رداً على انتهـــــاكات الـــعـدوان وإمعانه في القتل والحصار
عملية الردع الرابعة تدك وزارة الدفاع ومقر الاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في الرياض
سريع: استخدمنا أسلحة جديدة في العملية والقادم سيكون أشدّ إيلاماً
الحكومة: العملية رد مشرع على جرائم وانتهاكات العدوان
عبدالسلام: العملية تُنذر بما هو أشدّ وعلى التحالف إيقاف العدوان ورفع الحصار
الفعاليات الوطنية تبارك العملية وتطالب بتنفيذ المزيد حتى ينصاع العدو لدعوات السلام
الثورة /
نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ العمليةَ الهجوميةَ الأكبرَ” توازنَ الردعِ الرابعة” التي استهدفتْ عاصمةَ العدوِّ السعوديِّ بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ وطائراتِ سلاحِ الجوِّ المسيرِ.
وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحي سريع في بيان صادر أن العملية الهجومية استهدفت بصواريخ نوعِ قدس وذو الفقار” وطائرات “صماد3” المسيرة مقراتْ ومراكزَ عسكريةً في عاصمةِ العدوِّ السعوديِّ، منها وزارةُ الدفاعِ والاستخباراتُ وقاعدةُ سلمانَ الجوية ومواقعَ عسكريةً في جيزانَ ونجران.
وأكد البيان أن هذه العملية تأتي رداً على استمرارِ الحصارِ الظالمِ والعدوانِ الغاشمِ على الشعب اليمني.
وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة إنه تم استخدام سلاح جديد من طراز الصواريخ المجّنحة طويلة المدى خلال عملية توازن الردع الرابعة التي استهدفت مقرات ومراكز عسكرية بدولة العدوان السعودية.
وأوضح العميد سريع أنه سيتم الكشف عن السلاح الجديد المستخدم خلال عملية توازن الردع الرابعة في الوقت المناسب.
إلى ذلك باركت الفعاليات الرسمية والوطنية لقائد الثورة والقيادة السياسية وللشعب اليمني العملية الهجومية الأكبر “توازن الردع الرابعة” التي استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية بعاصمة العدو السعودي بعدد من الصواريخ البالستية والطيران المسير.
وأشارت الفعاليات إلى أن هذه العملية المسددة كانت ردا طبيعيا ومشروعا على انتهاكات وجرائم العدوان السعودي الأمريكي بحق اليمن وشعبه العظيم.
وفي هذا السياق بارك ناطق حكومة الإنقاذ الوطني وزير الإعلام ضيف الله الشامي، لقائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة والقوة الصاروخية والطيران المسير والشعب اليمني، عملية توازن الردع الرابعة.
وأوضح ناطق الحكومة أن العملية الهجومية الأكبر ” توازن الردع الرابعة” التي استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية بدولة العدوان السعودية، تأتي في إطار حق الرد المشروع على استمرار العدوان في جرائمه وحصاره للشعب اليمني.
وأكد أن هذه العملية تمثل نقطة تحول في مسار عمليات توازن الردع والتي ستكون أكثر إيلاما إذا لم يتوقف العدوان ورفع الحصار عن اليمن.
من جهته أشاد مصدر مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، بعملية توازن الردع الرابعة التي دشنت اليوم باستهداف مجموعة من المواقع العسكرية في عمق العدو السعودي من بينها مقري وزارة الدفاع والاستخبارات في الرياض وقاعدة سلمان الجوية .
وعبر المصدر في تصريح ل سبا عن التقدير العالي للأعمال البطولية التي يسطرها رجال الجيش واللجان الشعبية والمتطوعون في مختلف الجبهات وكذا بالبرنامج التطويري للتصنيع العسكري وقوة الردع الصاروخي والطيران المسير ..
