الشراكة مع الجميع!! 

تولي قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اهتماما بالغا لتعزيز التعاون والشراكة مع كافة الأشقاء والأصدقاء¡ وبما يخدم أهداف التنمية وتوجهات البناء والنهوض الاقتصادي¡ ويوسع من آفاق المصالح المتبادلة بين بلادنا والدول الشقيقة والصديقة. وتبرز آخر شواهد هذا التوجه في زيارة العمل التي بدأها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح يوم أمس للمملكة المتحدة¡ والتي لا شك وأنها ستسهم في الدفع بمسيرة العلاقات والتعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية¡ فضلا عن تشجيع الاستثمارات البريطانية لتوسيع نشاطها في اليمن والاستفادة من الفرص الواعدة والمزايا التي يوفرها قانون الاستثمار اليمني الجديد لكل الاستثمارات الشقيقة والصديقة. وما من شك أن مباحثات فخامة الرئيس مع كبار المسؤولين البريطانيين ولقاءه بدولة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ستنعكس بإيجابياتها على أكثر من صعيد¡ خاصة في ظل الحرص المتبادل على الارتقاء بمجالات التعاون بين البلدين¡ وهو الحرص الذي نجد ترجمته في رعاية بريطانيا لمؤتمر المانحين في لندن عام 2006م وكذا لمؤتمر آخر لدعم اليمن عام 2010م وما تلاهما من زيادة في المساعدات البريطانية لخطط التنمية في بلادنا. وبالقدر الذي تستشعر فيه المملكة المتحدة كدولة فاعلة في المجموعة الأوروبية والخارطة الدولية بأن دعمها اللامحدود لليمن وأمنه واستقراره ووحدته يصب في خدمة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة فإنها تنطلق في ذات الوقت من قناعة أكيدة بأن يمنا موحدا◌ٍ ومستقرا هو الأقدر على تحمل مسؤولياته في مواجهة كل التحديات التي قد تعترض طريقه وتلقي بظلالها على الأوضاع في المنطقة¡ ولذلك فهي التي لم تتردد عن الدعوة إلى قيام شراكة دولية تعمل جنبا إلى جنب مع اليمن لتمكينه من تجاوز أوضاعه الاقتصادية الصعبة والتي تفاقمت أكثر بالتراجع المستمر في إنتاجه النفطي¡ الذي يشكل المورد الأساسي للخزينة العامة¡ وأثر سلبا على استدامة وضع المالية العامة وحصيلة اليمن من النقد الأجنبي وسعر صرف العملة الوطنية وقوتها الشرائية¡ وقدرة الحكومة على التوسع في البنية التحتية. ومن المؤكد أن مباحثات الأخ الرئيس في لندن ستفتح نافذة أمام الجانبين للوقوف على الدور الذي يمكن أن يلعبه أصدقاء اليمن في مساندته للتغلب على معضلاته الاقتصادية والتنموية وحربه التي يخوضها ضد الإرهاب والتطرف¡ وهي الحرب التي ف◌ْرضت عليه بعد أن وجد نفسه مستهدفا من هذه الآفة الخبيثة الوافدة عليه من خارجه إلى درجة أنه بات ضحية لإفرازات حقبة الحرب الباردة التي كان من نتائجها ظهور تنظيم القاعدة الإرهابي الذي عشعش وباض في أفغانستان وفرø◌ِخ عناصره إلى كل أنحاء العالم. وبالتالي فإن اليمن يدفع الثمن باهظا لظروف دولية لم يكن له فيها ناقة ولا جمل¡ سيما وقد استهدفته ظاهرة الإرهاب بشكل عنيف بتركيزها على منشآته الاقتصادية وحركة السياحة والاستثمار مما أوجب عليه اتخاذ كل الوسائل والإجراءات لحماية أمنه واستقراره ومصالحه العليا. ولا شك بأن الأصدقاء البريطانيين يدركون تماما◌ٍ أن حصول اليمن على جرعة دعم فاعلة من أشقائه وأصدقائه ستجعله أكثر قوة وعنصر أمن وسلام فاعل ومؤثر في منطقة الجزيرة والخليج وأكثر اقتدارا◌ٍ على الاضطلاع بدوره في إطار العمل المشترك مع دول القرن الأفريقي لإعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المنطقة الملتهبة منذ عدة سنوات. وفي كل حال فإن نتائج زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى لندن ستدفع بالتعاون المشترك خطوات متقدمة نحو الأمام¡ ناهيك عن أن هذه الزيارة ستتيح للجانبين تبادل وجهات النظر حيال السبل الكفيلة بمعالجة القضايا التي باتت تضغط بقوة على واقع الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وبالذات ما يتولد عن الاحتقان الناتج عن استمرار الصراع العربي الإسرائيلي وعدم التزام إسرائيل باستحقاقات السلام العادل والشامل ومماطلتها في الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في التحرر ونيل استقلاله وإقامة دولته ذات السيادة حيث وأن بقاء هذه المشكلة معلقة ودون حل صار يستغل من قبل العناصر الإرهابية لإثارة الإحباط واليأس لدى الشعوب العربية وإغواء الشباب ودفعهم إلى مهاوي الإرهاب والتطرف وسوقهم إلى محارق الموت والإضرار ببلدانهم ومجتمعاتهم وزعزعة الاستقرار في المنطقة عموما◌ٍ. ولسد ذرائع أولئك الإرهابيين فإن على العالم أن يتحرك لحل القضية الفلسطينية وفقا◌ٍ لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي وبما يكفل للشعب الفلسطيني نيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. ومسألة كهذه سبق وأن نبه إليها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أكثر من مرة ولن يدخر جهدا◌ٍ في جعلها واحدة من الموضوعات الرئيسية التي سيبحثها مع الأصدقاء البريطانيين.

قد يعجبك ايضا