الولاء لأمريكا يتناقض مع حقيقة التوحيد

صمود اليمانيين صنع رجالاً عند مستوى التحدي

أنظمة الخليج تعمل على حماية ظهر الكيان الصهيوني

 

الثورة /

 

قال الله تعالى (وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)، وقال سبحانه (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) وقال جل وعلا (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
الشعب اليمني يشاهد بالبصر ويرى بالبصيرة تجليات العون والمدد والمعية الإلهية في معركته المصيرية التي يخوضها أمام تحالف دولي يمتلك أعتى العتاد وأكثر العدد والعدة، ويتحكم في الجو بطائراته التي سنشاهدها تسقط بإذن الله وتتوقف عن التحليق في أجواء يمننا الحبيب بقوة الله وتوفيقه، فلا عجز ولا إحباط ولا يأس مع الإيمان بالله تعالى فهو القائل للمؤمنين (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) والواعد لهم بالنصر وأن يكونوا هم الأعلون مادام الإيمان محبوبهم وأنيسهم وزادهم المعنوي، قال الله تعالى (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وقال سبحانه (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، فالإيمان الواعي هو سر الانتصار على تحالف العدوان طيلة الخمس سنوات وسيبقى كذلك مادام المجاهدون محافظين عليه ملتزمين به وعلى وعي بأهميته وفاعليته في تغيير المعادلات وصنع التحولات في ميدان المعركة العسكرية والحرب الناعمة التي تستهدف الإيمان والقيم وتسعى لحرف المؤمنين والمؤمنات عن طريق الاستقامة والإيمان والنبل والطهارة والعفاف والحياء إلى السقوط في مستنقع الرذائل والغرائز والشهوات المحرمة وتجاوز الخطوط الحمراء.
5 أعوام كاملة مرت منذ بدء العدوان والحصار على شعبنا اليمني براً وبحراً وجواً من قبل أمريكا وحلفائها الأعراب وغير الأعراب، فمن أعطى أمريكا وإسرائيل صك التولي ووقع معهما اتفاقية الولاء والشراكة وأبرم معهما عقد التحالف والتعاون على الإثم والعدوان وإسقاط القيم الإيمانية التي صنعت رجالاً كانوا ولا زالوا عند مستوى التحدي ولن يزيدهم استمرار العدوان إلا إيماناً بالله وقناعة بصوابية القضية والموقف وقداسة المشروع والهدف الذي يتحرك المجاهدون من أجل تحقيقه بدافع الاستجابة للنداء الإلهي المتمثل بالنفير في سبيل الله ونصرة المستضعفين المظلومين من أبناء شعبنا اليمني وحتى يكون المؤمنون هم الأعلون بعلو الإيمان والاعزاء بعزته أمام من يريدون لأمريكا أن تكون كلمتها في اليمن هي الفصل وقرارها هو المعمول به، ومصالحها هي المقدمة على كل المصالح، وأمنها القومي الأمريكي وتأمين ظهر الكيان الصهيوني من قبل اليمن وحماية الملاحة البحرية وتأمين مرور النفط إلى أمريكا وأوروبا عبر المحافظة على الأمن القومي الخليجي الذي يعتبر امتداداً للأمن القومي الأمريكي الصهيوني وجزءاً لا يتجزأ منه وعن مثل هذه العلاقات الحميمية والتحالفات التاريخية والاستراتيجية بعيدة المدى تكلم القرآن حيث قال الله تعالى (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ * لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ).
إن المحميات والمشيخات الخليجية هي الحليف والصديق والشريك الوفي لأمريكا وبريطانيا والساهر أو الحارس الأمين على مصالح اليهود والنصارى وليس على مصالح الشعوب الإسلامية، فنجد هذه المشيخات تدور معهم حيثما داروا وتخرج معهم إينما خرجوا وتقاتل معهم في جبهة واحدة كما هو الحال في اليمن وغيرها، وأمام هذا الواقع المخزي والمذل نتذكر بعد ودلالة النص القرآني السابق ونستضيء بنوره لمواجهة النفاق الصريح وتعريته، إن الآية السابقة تنطبق على منافقي اليوم نصاً ومضموناً كما انطبقت على منافقي الأمس من المحسوبين على الإسلام وممن كانوا يصلّون خلف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويصومون ويتمظهرون بالانتماء للإسلام والولاء للمسلمين إلا أن القرآن الإلهي والدستور الرباني كشف زيف انتمائهم ووصف حالتهم النفاقية ووثق قولهم القبيح والشنيع في القرآن وكشف عن النفسية النفاقية الخبيثة التي جعلتهم إلى الأعداء من أهل الكتاب “اليهود والنصارى” أقرب وأكثر ولاء ومودة وحميمية إلى المستوى الذي عبَّر عنه ووصف تلك العلاقات النفاقية بالعلاقات الأخوية بين أناس أو أنظمة أو مشيخات محسوبة على الإسلام وبين أناس ودول وأئمة كفر هم أعداء للإسلام وهذا ما يستوجب من كل المؤمنين والمؤمنات