قائمة العار وقائمة الأبرياء

 

كتب / المحرر السياسي
لقد قُتل هؤلاء…يوم شرّعت الأمم المتحدة وأمينها العام قتل الأطفال بإبعاد السعودية من قائمة القتلة إلى قائمة الأبرياء!
حين يقوم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتريش بسحب «النظام السعودي» الذي يقصف الأطفال والنساء والمدنيين العُزل في اليمن بطائرات «F 16 وF 15» ، من القائمة السوداء لقتلة الأطفال التي تضعها الأمم المتحدة ، وحين يحتار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن «مارتن غريفيث» على من يضع المسؤولية في جريمة مشهودة وموثقة بكل الأدلة التي تقطع الشك باليقين أن جريمة الجوف وألف جريمة مثلها؛ ارتكبها النظام السعودي القاتل ، ويواصل النظام السعودي القاتل قتل الأطفال دون توقف؛ فإن من حق الجميع أن يفقدوا الثقة بما يُسمى زوراً وبهتاناً «الأمم المتحدة»، لأن ما يحدث ضرب من ضروب المهادنة مع القاتل ، وتبييض لصفحات القتلة السوداء ، وشرعنة فاضحة يمارسها غوتريش وغريفيث للقتلة بالاستمرار في جرائمهم!
لقد كان قرار العار الذي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة، الذي سحب السعودية من قائمة العار لقتلة الأطفال ، معيباً وفاضحاً ومسانداً للقتل والإجرام الذي مارسه النظام السعودي في اليمن، لقد برهنت جرائم الحرب على اليمن أن الأمم المتحدة والقوى الكبرى قد شرعت قتل الأطفال والنساء والمدنيين إذا كان القتلة من أمريكا وحلفائها ، والنتيجة من هكذا قرار مخزٍ هو أنه لا يجوز بعد اليوم الاعتماد على شرعية دولية أو منظمات حقوق إنسان أو دول متحضرة لأنها تصمت وتجبن في وجه قتلة ومجرمين ، وتسعد وتحتفل إذا ما وافق هؤلاء القتلة على الاجتماع بأهل الضحية ، فأي زمن مخزٍ هذا الذي نعيشه؟!
ما يجري هي فضيحة كبرى تجعل الأمم المتحدة محل ازدراء الشعوب ، فما يحدث من جرائم ليست أحداثاً بل جرائم حرب ترتكبها أنظمة وملوك وأمراء ، وسياسيون وعسكريون سعوديون وأمريكيون وبأوامرهم المباشرة وطائراتهم وقنابلهم وصواريخهم ، مستخدمين فيها الأسلحة الجوية والبرية والبحرية طوال أكثر من خمس سنوات ضد الأطفال والمدنيين العُزل، ولم يكن «نزاعاً» بين طرفين، بل جرائم حرب غاشمة شنها سعوديون وأمريكيون ضد مدنيين في بيوتهم وأسواقهم وأتراحهم وأحزانهم .
وفيما تتصاعد جرائم استهداف الأطفال وقصفهم عن سابق إصرار وترصد وعن نوايا إجرامية يحملها قادة العدوان السعودي ، فإن الأمين العام للأمم المتحدة وبدلاً من إدانة القتلة بأقسى لغة ممكنة، يجد فسحة لاتخاذ قرار بسحب السعودية من قائمة العار ، فأي عار أشد مما فعله الأمين العام !
طوال السنوات الخمس الماضية والأطفال والنساء والمدنيون في اليمن يتعرضون للقتل والاستهداف المباشر بقاذفات الـ”إف 16″ والـ”إف15″ ، دون أن تسجلهم الأمم المتحدة وأمينها العام كضحايا لحرب سعودية عدوانية غاشمة ، ودون أن تسأل أحد من القتلة العسكريين الذين نفذوا كل تلك المجازر، أو السياسيين الذين أصدروا الأوامر التي أدت إلى ارتكاب جرائم القتل الجماعية ضد المدنيين ، فهل نفهم من قرار الأمين العام للأمم المتحدة بسحب القتلة من قائمة العار ، والذي يشكل بذاته وصمة عار في تاريخ هذه المنظمة، هل نفهم من ذلك أن الأمم المتحدة قد شرعت قتل الأطفال والنساء والمدنيين في اليمن ؟
بالتأكيد نعم ، وعلى العالم أن ينتظر ما هو أكثر ترويعاً مما تفعله السعودية في اليمن ، فقد باع غوتريش منظومة الأخلاق والقيم الدولية ، وبادل بها المرتبات والأموال للمنظمة وموظفيها ،فإذا كان الأمين العام للأمم المتحدة يفعل هذا ويتاجر بالقيم والشرائع ، فكيف لأحد أن يثق في مبعوثه أو في موظفيه مثلاً؟ لقد سقطت القيم الأممية اليوم ضحية الممالأة الأممية لجرائم الحرب السعودية والأميركية..
الرحمة لشهدائنا

قد يعجبك ايضا