واعتبر هذه العمليات العسكرية ضد المعتدي السعودي حقاً مشروعاً للشعب اليمني الذي يتعرض منذ أكثر من خمس سنوات ولا يزال لأبشع الجرائم والتجويع والحصار الخانق الذي وصل حد منع دخول احتياجاته الأساسية من قبل تحالف العدوان.
وأكد المصدر أن حكومة الإنقاذ الوطني على عهدها في إسناد العمليات العسكرية الميدانية في مواجهة المعتدين ومرتزقتهم ومواصلة دعم الجهد الوطني العسكري على طريق تحقيق توازن قوة الردع العسكري ما بين اليمن وتحالف العدوان الذي تسلح بالذرائع الواهية في عدوانه على الشعب اليمني ..
وأشار إلى أن الوقائع اليوم على الأرض سيما في المحافظات والمناطق المحتلة أثبت زيفها وكذبها ..
ولفت إلى أن أبناء اليمن الأحرار بعون من الله والمشروع الوطني المقاوم المتنامي الذي يقوده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، لنقر لهم عين إلا حين يَرَوْن أرضهم الطيبة وقد تحررت من رجس تحالف العدوان والاحتلال ومن يقفون ورائه و مؤامراتهم ومخططاتهم الدنيئة والخبيثة بحق الوطن اليمني الكبير.
عبدالسلام: العملية تنذرُ بما هو أشد وعلى التحالف إيقاف العدوان ورفع الحصار
من جانبه أكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، امس الثلاثاء، أن على تحالف العدوان السعودي الأمريكي أن يتعاطى بجدية مع عملية توازن الردع الرابعة والتي تنذرُ بما هو أشد، مشددا على أن إيقاف العدوان ورفع الحصار هدفٌ إنساني ووطني لشعبنا اليمني.
وقال عبدالسلام في تغريدة له على تويتر: إيقاف العدوان ورفع الحصار هدفٌ إنساني ووطني لشعبنا اليمني المظلوم، وعلى تحالف العدوان أن يتعاطى بجدية مع عملية توازن الردع الرابعة والتي تنذرُ بإذن الله بما هو أشد.
إلى ذلك بارك حزب اليمن الحر عملية الردع الرابعة التي نفذتها القوات المسلحة بكفاءة واقتدار ودكت مواقع عسكرية واستراتيجية هامة بعاصمة العدوان الرياض .
وأضاف الحزب في بيان صدر عنه أمس في صنعاء نبارك من قلوب يملأها الفخر والعزة لقائد الثورة الشعبية السيد القائد /عبدالملك بدرالدين الحوثي وللقوات المسلحة وكافة مؤسساتها الباسلة وجميع أبناء الشعب اليمني على نجاح هذه العملية التي حققت أهدافها بدقة عالية وإصابة العدو في مقتل مشيرا إلى أن هذه العملية المسددة كانت ردا طبيعيا ومشروعا على انتهاكات وجرائم العدوان السعودي الأمريكي بحق اليمن وشعبه العظيم .
وأضاف البيان ” نشد على أيدي قيادتنا الرشيدة وأبطالنا في مؤسسة الجيش على تنفيذ المزيد من هذه الضربات الموجعة حتى يثوب النظام السعودي إلى رشده ويدرك تمام الإدراك بأن الأمريكان والصهاينة لن يستطيعوا حمايته من باس وبطش أبناء اليمن الأشداء وقد تعرضوا لأبشع الجرائم من قبل تحالف الشر والطغيان على مدى اكثر من 5 سنوات ناهيك عن الحصار والحرب الاقتصادية الشعواء التي تهدف اليوم إلى إبادة الشعب بأكمله.
وجدد البيان دعوته إلى النظام السعودي بتحكيم العقل والانصياع لدعوات السلام قبل فوات الأوان .
كما بارك حزب الحق عملية الردع الرابعة التي استهدفت العمق السعودي بطائرات مسيرة وصواريخ قدس وذو الفقار.
وأكد أن “هذه العملية التي لا تتجاوز الرد على الاعتداءات الإجرامية التي يقوم بها تحالف العدوان الأمريكي السعودي الصهيوإماراتي على شعبنا منذ أكثر منذ خمس سنوات”.
