إردوغان يوجّه بالعمل مع الأمريكان والناتو يحقق حول تعرض الفرقاطة الفرنسية
ليبيا العثور على 200 برميل متفجر في ترهونة لضرب طرابلس
طرابلس/ وكالات
أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية -أمس الجمعة- ضبط مخزن يحتوي على 200 برميل متفجر ومواد كيميائية في مدينة ترهونة، بينما أكدت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) أنها تمتلك دلائل على تحليق مقاتلتين روسيتين في ليبيا.
وذكرت عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق -عبر صفحتها على موقع فيسبوك- أن “ميليشيات حفتر الإرهابية الهاربة كانت تُخطط لاستخدامها في العدوان على طرابلس”.
وفي 5 يونيو الجاري أعلنت قوات حكومة الوفاق -المعترف بها دوليا- استعادة السيطرة على مدينة ترهونة بالكامل، عقب ساعات من اقتحامها من عدة محاور.
وجاء تحرير ترهونة عقب يوم واحد من إعلان قوات الوفاق السيطرة على العاصمة طرابلس بالكامل، مقرّ الحكومة المعترف بها دوليا.
وعثرت قوات حكومة الوفاق على عدة مقابر جماعية في ترهونة تضم رفات المئات من الضحايا، وطالبت طرابلس الأمم المتحدة بالتحقيق في “جرائم الحرب” تلك، وتقديم حفتر ومن معه للمحاكمة.
وكانت قوات حفتر – وبدعم من دول عربية وأوروبية – قد احتلت مناطق في طرابلس ضمن هجوم بدأته في 4 أبريل 2019م للسيطرة على العاصمة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين فضلا عن الدمار المادي الواسع.
من ناحية أخرى أكدت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) أن لديها براهين مصورة على تحليق مقاتلة روسية من قاعدة الجفرة وأخرى قرب مدينة سرت الليبية.
وقال الناطق باسم “أفريكوم” كريس كارنز إن هذه المقاتلات لم تكن في ليبيا، ومن الواضح أنها أتت من روسيا وليس من أي بلد آخر.
واعتبرت “أفريكوم” أن إدخال روسيا طائرات مقاتلة إلى ليبيا يغير طبيعة النزاع الحالي ويزيد من احتمالية تعرض الليبيين للخطر.
وأبرزت أن الطائرات الروسية في ليبيا يسيرّها مرتزقة عديمو الخبرة، لا يلتزمون بالقانون الدولي ولا يخضعون للقوانين والتقاليد المعمول بها في النزاعات المسلحة.
من جانب آخر أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وجّه تعليمات بالعمل المشترك مع الولايات المتحدة في ليبيا.
وقال أوغلو إن “واشنطن بدأت لعب دور أكثر فاعلية في ليبيا وتعاوننا سوياً سيسهم في استقرار المنطقة”، كما أضاف أن “هناك مقاربة إيجابية بين الرئيسين ترامب وإردوغان بخصوص ليبيا”.
وفي وقت سابق من اليوم، قال مصدر دبلوماسي لوكالة “سبوتنيك” إن “طائرات نقل عسكرية أمريكية تقوم برحلات من قاعدة رامشتاين في ألمانيا إلى طرابلس ومصراتة في ليبيا”.
وأضاف المصدر أن “هناك أسباباً للاعتقاد بأن الشحنات الأمريكية التي يتم نقلها إلى غرب ليبيا ذات طبيعة عسكرية”.
المصدر اعتبر أن “الولايات المتحدة تدفع أطراف النزاع في ليبيا لمواصلة المواجهة العنيفة لتأمين مصالحها، وتسعى إلى تقويض دور روسيا ونفوذها في العالم العربي”، مرجحاً أن “الولايات المتحدة تفكر في تعزيز وجودها العسكري بصورة دائمة في ليبيا”.
من جهة أخرى قرر حلف شمال الأطلسي فتح تحقيق بشأن الاتهامات التي وجهتها باريس إلى أنقرة لقيامها بسلوك “عدواني” ضد فرقاطة فرنسية في البحر المتوسط، خلال عملية تدقيق بموجب حظر تسليم الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، وحظيت فرنسا بدعم ثماني دول أعضاء في الحلف لفتح تحقيق في الحادثة.
أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إلى فتح تحقيق بشأن الحادثة التي نددت بها فرنسا مع سفن تركية خلال عملية تدقيق بموجب حظر تسليم الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.
وأشار ستولتنبرغ بعد اجتماع لوزراء دفاع دول الأطلسي إلى أن “عدة حلفاء تطرقوا خلال الاجتماع إلى الحادثة في المتوسط، لقد حرصنا على أن تحقق السلطات العسكرية لحلف الأطلسي في الحادثة بهدف توضيح كل ما يحصل”. مضيفا: “أعتقد أن الطريقة الأفضل، الآن، للقيام بذلك هو توضيح ما حصل فعلاً” وشدّد ستولتنبرغ على ضرورة احترام حظر الأمم المتحدة.
وشدد ستولتنبرغ على أن “حلف الأطلسي يدعم تطبيق قرار الأمم المتحدة القاضي بفرض حظر على تسليم الأسلحة إلى ليبيا، ندعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حلّ للنزاع”.
وكانت فرنسا قد نددت بسلوك “عدواني للغاية” من جانب تركيا، العضو في حلف الأطلسي، ضد فرقاطة فرنسية تقوم بمهمة للحلف في البحر المتوسط خلال محاولة التدقيق في سفينة شحن يُشتبه بنقلها أسلحة إلى ليبيا.
وأوضحت وزارة الجيوش الفرنسية أن السفينة الفرنسية تعرضت لثلاث ومضات لإشعاعات رادار من أحد الزوارق التركية التي تؤمن حماية سفينة الشحن.
يذكر أن وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي استنكرت سلوك تركيا مرتين خلال يومين من اجتماعات يعقدها وزراء دفاع دول الحلف. وأشارت إلى أنها حظيت بدعم ثماني دول لفتح التحقيق.
من جانبها نفت تركيا الخميس “ادعاءات باريس” القائلة بأن سفينة فرنسية تعرضت لمناورة “عدوانية” من جانب فرقاطات تركية في المتوسط معتبرا أنه “لا أساس لها”.
وقال مسؤول تركي كبير إنه “من الواضح أن هذه الاتهامات لا أساس لها” مؤكدا أن السفينة الفرنسية المعنية قامت “بمناورة سريعة وخطيرة”.