الحذر من عناوين المنافقين وكشف مظاهرهم النفاقية وتحركاتهم الافسادية، فالنفاق داء العصر يوصل أصحابه إلى مستنقع التولي الصريح لرأس الكفر أمريكا والمحبة لها كحب الله بل صارت المحبة لها أشد من المحبة لله تعالى بدليل مسارعتهم إليها وحرصهم على مودتها وطلبهم للعزة والنصر من قبلها وتلبيتهم لندائها حين تنادي حلفاءها وشركاءها وأصدقاءها في السعودية والإمارات ومصر وقطر والأردن والمغرب وباكستان أو ما يسمى بدول الناتو السني ودول التحالف الإسلامي التي تتعامل مع أمريكا كحليف استراتيجي وصديق تاريخي وتراها قوة عظمى ودولة كبرى وتحسب لها ألف حساب وتتعامل معها كند لله تعالى في قوته وعزته وهيمنته وعظمته مع الأسف ومثل هذا الانحراف والانحدار عبَّر عنه المولى سبحانه وتعالى بقوله (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ*إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ*وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)، التولي لأمريكا يتناقض مع حقيقة التوحيد، من يؤمن بقوة أمريكا ويتعامل معها كقوة عظمى ودولة كبرى فهذه القناعة النفاقية والنظرة اللا واقعية لها أثرها الخطير وبعدها السلبي على التوحيد والإيمان وعلى نفسية أصحابها وعقلية المتبنين لها والمقتنعين بها من الأنظمة الحاكمة أو الشعوب المسلمة التي تصلي وتصوم وتحج وتذكر الله وتؤمن نظرياً بالله وتردد كثيراً أسماءه الحسنى، هذه الأسماء العظيمة التي تعزز في نفوس المؤمنين الثقة المطلقة بالله وتجعل ما دون الله القوي ضعيفاً وما دون الله العزيز ذليلاً وما دون الله العظيم حقيراً وما دون الله الغني فقيراً، وما دون الله الغالب مغلوباً، قال الله تعالى (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وقال سبحانه (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) وقال جل جلاله (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، فمن الأهمية بمكان تنمية الإيمان وربط الشعب اليمني بهويته الإيمانية وتربية أبنائه عليها حتى يتبوأوا الإيمان كما تبوأه أجدادهم الأنصار ليكونوا أهلاً للنصر، قال الله تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
تنمية الإيمان يسهم في محاصرة النفاق
إن تنمية الإيمان في واقع الحياة وتعزيزه في النفس والوجدان كفيل بتحصين الجبهة الداخلية من النفاق والارتزاق وستسهم التوعية بعظمة الإيمان وأثره في محاصرة المشروع النفاقي والتضييق على أدواته التي تستقطب كثيراً من الجهلة وضعاف الإيمان تحت عناوين وشعارات براقة ظاهرها إيمان وباطنها نفاق، فحملة المشروع الإيماني اليماني في سباق مع حملة المشروع النفاقي النجدي، فإما أن يكون السبق لأهل الإيمان أو لقرن الشيطان وحزبه قال تعالى (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) وقال عن حزب المؤمنين (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
يجب على المؤمنين أن يكونوا أكثر سعياً وأكثر نشاطاً واجتهاداً في توسيع دائرة الإيمان، فكلما توسعت دائرة الإيمان كلما ضاقت دائرة النفاق والعكس صحيح.
لا بد أن يكون التحرك لتنمية هذا الإيمان وغرس قيمه وتعزيزها تحركاً واعياً ومدروساً ومنظماً ووفق منهجية تربوية وأسس دينية ونقطة الوصل وحلقة التواصل لإيصال القيم الإيمانية بجاذبية أن تكون عبر شخصيات صادقة يقتدى بها أو رجال نبهين ونزيهين يصلون إلى قلوب الناس ويملكون مشاعرهم ويؤثرون فيهم بالقول السديد والتعامل الرشيد والكلمة الطيبة والعرض الجذاب والراقي لمحكمات وتعليمات القرآن لاسيما في ما يتعلق بالصراع مع اليهود والنصارى ومن تولاهم من المنافقين وبهذا ستصلح كثيراً من الأعمال وتصحح كثيراً من الاختلالات ونكون أقرب إلى الفوز والسداد والرشاد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
إن التحرك لتعزيز قيم الإيمان سيسهم في محاصرة النفاق وكشف المنافقين وسيشكل التحرك الإيماني الواعي ثورة على مشروع النفاق والعمالة والارتزاق لأن آيات الإيمان تحرج المنافقين وتؤنبهم وتصدمهم صدمات إيجابية تجعلهم أمام خيارين، إما المراجعة والتصحيح وإما الانكشاف والفضيحة والخزي والسقوط في مستنقع الخيانة كما قال الله تعالى(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ* وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ*وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ).

قد يعجبك ايضا