كتب / المحرر السياسي
تأتي الجريمة البشعة التي ارتكبتها عصابات الإصلاح المرتزقة بحق آل سبيعان في وادي عبيدة لتؤكد على أن بقاء الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته من المرتزقة خطر يلحق بالمجتمع أذى كبيرا لا يتوقف ولا ينتهي ، إذ تتعاطى العصابات المارقة من بيادق وأدوات الاحتلال ومرتزقته مع الجميع كمستباحين دما وعرضا ومالا وكرامة.
لم يتورع المرتزقة والخونة “الاخوانجيون” عن حرمة إلا وانتهكوها ، ولا عن فاحشة إلا وفعلوها ليرضوا بذلك أسيادهم وولاة أمرهم وحربهم في عواصم العدوان المتعددة ،فمن بيع الأسرى وتصفيتهم وتعذيبهم والتنكيل بهم ، إلى التقطع وخطف المسافرين وسجنهم ، إلى الإرهاب والترويع للآمنين والتنكيل بالمواطنين ، إلى التفجيرات المفخخة والانتحارية والرفع بالإحداثيات للطيران ، إلى التحريض العنصري والمناطقي والمذهبي والتكفيري ، إلى ما لا حصر له من الجرائم البشعة والخطيرة.
فإذا ما وضعنا هذه الجريمة المروعة في سياق جرائم التصفية والقتل الممنهج والترحيل والتهجير القسري لأبناء المناطق التي شهدتها تعز وعدن ومارب كذلك ومناطق تهامة التي تخضع لسطوة العملاء وأسيادهم فإننا أمام جريمة بشعة ، تعكس سلوكا متوحشا، فهو وان اختلفت عناوينه وتعددت ذرائعه يبقى متماثلا في أصله وفي أساسه وفي أدواته التي تجمع في ما بينها العمالة والولاء للأجانب المعتدين على اختلاف أطرافهم ومسمياتهم.
لقد خطفوا المسافر العليل وصاحب الحاجة والدارس والمغترب على حد سواء ، والتهمة إما مناطقهم أو أنسابهم أو انتماءاتهم أو محافظاتهم ، وتلك وضاعة لم يصل إليها أحد إلا من تجندوا وتبندقوا للسعودي وللإماراتي بما فيهما من وضاعة وهوان ، ونكلوا بكل يمني ساقته الأقدار إلى مارب ، أكان مسافرا أو طالبا للرزق ، أو باحثا عن عمل يقضي به سد حاجته.
وإذا ما وضعنا هذه الجريمة في سياق جرائم العيب الأسود التي ارتكبها حشد الخيانة والارتزاق الاخوانجي التكفيري في مارب والجوف وفي مناطق كثر ، وما مارسه من سجن واختطاف للنساء ومن قتل وترويع للآمنين ، وتقطع للمسافرين في المسبلة العامة ، واختطافهم والزج بهم في السجون السرية ، فإن اقتحام المنازل ونهبها وإحراقها ، وترويع النساء والأطفال واستهدافهم عمدا وقصدا ، وتصفية وإعدام الرجال ، تضيف إلى ما هو معروف عن هؤلاء من انسلاخ أخلاقي وقيمي ، حقيقة أن بقاء المحتل ومرتزقته مسيطرين على أي شبر يمنية خطر ماحق يتهدد الجميع دون استثناء.
وإذا ما وضعنا هذه الجريمة في سياق جرائم العيب الأسود التي ارتكبها هؤلاء ، من بيع للأسرى والمتاجرة بالمخطوفين وإعدامهم في السجون والمعتقلات ، نكون أمام سلوك منفلت ومترع بالوضاعة والتردي ، تنكره أعراف وأسلاف القبائل وعاداتها وتخاصم مرتكبيه وتحاربهم برجالها وسلاحها ، ومع كل ذلك يصبح بقاء هؤلاء المرتزقة الإرهابيين المستجلبين على ظهور الدبابات السعودية والإماراتية من كل المناطق والبلدان ، فيه إساءة لمارب وقبائلها وأعرافها وأسلافها وأعراقها وأشرافها ، وأصولها التي طاب منبتها من أعماق سبأ ومراد العتيقتين.
Prev Post
Next Post