منير الشامي
لا يوجدُ أيُّ حَقٍّ لنظام الرياض بمنعِ حجاج بيت الله الحرام هذا العام من أداء فريضة الحج، ولا يحقُّ له أن يتحكمَ في عدد الحجاج أَو أن يقصُرَ أداءَ فريضة الحج هذا العام على عدد لا يتجاوز الألف من المقيمين في السعودية أو من السعوديين، حسب ما أعلنه هذا النظام المجرم، وقراره هذا قرار شيطاني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بل هو بكل تأكيد محاربة لله ولدينه ولرسوله وللمؤمنين، وهو في ذات الوقت يثبت تعاليَه في الأرض واستكباره فيها وصده عن سبيل الله وعن المسجد الحرام.
واحتجاجُه بخطر فيروس كورونا على حجاج بيت الله الحرام، كذريعة للقرار، وأنه أصدره من باب حرصه على سلامتهم احتجاج كاذب جملةً وتفصيلاً، فمن تعمد نصبَ المصائد لحجاج بيت الله فيما مضى ليسقطَ منهم المئاتِ والآلافَ لا يمكن أن يخافَ عليهم من فيروس انكشف للعالم أن أغلبَ ضحاياه لم يكن هو السبب فيها، بل كانوا ضحايا الإرهاب النفسي الذي غزا النفوسَ بحملة الإعلام التهويلية والتي تبنّتها أنظمةُ الاستكبار العالمي ومنظمةُ الصحة العالمية.
وحتى لو كانت حياة الحجاج مهدّدة بوباء حقيقي وخطير، فتاك وقاتل فعلاً فلا يحق لنظام الرياض أن ينفردَ باتِّخاذ قرار وقف الحج وتنفيذه؛ كون القرار في هذه الحالة يكون للعلماء المتقين والصادقين والخاشعين لله من علماء الأُمَّــة الإسلامية، وهم من لهم الفتوى الشرعية وفقاً للرؤية القرآنية والنبوية بعد دراسة دقيقة وجوهرية.
إن الحرمين الشريفين لم ولن يكونا في يوم من الأيّام حقاً خاصاً ولا حكراً على أي شخص في الأرض -نظاماً كان أَو إنساناً أَو طائفةً أَو أُسرةً حاكمة-؛ كون مكة المكرمة والمدينة المنورة والحرمين الشريفين ملكَ الأُمَّــة جمعاء وحقاً عاماً لها من أقصاها إلى أقصاها؛ وَلذلك فلا يجوز لأي مسلم السكوت على ما يقترفه نظام الرياض المتصهين من جرائم في حق الله وحق رسوله وحق الأُمَّــة، وكل مسلم يسكت على ذلك فهو آثم ومشارك للطغاة من بني سعود في جريمة الصد عن سبيل الله.
ويا للعجب أن يرى المسلمون كُـلّ ما يقوم به نظام النفاق والعمالة من جرائمَ في دينهم وفيهم وفي منعهم من حقهم الشرعي المفروض في الحج، وحقوقهم الشرعية في البلدين الحرام والحرمين الشريفين وصده لهم عنها ولا يحركون ساكناً!.
وأعجبُ من ذلك أن يروا هذا النظام المنافق والفاسق يمنعهم من دخول المملكة كحجاج لبيت الله الحرام، ويفتحُ كُـلَّ الأبواب لليهود وللنصارى ولسكان العالم أجمع لدخولها كسيّاح!!!.
وأعجب من كُـلّ ذلك أن يبرّر منع دخول الحجاج بذريعة فيروس كورونا، ولا يمنع دخول السياح، وكأن هذا الفيروس لا يصيبُ إلا من قصد حج بيت الله، أَو أنه لا يتكاثر إلا في ثياب الإحرام، خُصُوصاً عندما يسمعهم يذكرون الله ويكبرونه ويلبونه!!!!
أما السياح فدخولُهم لممارسة المجون واللهو والفواحش يزيد من قدرتهم على حرق الفيروس وتدميره على بعد عشرات الكيلومترات؛ ولهذا منع دخول الحجاج وفتح وسهل دخول السياح!.
إنه بقراره الإجرامي هذا إنما يثبت نفاقَه المغلَّظَ وفسقه الواسع وحربه الأكيدة لله.
فمن يخشى فيروساً وهو أحقر ما خلق الله ولا يخشى الله القوي الجبارَ سبحانه وتعالى من أمرُ السموات والأرض بيده، وهو الأشد بأساً والأشد تنكيلاً وأمرُه بين كاف ونون، إنما يثبت أنه لا يعبد الله، بل يعبد من هو أحقر وأذل وأهون من الفيروس.
ذلك هو نظام الرياض وتلك هي حقيقته، ومَن كانت هذه حقيقته وتلك أعماله فهو يتحَرّك لإعلاء كلمة الطاغوت، وعلى مثل هذا وجب على كُـلّ مسلم أن يتحَرّك لقتاله ومواجهته؛ تنفيذاً لأمر الله بقوله تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) صدق الله العظيم.
إن صد الحجاج عن بيت الله الحرام من أشنع وأفظع أنواع الظلم لهم، ولا يعكس حرصَ نظام الرياض على حياتهم، بل يعكسُ حرصَه الشديد على إرضاء أربابه من اليهود والنصارى، وما هذا القرار إلا الخطوة الأولى من مؤامراتهم الرامية إلى هدم دين الله وتعطيل المسجد الحرام، وبدايةُ الطريق لتمكين النظام الصهيوأمريكي من السيطرة المباشرة على مقدساتنا والتحكم المطلق فيها.
ومن الجدير بالذكر أن لـ (قرار منع الحج والعمرة) أَيْـضاً هدفاً آخرَ، وهو قياسُ ومعرفةُ ردة فعل الأُمَّــة تجاهه، وهل سيثير غيرتَها على دين الله أم لا؟!
وهذا ما يجب على كُـلّ مسلم أن يدركَه ليحدّدَ موقفَه، وعلى الأُمَّــة الإسلامية أن تعلمَ أنها إن لم تتحَرّك وتعلن رفضَها القاطع لهذا القرار، واستنكارها الأكيد له، وتعبر عن صخبها وغضبها على جريمة نظام الرياض في صده عن المسجد الحرام وتتحَرّك في ذلك حتى يلغى القرار، فإنه لن يمنعَ الحجاجَ في العام القادم فحسب، بل سيجعل هذه الفريضةَ بيد اليهود والنصارى وسيسلّم البلدين الحرام، مع الحرمين الشريفين، لهم بلا ذريعة ولا مبرّر.