وبارك “لشعبنا وقيادتنا هذه العملية النوعية”، مطالبا القوات المسلحة الاستمرار في هذه الخطوات الضرورية لردع قوى الاستكبار العالمي وأدواته العميلة في المنطقة كالنظامين السعودي والإماراتي.
وشدد على أن “هذا الرد هو حق طبيعي مشروع وقانوني وإنساني لشعبنا تكفله كل القوانين الإنسانية والدولية.
كما أكد حزب الحق أن ما يقوم به العدوان من منع لدخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية يعتبر جريمة إبادة جماعية لشعبنا اليمني، محملا تحالف العدوان والمجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة ومبعوثها مسؤولية الجرائم التي يرتكبها تحالفهم تجاه أبناء شعبنا.
واعتبر أن الأمم المتحدة ثبت تورطها في العدوان عندما أزالت تحالف العدوان الأمريكي السعودي الصهيوإماراتي من قائمة مرتكبي الجرائم ضد الأطفال.
ودعا أبناء شعبنا اليمني الكريم إلى الالتفاف حول القيادة ورفد جبهات العزة والكرامة بالرجال والمال حتى تحقيق النصر المبين بإذن الله وتأييده وعونه.
“الردع اليمني الرابع” هل يعيد النظام السعودي إلى رشده؟
جاء أشدّ إيلاماً وحمل رسائل ودلالات عميقة
خبراء عسكريون : أمام تصاعد عمليات الردع لا حل للرياض غير الانصياع للسلام
الثورة /حمدي دوبلة
بعد صبر طويل والتزام أعلى درجات ضبط النفس على جرائم وانتهاكات النظام السعودي بحق الشعب اليمني جاءت عملية الردع الرابعة للقوات المسلحة اليمنية مزلزلة لتدك رمز قوة العدو في عمق عاصمته وتضرب مراكزه الأكثر حساسية وتحصينا.
كانت عملية الردع الرابعة وكما هو المعتاد للمسار التصاعدي في الردع اليمني أكثر قوة وأشد إيلاما مما كان عليه الحال في العمليات الثلاث السابقة التي استهدفت منشآت اقتصادية وحيوية في شرق وغرب المملكة لتضرب هذه المرة “وزارة الدفاع” ومقر الاستخبارات ” وقاعدة سلمان الجوية المليئة بالخبراء والجنود الأمريكيين في قلب العاصمة الرياض وبسلاح جوي وصاروخي اكثر قدرة و كفاءة في اختراق دفاعات العدو التي أخفقت مجددا في التصدي ولم تفلح في منع سلاح الغضب اليمني من الوصول إلى أهدافه وأصابتها بدقة عالية وهو ما جعل محللين سياسيين وخبراء عسكريين يؤكدون بأن هذا النجاح اليمني المتصاعد في تنفيذ عمليات الردع وتحديدا في نسخته الرابعة يفرض معادلات جديدة في المواجهة وأبرز تلك المعادلات الجديدة مفادها أنه لم يعد هناك من مكان آمن على امتداد الجغرافيا السعودية من بأس وضربات الجيش اليمني الذي بات قادرا كما تبين هذه العملية الدقيقة والواسعة على ضرب أهداف كثيرة ومتنوعة حتى تلك الأكثر تحصينا والخاضعة للحماية الأمريكية المباشرة وأن ضربات “الوجع الكبير” التي توعدهم بها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ستتوالى طالما استمر العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الغاشم على اليمن واذا ما واصل سلمان ونجله تعنتهما إزاء جهود السلام وعدم التعاطي الإيجابي مع مبادرة صنعاء للسلام ورؤية الحل الشامل العادلة التي قدمها الطرف الوطني.
