بسبب المبيدات القاتلة المصرحة رسميا
“المدجج” يبيد مزرعتي نحل بقيمة 16 مليون ريال بمديرية الشرق- محافظة ذمار
الفحص المخبري للمبيد أثبت سميته بنسبة 60%ومصرح من وزارة الزراعة رغم خطورته
المزارعون يطالبون الجهات المعنية بمراجعة قوائم أصناف المبيدات المصرحة والرسوم ليست أهم من حياة البشر
في جريمة زراعية سببها تجار المبيدات، الذين يتاجرون بأرواح الناس وفقا للإعلام الزراعي والسمكي فقد ظهر في محافظة ذمار قاتل جديد يدعى المدجج بالسم القاتل على هيئة مبيد زراعي تسبب في إبادة مزرعة نحل بالكامل، وكان ضحيته مزارعين بمديرية جبل الشرق.. حيث بلغت أعواد النحل المتضررة أكثر من 400 عود بقيمة أكثر من 16مليون ريال.
كارثة غير مسبوقة تهدد بالقتل حياة الناس، والحيوان وحتى المحاصيل الزراعية، ما تستدعي من الجهات المعنية اتخاذ إجراءات صارمة لمنع استيراد وتداول هذه السموم القاتلة والتي تدخل البلاد بتصاريح رسمية عبر وزارة الزراعة والري رغم خطورة سميتها حسب التاجر نفسه.
“الثورة” وبالتنسيق مع “الإعلام الزراعي والسمكي” حصلت على إفادات المزارعين المتضررين وتوضيحات من المسؤولين في مكتب الزراعة بذمار.. فإلى التفاصيل:
الثورة/ أحمد المالكي
المزارعون والمختصون الزراعيون في مديرية جبل الشرق يطالبون الجهات المختصة بمنع تداول هذا المبيد وكل المبيدات ذات السمية العالية والمكونة من عدة مواد وسحبها من كل أسواق المبيدات أو تحريز الكمية الموجودة بالأسواق لحين البت في القضية.
فيما يقول المسؤولون في الزراعة: نحن بدورنا قمنا بضبط كميات المبيدات نوع المدجج وتحريزها لدى التجار الذين وجدت لديهم بالمديرية وتم عمل محاضر بذلك ، كما تم التعميم على التجار بعدم تداول هذا المبيد لسميته العالية بدءا” بمديرية جبل الشرق التي حصلت فيها هذه الكارثة التي يفترض فيها تعويض المزارعين مربي النحل وتحاشي تكرار ذلك مستقبلا بوقف تداول مثل هذه المبيدات وسحبها من الأسواق وتكثيف الإرشادات للمزارعين والزام التجار بتواجد مهندسين زراعيين في محلاتهم باستمرار ويلتزمون بتوعية المزارعين عند كل عملية بيع مبيد حول طرق الاستخدام الأمن للمبيدات واتباع التعليمات الموضحة بكل علبة مبيد حسب نوع المرض والحشرة وبما لا يضر بالإنسان والحيوان بما فيها النحل ..
بلاغ
14 /7 /2020م هو تاريخ تلقي إدارة البحث الجنائي بمديرية جبل الشرق بلاغا مضمونه أن مبيدا حشريا اشتراه أحد المزارعين من أحد التجار تسبب في نفوق الكثير من خلايا النحل في مديرية جبل الشرق، وعلى الفور تحرك فريق من المختصين بمكتب الزراعة والري بمحافظة ذمار برئاسة المهندس هلال الجشاري المدير العام، لمعاينة المناحل بمعية مدير البحث الجنائي في المديرية.
يقول المهندس الجشاري مدير مكتب الزراعة بمحافظة ذمار” انصدمنا من هول ما شاهدناه حيث كانت اغلب خلايا النحل خاوية على عروشها، مؤكدا وفاة ما نسبته 99% من النحل، وشوهد النحل مكوما على أبوب الخلايا وفي الأرض أمام الخلايا “مضيفا” تمت مقابلة المتضررين والمزارعين في المنطقة لتوثيق ذلك ومعرفة الأسباب.. اتضح أن مبيدا حشريا اسمه المدجج اشتراه أحد المزارعين من تاجر مبيدات بالمديرية وراء ذلك.. عقب قيامه بالرش على محصول “البسباس” وهو في مرحلة التزهير في منطقة الجميحة بوادي رماع الزاخرة بوجود العديد من المناحل سواء نحالين مستقرين أو نحالين متنقلين.. منوها بأن ذلك تسبب في القضاء على نحو ألف خلية نحل حسب شهود عيان.
على مقربة ٤٠٠ متر
موعد الرش كان في ساعات الظهيرة وعلى قرب 400 إلى 500 متر من أحد المناحل – حد قول أحد المزارعين – مؤكدا أن المبيد الذي استخدمه من نوع “المدجج” وأخذ الفريق علبة منه كعينة مؤكدة.
