي حملت أمريكا والأمم المتحدة مسؤولية إراقة الدماء البريئة في اليمن منذ عام 2015م وحتى وقتنا الحاضر.
وتوضح جريمة قصف حفلات زفاف في المحافظتين المذكورتين والتي أدت إلى سقوط العشرات من المواطنين المدنيين بين شهيد وجريح وتحول أجسامهم إلى أشلاء حجم الحقد الذي يعتمل في صدور السلطات السعودية التي تواصل حربها العدوانية الظالمة على اليمن منذ ما يقارب 6 سنوات، وذلك بعدما مني جنودها و مرتزقتها في العامين الماضيين بهزائم نكراء في جبهات القتال .
الصواريخ اليمنية التي دكت العمق السعودي في مناطق عديدة ومنها العاصمة الرياض أصابت حكام آل سعود بالذعر وفقدان التوازن وهو ما تجلى في صبهم نيران الحقد والانتقام فوق رؤوس الأبرياء الذين كانوا يحتفلون في مناسبات اجتماعية وقبلية بعيدة عن جبهات الحرب.
المشكلة في هذا المضمار هي تجاهل مؤسسات الشرعية الدولية لما يحصل من مجازر تطال المدنيين وتقشعر منها الأبدان يرتكبها الأعداء الغزاة بدم بارد دون أن تحرك الأمم المتحدة ساكنا خاصة وأنها أخرجت النظام السعودي مؤخرا من قائمة الأنظمة القاتلة للأطفال تحت ضغط سياسي أمريكي وبتأثير الرشاوى التي تقدمها الرياض للتغطية على جرائمها الفظيعة.
الأوساط العالمية اعتبرت أن جريمة العدوان السعودي ـ الأمريكي ـ الصهيوني في حجّة والجوف، تكشف عجز هذا التحالف البغيض عن تحقيق أي من أهدافه، ما يجعله يصبّ جام غضبه عمدا وعدوانا وانتقاما من المدنيين.
العاصمة صنعاء ومدينة تعز ومناطق أخرى شهدت وقفات حاشدة أدانت جرائم السعودية وأمريكا والحصار الجائر إلى اليمن وطالبت بالنفير العام على جبهات القتال ردّا على مجازر التحالف الاستكباري في مأرب والجوف والحديدة وصعدة.
الشعب اليمني الذي اثبت مقاومة رائعة بوجه العدوان السعودي ـ الإماراتي المدعوم أمريكيا وإسرائيليا وقدم تضحيات كبرى تستحق التخليد، يدرك جيدا حالات الاضطراب والتهوّر والخزي التي نزلت بساحة الغزاة ومرتزقتهم، وهو يقف بكل صلابة خلف الجيش اليمني وقوات أنصار الله الذين يذيقون المعتدين ضربات قاصمة أفقدتهم كل فرصة للرد عليها ميدانيا، الشيء الذي جعلهم يتخبطون في عملياتهم العسكرية التي باتت تنال من النساء والأطفال وسكان المدن الوادعين، حيث أدى قصف منزل واحد فقط إلى سقوط 31 شهيدا وجريحا يوم الخميس الماضي.
المؤكد أن أعمال الانتقام السعودية ـ الإماراتية من شعب اليمن المسالم جرائم حرب وفقا لجميع المعايير الدولية والقانونية والإنسانية وقد فاقت في بشاعتها جرائم النازيين والفاشيست مع أن هؤلاء لقوا العقوبات التي ظلت تلاحقهم رغم مرور عشرات السنين، بيد أن ما يجري في بلد التاريخ العريق والحضارة الناصعة، هو تعام مريع يؤكد مرة أخرى عدم مصداقية مؤسسات الشرعية الدولية وتواطؤها مع القتلة الدمويين الذين استحلوا المحارم والدماء الطاهرة، حتى لم يبق أمام اليماني الغيور خيار سوى ردّ الصاع صاعين وإذاقة آل سعود وبال أمرهم في سوح الثأر من المجرمين. وما جاء في تصريح لأحد قادة انصار الله بأن “الجيش و اللجان سيضعان حداً نهائياً لغطرسة العدوان السعودي على اليمن” سيكون الفيصل من التطاول على المدنيين الأبرياء.
Prev Post
عبدالسلام الوجيه لـ »الثورة«:فكر الجهاد والثورة والاستشهاد حاضر دوماً في حياة الإنسان اليمني
Next Post
قد يعجبك ايضا