ردع تصاعدي وسلاح مطوَّر
هذه العملية المباركة التي أتت بعد نحو عشرة اشهر كاملة على أولى عمليات الردع اليمنية جاءت كما يقول مراقبون في وقت بلغ فيه الصلف والتعنت السعودي ذروته ووصل في انتهاكاته بحق الشعب اليمني حد السقوط الأخلاقي الكامل بعد أن أحكم الحصار ومنع وصول الغذاء ومشتقات النفط والأدوية إلى الناس رغم مكترث للمعاناة الإنسانية المتفاقمة خاصة مع تفشي وباء كورونا الذي كان هو السبب الرئيسي في وصوله إلى اليمن لذلك كان التوقيت مناسبا وأهداف العملية مشروعة وتحمل في طياتها الكثير من الرسائل والدلالات العميقة.
العملية الهجومية الرابعة في إطار عمليات الردع هي كما تقول القوات المسلحة الأكبر من نوعها التي تستهدف عاصمة العدوان وتم فيها استخدام عدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة الهجومية.
وبحسب المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع فقد استهدفت صواريخ “قدس” و”ذولفقار” وطائرات “صماد3 ” المسيرة مواقع ومقرات عسكرية وسيادية أكثر تحصينا ومتباعدة في نطاقها الجغرافي تمثلت في وزارة الدفاع السعودية ومقر الاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في العاصمة الرياض المليئة بالخبراء والجنود الأمريكيين، بالإضافة إلى أهداف عسكرية في نجران وجيزان، وقد استمرت العملية لساعات طويلة.
الوجع الكبير ومحاولة الانكار
على الرغم من محاولات النظام السعودي عبر أبواقه الإعلامية التقليل من شان العملية وترديد مزاعمها المعهودة بأن دفاعاتها الجوية تمكنت من اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة وإسقاطها إلا أن ما تداوله ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد فيديو وتغريدات أكدت حجم الضرر الكبير الذي أصاب تلك المنشآت الحساسة والحيوية كما تداول الناشطون مقاطع لالسنة اللهب وهي تتصاعد من تلك المرافق فيما نقل آخرون عن مصادر مسؤولة في النظام السعودي بأن عددا كبيرا من الضباط السعوديين والأمريكيين قد قتلوا وخاصة في قاعدة سلمان الجوية التي اعتبرها الأمريكيون مكانا آمنا لقواتهم وحطوا رحالهم فيها لكنها لم تكن الملاذ الآمن كما اعتقدوا.
القادم أشد إيلاما
أخذت عمليات الردع اليمنية منذ تدشينها في الـ17 من أغسطس 2019 واستهدفت يومها بعشر طائرات مسيرة حقل ومصفاة الشيبة، التابعة لشركة أرامكو شرقي السعودية بالقرب من حدود الإمارات أخذت مسارا تصاعديا وتجلى ذلك بوضوح في العمليتين الثانية والثالثة بعد ذلك وصولا إلى هذه إلى عملية توازن الردع الرابعة التي جاءت اكثر ايلاما بل ومنذرة بما هو أشد مستقبلا”
القوات المسلحة في أكدت في بيانها أنها “ستنفذ المزيد من العمليات العسكرية الأشد والأقوى حتى رفع الحصار ووقف العدوان وتحقيق الحرية والاستقلال وهو ما سيكون بالفعل حسب خبراء عسكريين اذا لم يستوعب النظام السعودي جيدا فحوى هذه الرسائل ويسارع إلى طاولة السلام ويتخلى عن الغرور والغطرسة والتمادي في جرائمه وانتهاكاته بحق اليمن وشعبه الكريم.
عمليات الردع السابقة
منذ عشرة أشهر تقريبا بدأ اليمن تنفيذ عمليات الردع في عمق العدو السعودي وذلك بعد صبر طويل وهو ربما ما قاد تحالف العدوان وفي مقدمته النظام السعودي إلى الاعتقاد بأن الجيش اليمني غير قادر على الرد لكن ذلك الاعتقاد تبخر مع تنفيذ أولى عمليات الردع والتي كانت في الـ17 من أغسطس 2019 حيث استهدفت يومها عشر طائرات تابعة لسلاح الجو المسير بالجيش اليمني واللجان الشعبية حقل ومصفاة الشيبة، التابعة لشركة أرامكو شرقي السعودية بالقرب من حدود الإمارات، والذي يضم أكبر مخزون استراتيجي في البلاد ويتسع لأكثر من مليار برميل.