ويؤكد مدير مكتب الزراعة والري بالمحافظة النزول في اليوم الثاني بمعية المختصين ومدير بحث المديرية لتفتيش المحلات والتأكد من وجود ذات المبيد المدجج.. وعند السؤال اعترف التاجر بأن هذا السم لديه.. مؤكدا أن سميته عالية وان 100 مل مبيد المدجج تستخدم لكمية 400 لتر حسب قوله..
لم تتوقف الجريمة حد هذه الفضاعة بل الأمرَّ منها هو ما ادلى به التاجر معترفا على لسانه بأن هذا المبيد تم استيراده وإدخاله للبلاد بصورة رسمية، بموجب تصريح منحته وزارة الزراعة والري رغم سميته العالية، التي تصل إلى 60 ٪ ومركب من مادتين.
ضحايا كثر
والأخطر والأدهى من ذلك كله حسب إفادة التاجر انه يوجد طلب كبير على هذه المبيدات لسميتها العالية ومفعولها القوي.
كما أكد المختصون في الزراعة قيامهم بعمل محاضر ضبط للمبيدات نوع المدجج وحصر العدد وتحريزه لدى التاجر وحيث وقد سبق ذلك جمع التجار بالمديرية والتزموا بعدم بيع وتداول هذا المبيد حتى يتم البت بالقضية رغم انه مصرح من الوزارة ووقعوا بذلك كما تم أخذ عينة من المبيد ومن النحل المتسمم ومن العسل وإيصالها إلى الإدارة العامة للوقاية بالوزارة لفحصها مختبريا ورفع تقرير بذلك ، وعلى ذكر المبيدات المصرحة فيعني ذلك أنها مسجلة في الجمهورية اليمنية ولا يتم تسجيل مبيد معين إلا وفق معايير محددة وعبر إجراءات وفحص وتجارب حقلية وقرار لجنة وطنية تسمى لجنة تسجيل المبيدات ولكن لا ندري لماذا تمت الموافقة على استيراد مثل هذه المبيدات رغم سميتها العالية وهكذا تستمر الوزارة سابقا ولاحقا في إدخال عدة أنواع ومواد مبيدات جهازية مركبة من مادتين وأكثر – حسب المختصين – وتأثيرهما على نطاق واسع وبالملامسة وتركزت خطورتها على النحل وهذه أساسا حيلة من تجار المبيدات ليستبدلوا المبيدات الممنوعة والمقيدة بشدة بمبيدات ظاهرها مواد ممنوعة ومصرحة وباطنها تحتوي على أكثر من مادة وسميتها عالية.
المزارعون بدورهم يطالبون هذه اللجنة الوطنية بأن تتأكد أثناء تسجيل المبيدات وبشكل محدد فقد كثرت الأسماء والأصناف والأنواع والمواد وان لا تكون رسوم الاستيراد واختبار عينات و….إلخ أهم من حياة البشر والثروة الحيوانية والبيئة بشكل عام.
خسائر
إفادات المزارعين المتضررين تؤكد حجم الكارثة، حيث يقول المزارع عبدالله زيد النهاري: إن النحل الذي يملكه مات بالكامل بسبب السم الذي قام برشه أولاد عبده علي محمد الهاجل على أشجار البسباس وهذا المبيد نوع المدجج وهو عالي السمية بنسبة 60 % مؤكدا أن خسائره تجاوزت 7ملايين ريال.
أما المزارع دوم حسن إبراهيم فأكد هو الآخر أن خسائره حوالي 9 ملايين ريال كونه فقد أكثر من 150 عود نحل.. المزارع الذي قام برش المبيد تحدث مبررا انه اخذ شجرة بسباس وذهب بها إلى تاجر مبيدات وأعطاه مبيدا نوع مدجج ولم يخبره التاجر أن هذا المبيد ضار على هذا النحو القاتل والخطير.
ختاما وزارة الزراعة معنية بوقف هذا الاستهتار الذي يهدد حياة الناس فليس من المعقول أن تكون الجهة الرسمية المعنية بحماية المواطنين من هذه السموم الفتاكة التي تقتل النحل والشجر والحيوان والبشر تدخل بتصاريح رسمية برغم خطورتها القاتلة فلا يجوز أن تكون عونا لتجار الموت في تهديد حياة المجتمع لأن هناك سموما إسرائيلية وأمريكية تدخل بمسميات ومنشأ بعيد لكنه لا يتجاوزهم والمدجج بالسم الذي قتل خلايا النحل في جبل الشرق بذمار لا يختلف عن المدجج بالسلاح والقنابل والصواريخ التي تقتلنا للعام السادس على التوالي فهو سلاح أمريكي صهيوني يستهدف الشعب اليمني بامتياز.