الضربات الموجعة والمؤلمة التي وجهتها الأجهزة الأمنية لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابية¡ التي كانت تتمترس في مديرية لودر بمحافظة أبين مستبيحة منازل المواطنين وأمنهم واستقرارهم¡ شكلت بنتائجها درسا◌ٍ قاسيا◌ٍ لهذا التنظيم الإرهابي وعناصره المتطرفة التي انهارت وخارت قواها¡ أمام بطولة واستبسال رجال الأمن وشجاعتهم النادرة مما أجبر أعدادا◌ٍ كبيرة من عناصر الإرهاب على تسليم أنفسهم فيما انتحر آخرون في ساحة المواجهة بعد أن غلبت عليهم شقاوتهم وانساقوا بأنفسهم إلى حتفهم وهلاكهم مدفوعين بضلالهم إلى جهنم وبئس المصير. والثابت أن تلك الضربات التي تلقتها عناصر الإرهاب قصمت ظهر تنظيم القاعدة في اليمن¡ حيث أتت على أهم عناصره الخطرة¡ الأمر الذي يمكن معه القول أن خطر الإرهاب قد تراجع بعد هذه الضربات القاسية إلى أدنى مستوياته وأن من تبقى من عناصر هذا التنظيم يعيشون حالة انهيار كليø إن لم يكونوا قد دخلوا مرحلة الاحتضار¡ ولم يعد أمام هؤلاء المجرمين سواء من لاذ منهم بالفرار من مديرية لودر أو ممن يختبئون في بعض الكهوف والجحور كالفئران أية فرصة للحركة أو المغامرة للقيام بأي عمل إجرامي¡ خاصة وأن ملاحقتهم مستمرة¡ ولم يعد بوسعهم الإفلات من الأجهزة الأمنية التي تترصدهم وتلاحقهم وتجري وراءهم أينما فروا ولن يفلتوا منها آجلا◌ٍ أو عاجلا◌ٍ. وإزاء ذلك الدرس المؤلم فلا خيار أمام تلك العناصر الضالة سوى تسليم نفسها والإعلان عن توبتها وأوبتها والتسليم بأن دين الله هو دين الحق الذي لا يقبل الباطل وإزهاق دماء المسلمين واستباحة أرواحهم وممتلكاتهم وأمنهم وسلامتهم وسكينتهم العامة والإدراك أيضا بأن ثقافة العنف والقتل والتدمير هي سلوك تنبذه الشرائع السماوية وكل القوانين الناظمة لحياة الإنسان وعلاقة البشر بعضهم ببعض¡ وأن هذا الوطن الذي أرادوا به السوء هو وطن أبناء الفاتحين الذين حملوا راية الإسلام إلى أصقاع المعمورة وهم من ظلوا جيلا◌ٍ بعد جيل حماة لدينهم ولا يمكن أن يسمحوا أبدا◌ٍ لفكر ضال ومنحرف أن ينال من تلك المبادئ النقية التي بذرت في نفوسهم وغرست في وجدانهم وصاروا يحملونها في صدورهم كثوابت تتجسد فيها المعاني النبيلة للإسلام. كما أن على تلك العناصر الإجرامية والمنحرفة أن تعي بأن ما يحكمنا في هذا البلد ليس شريعة الغاب وإنما دولة ودستور وقانون وأنظمة ومؤسسات من أولى أولوياتها صيانة سيادة هذا البلد وحماية أمن واستقرار أبنائه ولجم كل من تسول له نفسه العبث بسكينته العامة. وسترتكب البقية الباقية من عناصر الإرهاب جناية جسيمة بحق نفسها إن لم تستفد من ذلك الدرس الذي جرت تفاصيله في مديرية لودر بمحافظة أبين حيث وأن مصيرها سيكون أشد من مصير من سبقها والحليم من يتعظ ويعلم علم اليقين أنه لا الإرهاب ولا المتعاونون مع عناصره المتطرفة ولا أولئك الذين احترفوا اللصوصية وأعمال القتل والتخريب والسلب والنهب بمقدورهم إشاعة الفوضى في هذا البلد واستباحة أمنه واستقراره والإضرار بمصالحه العليا¡ وقد تأكد للإرهابيين ومن تحالف معهم من الانفصاليين أن اليمن سيبقى عصيا◌ٍ على الإرهاب ومخططات التآمر وأن الجزاء سيكون حتما◌ٍ من جنس العمل وهاهم يحصدون نتيجة استهدافهم للمواطنين ورجال الأمن بأعمال الغدر والعدوان ويدفعون ثمن إجرامهم وعليهم تحمل تبعات أعمالهم القذرة حيث وأن أبناء المؤسسة الأمنية والعسكرية عازمون بكل إصرار على مواصلة ضرب أوكار الإرهاب كاستحقاق وطني وأخلاقي وديني¡ وتخطئ أيضا◌ٍ العناصر الانفصالية والتخريبية إذا ما اعتقدت أنها ستستقوي على الوطن بتحالفها مع قوى الإرهاب والتطرف¡ حيث وأنها إذا ما راهنت على ذلك لبلوغ أهدافها المشبوهة فإنها لن تجني سوى السراب. ومن الأجدى لهؤلاء الذين أعمى الله أبصارهم وبصائرهم أن يستوعبوا أنهم بتحالفهم مع عناصر الإرهاب إنما يضعون الطوق على رقابهم ويرسمون نهايتهم بأنفسهم. ومن لم يستفد من عظات وعبر الدرس الأخير الذي جرت شواهده في مديرية لودر بمحافظة أبين فهو كالأنعام إن لم يكن أضل خاصة وأن في ذلك الدرس دلالة حية على أن هذا الوطن مصان بإرادة شعبه التي هي من إرادة الله ومحمي بمؤسساته الوطنية وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية والأمنية التي برهن أبناؤها على الدوام أنهم من سكنت اليمن في قلوبهم وأنهم من ترسخت لديهم القناعة الصادقة أن الإيمان لا يكتمل إلا بحب الوطن والإيثار لا يكون إلا بالإيثار للوطن والتضحية لا تصبح تضحية إلا من أجل الوطن والمحافظة عليه من كل فعل آثم ومعتد◌ُ أثيم وأنه لا عزة إلاø◌ٍ بعزة الوطن ولا منعة إلا بمنعة الوطن ولا سلامة إلا بسلامة الوطن ولا كرامة إلا بكرامة الوطن وأن من يتنازل عن كرامته ووطنه فليس بإنسان ولا يحمل ذرة من الكرامة.