وفجر الرابع عشر من سبتمبر 2019 كانت عملية الردع الثانية الشهيرة التي استهدفت مصافي آرامكو في بقيق وخريص في أقصى شرق السعودية، بعشر طائرات مسيرة واقتضمت حينها نصف انتاج النفط السعودي دفعة واحدة، وبعد أيام على العملية ومن موقع القوة أطلق الرئيس اليمني مهدي المشاط من صنعاء مبادرة للسلام أوقف بموجبها استهداف العمق السعودي بالصواريخ والمسيرات على أن توقف السعودية عدوانها وحصارها، وهو ما لم تتجاوب معها السعودية حتى اليوم.
وبعد خمسة أشهر من ذلك وعلى خلاف العمليتين السابقين التي استهدفت شرق السعودية جاءت عملية الردع الثالثة في فبراير2020 أقصى غرب السعودية مستهدفة منطقة ينبع الصناعية والنفطية التي تبعد أكثر من 1000 كيلو متر من أقرب نقطة حدودية يمنية، وتم تنفيذها بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي الذي كشف عنه لأول مرة في تلك العملية.
وها هي عملية الردع الرابعة تأتي أشد إيلاما ووجعا للعدو فهل سيثوب إلى رشده وينصاع لدعوات السلام أم انه سيتمادى في جرائمه غير آبه بالمآلات الوخيمة التي تتنظره في قادم الأيام؟
عملية الردع الرابعة.. صِدق الوعد لا ملاذ لكم اليوم.. والبادئ أظلم
مراقبون: العملية توجب على النظام السعودي تقييم الموقف بحكمة لا باستكبار
استراتيجية الرد والردع خط زمني يثبت تصاعد القدرات في المواجهة والهجوم
الثورة / إدارة التحقيقات
أولى وثانية وثالثة، والآن عملية الردع الرابعة… تمضي القوات المسلحة في استراتيجية الرد والردع ضد قوى العدوان تأكيداً لحقيقة أن استمرار العدوان والحصار سيقابله عمليات كبيرة من هذا النوع.
نقف اليوم أمام عملية توازن الردع الرابعة التي تأتي بعد توازن الردع الأولى التي استهدفت حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي السعودية، عملية توازن الردع الثانيّة التي استهدفت بقيق وخريص، والعملية الثالثة التي استهدفت شركة أرامكو في ينبع الساحلية، لتؤكد جملة من الرسائل الاقتصاديّة والسياسيّة حملت مضامينها رسائل العمليات السابقة لتنطلق من إنها تأتي باعتبارها رداً طبيعياً على استمرار جرائم العدوان الذي ما انفك يمارس بلطجته واستهدافه عيش وقوت الناس بلا وازع من ضمير أو قوانين ومواثيق دولية، ثم الرسالة الأهم التي تنطوي على التأكيد على التحوّل النوعي الجديد في نوعية السلاح الذي يعد في شق منها تطوراً لأسلحة استخدمت في العملية السابقة من نوع الصواريخ عالية الدقّة (قدس)، و(ذوالفقار) إضافة إلى سلاح جديد لم يُكشف عنه بعد، والتي بوصولها إلى العمق السعودي تعزز ما هو مؤكد من فشل وعجز وعدم فاعلية الدفاعات الجوية السعودية في صدّ الصواريخ اليمنية المجنّحة، وبالتالي هي اليوم أمام خيارين: إما وقف العدوان، أو تلقّي المزيد من هذه الصواريخ، والطائرات المسيَّرة.
