مواجهة الإرهاب مسؤولية وطنية !! 

تظهر تماما◌ٍ الدوافع التي جعلت بعض العقليات المتخشبة والمريضة والمأزومة التي أصابها الهذيان وحالة من الهستيريا عقب النجاحات الكبيرة والضربات الموجعة التي وجهها الأبطال من أبناء قواتنا المسلحة والأمن للعناصر الإرهابية المتطرفة التي كانت تتمترس في مديرية لودر بمحافظة أبين.
وليس ببعيد عنا تلك الأسباب التي دفعت بتلك العقليات الصدئة¡ التي يتسكع أصحابها على أرصفة بعض العواصم مترفين بالأموال الحرام والمدنسة¡ إلى ذلك الهيجان وإطلاق التصريحات البلهاء والتي بدوا فيها يدافعون عن عناصر الإرهاب ويسوقون المبررات البليدة للتغطية على الإرهاب وزبانيته.
إذ لم يكن من المفاجئ أن تطل علينا تلك العقليات التي شاخت بمثل ذلك الهذيان لكونها اعتادت استغلال كل حدث من أجل الإعلان عن نفسها والظهور في وسائل الإعلام للتذكير بنفسها بعد ان ل◌ْفظ◌ِتú من الذاكرة الوطنية نتيجة تاريخها المثخن بالسواد والفشل والأخطاء والخطايا وأعمال الغدر ناهيك عن تآمرها على الوطن واستهدافها لثوابته الوطنية واقترافها العديد من الجرائم والمذابح الجماعية والتصفيات والسحل التي راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب اليمني¡ وما تزال أيديها ملطخة بدماء ضحاياها.
لقد كان من المتوقع أن تنزعج مثل هذه العقليات الهرمة من النجاح الذي حققته الأجهزة الأمنية في ضرب أوكار الإرهاب لأن مثل هؤلاء الذين فاتهم الزمن هم من كانوا يراهنون على العناصر الإرهابية الإجرامية في زعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى في الوطن ظنا منهم أن ذلك سيفسح لهم المجال لتنفيذ اجندتهم المشبوهة.
وتحت هذا الوهم فقد سارعت تلك العقليات التي بدا عليها الخرف إلى جعل نفسها غطاء◌ٍ لتنظيم القاعدة خصوصا◌ٍ بعد أن شعرت بأن تلك العمليات الاستباقية التي نفذتها الأجهزة الأمنية بنجاح ضد أوكار الإرهاب كانت بمثابة ضربة قاصمة لها ولعناصر التطرف.
وبقدر فهمنا لحقيقة دوافع نعيق تلك العقليات المتآمرة ومن تستأجرهم في الداخل وتستخدمهم من المرتزقة¡ فإننا وفي ذات الوقت نستغرب جنوح بعض وسائل الإعلام الأمريكية والغربية إلى تضخيم وتهويل حجم عناصر «القاعدة» والخطر الذي تمثله على استقرار اليمن وأمنه ومصالح الدول الشقيقة والصديقة¡ خاصة وأن تلك التسريبات قد تزامنت مع العمليات الناجحة والضربات الاستباقية التي نفذتها الأجهزة الأمنية بكفاءة عالية والتي كان من نتائجها تلك الانهيارات الكبيرة التي تشهدها صفوف تنظيم «القاعدة» والتي من أبرز شواهدها استسلام عدد من قيادات وعناصر هذا التنظيم والقاء القبض على مجاميع أخرى منهم ومواصلة الملاحقات الأمنية للبقية الباقية من العناصر الإرهابية وتضييق الخناق عليهم .
والمؤكد أن مثل تلك التسريبات من جانب بعض الوسائل الإعلامية الأمريكية والغربية¡ إما أن تكون نابعة من جهل حقيقي للوضع في اليمن وقدرة مؤسسات دولته على الاضطلاع بمسؤولياتها في مواجهة الخطر الإرهابي¡ أو أن تلك التسريبات ناجمة عن حمى تنافس الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي كلتا الحالتين فإن ما ينبغي أن يفهم أن اليمن ليس أفغانستان أو الصومال بل هو دولة قوية ومتماسكة ومعركتها مع الإرهاب تنطلق من إرادة وطنية وقد كانت في مقدمة الدول التي انبرت لمكافحة الإرهاب¡ في وقت سبق أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولذلك فإن اليمن وإن كان اليوم شريكا◌ٍ مع المجتمع الدولي في مواجهة خطر الإرهاب فإنه يؤمن إيمانا◌ٍ راسخا◌ٍ بأن مواجهة هذه الآفة على أرضه ستظل مسؤولية أجهزته الأمنية ولا يمكن له أن يسمح بالمساس أو النيل من سيادته.
وكان الأحرى بأصحاب تلك التسريبات الإعلامية التعاطي مع الشأن اليمني من خلال حقائق الواقع¡ بعيدا◌ٍ عن ذلك التجديف والاعتراف بأن ما حققه اليمن من نجاحات على صعيد مكافحة الإرهاب يحسب له لا عليه¡ وأنه يستحق الدعم المعنوي والمادي السخي¡ خاصة وان هذا البلد هو من يدفع اليوم الثمن باهظا◌ٍ لإفرازات الصراع الدولي إبان حقبة «الحرب الباردة» وهو جدير بالتقدير كونه تحمل هذه الأعباء دون أن يشكو أو يتململ أو ي◌ْحمøöل الآخرين مسؤوليتها.
وطالما أن هذا البلد قد تحمøل مسؤولياته فمن المحال أن يقبل لنفسه بأن يتحول إلى أحجار شطرنج تحركها توجهات تتقاطع مع ثوابته وسيادته الوطنية.

قد يعجبك ايضا