إيران ترفض التخلي عن دماء الشهيد سليماني وتؤكد على محاسبة المتورطين
روحاني يهدد أمريكا بالرد المباشر إذا أضرت بالاتفاق النووي
طهران / وكالات
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إنّ بلاده ستعود إلى تعهداتها في الاتفاق النووي في اللحظة التي تلتزم فيها مجموعة 4+1 (الدول الموقعة على الاتفاق النووي) بتعهداتها.
روحاني أشار إلى أنّ الضرر الذي ألحقته أمريكا بالاتفاق النووي حتى الآن كان اقتصادياً. وذكر أنّ إيران التزمت دائماً بتعهداتها القانونية الأخلاقية.
وأضاف “إذا كانت أمريكا تنوي إلحاق ضرر سياسي بالاتفاق النووي فإيران سترد مباشرةً بشكل حازم”. كما لفت الرئيس الإيراني إلى أنّ “أصدقاءنا في روسيا والصين يقفون معنا وكان موقفهم أمس واضحاً”.
وفي كلمة له أمام جلسة مجلس الوزراء أمس الأربعاء ، أوضح الرئيس روحاني أن الأمريكيين واجهوا خلال الأسابيع الأخيرة فشلين سياسيين كبيرين ، الأول يتعلق بمشروع قرار جديد ضد إيران في مجلس الأمن والذي واجه حتى الآن رفضا من قبل الدول الفاعلة في المجلس ، ولم ينجح الأمريكيون في تعبئة المجلس والرأي العام العالمي ضد إيران.
والفشل الكبير الآخر لأمريكا حدث أمس في مجلس الأمن، حيث أكدت معظم الدول الأعضاء احترامها للاتفاق النووي ودعمها لبقائه واستمراره، في حين بذل الأمريكيون خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية محاولات كبيرة لتدمير الاتفاق النووي، انتهت باجتماع المجلس أمس الأول لمناقشة القرار 2231 ، وما حصل هو أن 14 دولة عضوا في المجلس أعلنت تأييدها ودعمها للقرار، ولم تعارض سوى الولايات المتحدة.
وكان مندوب الصين في مجلس الأمن أكد، على حق إيران في “امتلاك برنامج دفاعي صاروخي”.
وفي جلسة دعت لها الولايات المتحدة لمناقشة مشروع قرار “لتمديد حظر بيع الأسلحة التقليدية لإيران”، قال المندوب الصيني إنه لا حق “لواشنطن طلب العودة التلقائية للعقوبات على إيران بعد انسحابها من الاتفاق النووي”، مشدداً على أن “الاتفاق مهم وملزم للدول الموقعة عليه”.
بدوره، قال مندوب روسيا في مجلس الأمن: إن الولايات المتحدة تنتهج سياسة أحادية هدفها الضغط على الشعب الإيراني، معتبراً أن “سياسة الضغوط القصوى الأمريكية على إيران غير مقبولة”.
من جانب آخر، أكد المتحدث باسم السلطة القضائيّة الإيرانيّة غلام حسين إسماعيلي، أن إيران “لن تتخلى عن دماء الشهيد الفريق قاسم سليماني”.
وقال إسماعيلي، تعليقاً على إعلان بلاده قائمة حمراء بأسماء 36 مسؤولاً أمريكياً متورطاً باغتيال سليماني، إنّه “قلنا مراراً إننا لن نضيّع دماء الحاج قاسم هدراً، ويجب محاكمة المجرمين في هذه القضيّة”.
إسماعيلي أشار في مقابلة مع وكالة “فارس”، أمس الأربعاء، إلى أنّه “أينما كان هذا التحقيق فهو مطلوب، وستعقد المحكمة داخل البلاد، وستكون هناك محاكمات في العراق حيثما تكون هناك حاجة، وسوف نحصل على المساعدة من المنظمات الدوليّة”.
كما تحدث إسماعيلي عن أنّه “منذ الأيام الأولى تمّ اتخاذ الإجراءات اللازمة ورفعنا دعوى، وتمّ تشكيل هيئة قضائيّة واستشاريّة، وتعاطينا مع النظام القضائي العراقي”، موضحاً أنّه “تمّ التعرف على عدد من العناصر المتورطة في هذا العمل الإرهابي وقتل الأبرياء، والأشخاص الذين أعلنوا رسمياً مسؤوليتهم عن هذا العمل والذين كانوا متورطين في هذا الحادث الإرهابي استناداً إلى الإشراف المخابراتي”.
وأكد المتحدث باسم السلطة القضائيّة الإيرانيّة، أنّه تمّ تحديد أسماء المتورطين ومناصبهم، وتمّ إصدار إشعار أحمر لهم ونحن نلاحقهم لكي تتمّ محاكمتهم ومعاقبتهم في أيّ وقت نتمكن فيه من اعتقالهم”.
إسماعيلي شدد أيضاً على أنّ اغتيال الفريق سليماني “ليس قضيّة سياسيّة فقط، بل جريمة قتل ضيف دخل دولة أخرى بدعوة رسميّة من تلك الدولة، كما أنه رمز من رموز محاربة الإرهاب الدولي، وسنواصل متابعة هذه القضية حتى النهاية”.
يذكر أن القضاء الإيراني أعلن الإثنين، تقديم مذكرات اعتقال بحق 36 شخصاً متورطاً في اغتيال الشهيد سليماني، إلى الشرطة الدوليّة “الإنتربول” لإصدار مذكرات بحقهم، وهي شخصيّات سياسيّة وعسكريّة في الولايات المتحدة ودول أخرى، ومن بينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
واغتيل الشهيد سليماني برفقة نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي الشهيد أبو مهدي المهندس، في غارة جويّة أمريكيّة استهدفتهما قرب مطار بغداد فجر 3 يناير الماضي.