وعيد وسلام
ويرى مراقبون أن عملية الردع الرابعة تفرض معادلة جديدة مفادها أنه لا مكان آمن على امتداد الجغرافيا السعودية، فاليمن يمتلك القدرة على ضرب أهداف كثيرة ومتنوعة حتى تلك الأكثر تحصينا والخاضعة للحماية الأمريكية المباشرة، وأن ضربات “الوجع الكبير” التي توعدهم بها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ستتوالى إن هي لم تنصع لمبادرة صنعاء للسلام ولرؤية الحل الشامل العادلة.
رسائل ومضامين
يقول الخبير العسكري العميد الدكتور محمد الخالد: القوات المسلحة لا زالت تمسك بزمام المبادرة، وقد أحسن الجيش واللجان التحلي بالصبر الاستراتيجي فلربما يعود العدو إلى رشده إلا أن استمراره في غيّة وعدوانه استدعى اتخاذ القرار وتنفيذ العملية والمضي في استراتيجية الرد والردع.
ويؤكد العميد الخالد أن العملية تبيّن كيف أن السلاح اليمني لا يزال في حالة تطور وأن الأهداف العسكرية لا تزال محط أنظار الجيش واللجان لاستهدافها في الوقت والمكان المناسبين.. لافتا إلى إن العملية رد طبيعي على الجرائم المستمرة من قبل قوى العدوان بحق المدنيين.
وأضاف: عملية توازن الردع الرابعة هي عملية كبرى ورسالتها ومضمونها يقول للنظام السعودي إنكم لن تستطيعوا إيقاف هذه العمليات برغم ما تمتلكون من عناد عسكري متطور ونظام دفاعات جوية حديثة، وهي رسالة للمخطط الذي يقف وراء هذه الحرب الأمريكي والإسرائيلي، كما أنها تؤكد حالة الجهوزية العالية للجيش واللجان للدفاع عن الوطن.
واختتم العميد الدكتور محمد الخالد: نحن نعرف أن الاستخبارات العسكرية وهي من المواقع المستهدفة في العملية تعد موقعا حساسا جدا ويتواجد فيها العسكريون والاستخباراتيون الأمريكيون والإسرائيليون الذين يديرون هذه الحرب، فيما السعودية كما هو معلوم إنما ينفذونها بالوكالة.
استراتيجية ضرب العدو
مع الذكرى الخامسة لبدء العدوان، الذي أعلن من واشنطن في مارس 2015م، كشف العميد سريع استراتيجية القوات المسلحة في ضرب عمق دول العدوان إن هي لم تنصع لمبادرة السلام التي أطلقها الرئيس المشاط، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية تشمل “توسيع بنك أهداف قواتنا ليشمل مراكز حيوية وحساسة على طول وعرض جغرافيا دول العدوان وأن بنك أهداف قواتنا ينقسم إلى ثلاثة مستويات بحسب الأهمية”.
واكتفى سريع حينها بالحديث عن المستوى الأول الذي “يتضمن 9 أهداف بالغة الأهمية منها ستة أهداف في السعودية وثلاثة في الإمارات”، مؤكدا أن “الاستمرار في استهداف شعبنا وبلدنا يعني استمرار قواتنا في الرد المشروع والمناسب بضربات موجعة تختارها القيادة من المستويات الثلاثة لبنك الأهداف”، موضحا أن “القدرة الهجومية لسلاح الجو المسيَّر تضاعفت بنسبة 400% عما كانت عليه في العام السابق”.
الخط الزمني لعمليات توازن الردع
منذ عشرة أشهر نُفذت أولى عمليات الردع، ففي الـ17 من أغسطس 2019م استهدفت عشر طائرات من سلاح الجو المسيَّر للجيش اليمني واللجان الشعبية حقل ومصفاة الشيبة التابع لشركة أرامكو شرقي السعودية بالقرب من حدود الإمارات، والذي يضم أكبر مخزون استراتيجي ويتسع لأكثر من مليار برميل.
وفجر الرابع عشر من سبتمبر 2019م كانت عملية الردع الثانية الشهيرة التي استهدفت مصافي آرامكو في بقيق وخريص في أقصى شرق السعودية، بعشر طائرات مسيَّرة مؤثرة على نحو سلبي وفي اتجاه النقص بنحو نصف إنتاج النفط السعودي دفعة واحدة، حينها وبعد أيام على العملية ومن موقع القوة أطلق الرئيس مهدي المشاط من صنعاء مبادرة للسلام أوقف بموجبها استهداف العمق السعودي بالصواريخ والمسيَّرات على أن توقف السعودية عدوانها وحصارها، وهو ما لم تتجاوب معه السعودية حتى اليوم.
وبعد خمسة أشهر، وعلى خلاف العمليتين السابقين اللتين استهدفتا شرق السعودية جاءت عملية الردع الثالثة في فبراير2020م أقصى غرب السعودية مستهدفة منطقة ينبع الصناعية والنفطية التي تبعد أكثر من 1000 كيلو متر عن أقرب نقطة حدودية يمنية، وتم تنفيذها بـ12 طائرة مسيّرة من نوع “صماد3” وصاروخين من نوع “قدس المجنح”، وصاروخ “ذوالفقار” الباليستي الذي كشف عنه لأول مرة في العملية.
ومع استمرار النظام السعودي في عدوانه وحصاره على اليمن أعلن ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أمس الثلاثاء 23 يونيو 2020م تنفيذ العملية الهجومية الأكبر على عاصمة العدو السعودي “توازنَ الردعِ الرابعة” بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة الهجومية.
وعلى خلاف عمليات توازن الردع الثلاث السابقة فقد طالت هذه المرة صواريخ “قدس” و”ذولفقار” وطائرات “صماد3” “المسيرَّة” مواقع ومقرات عسكرية وسيادية أكثر تحصينا ومتباعدة في نطاقها الجغرافي، مستهدفة وزارة الدفاع السعودية ومقر الاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في العاصمة الرياض المليئة بالخبراء والجنود الأمريكيين، بالإضافة إلى أهداف عسكرية في نجران وجيزان، وقد استمرت العملية ساعات طويلة.
تأثير مبكر
ما إن بلغت الطائرات والصواريخ اليمنية أهدافها، ورغم ادعاءات النظام السعودي بقيامه بعمليات صد لم تقنع حتى الداعم الأمريكي جاء ما يؤكد الطرح اليمني ومعه رد الفعل المبكر من قبل العدو الأمريكي في اتجاه اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الأمن والحماية لعناصره، إذ عكست (عملية الردع الرابعة) للجيش واللجان الشعبية في العمق السعودي هواجس انعدام الأمن في الرياض لدى البعثة الأمريكية في الرياض التي دعت عقب العملية رعاياها إلى أخذ الحيطة والحذر من هجمات بالصواريخ والطائرات.
وطلبت البعثة الأمريكية من رعاياها الاختباء والبقاء في الطوابق الأرضية عند سماع أي انفجارات، لافتة إلى أن العاصمة السعودية الرياض تتعرض لهجمات متتالية إما بصواريخ باليستية أو طائرات بدون طيار.
وحثت البعثة الأمريكية رعاياها “على مراجعة الاحتياطات التي يجب عليهم اتخاذها على الفور في حال وقع هجوم والبقاء يقظين في حالة وقوع هجمات أخرى في المستقبل”.
تحذير البعثة الأميركية في الرياض رعاياها بتوخي الحذر عقب عملية (الردع الرابعة) التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذها في العمق السعودي واستهدفت بهجمات دقيقة مواقع عسكرية حساسة في العاصمة الرياض ردا على استمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني تعكس دلالات عميقة لتداعيات عملية الردع الرابعة التي تؤكد أن الرياض دخلت في قلب المعركة وفي حسابات الجيش واللجان الشعبية اليمنية وان الرياض لم تعد آمنة.