دولة شيطانية ذات عقلية استعمارية وتدميرية

تاريخ مليئ بالحروب وجرائم القتل والإبادة وصناعة الإرهاب

 

 

الثورة /
منذ نشأة أمريكا وتاريخها ثري بأسماء الحروب، ورؤساؤها مهووسون بقيادة هذه الحروب، وبالنظر في جميع صفحات تاريخ الأمريكيين لا تجد غير الغزو والسطو والتدخل والعدوان، وكانت بداية حروبها داخليا والتي بدأت مع انتخاب أول رئيس لها، وهو جورج واشنطن في عام 1789م والتي شنتها على أرض كانت تضم السكان الأصليين من الهنود الحمر والوافدين إليها من أوروبا الذين ما إن وطأت أقدامهم ثرى أمريكا، وطابت لهم الإقامة فيها حتى أطلقوا حربًا شرسة؛ لاقتلاع الهنود من جذورهم وإقامة دولتهم التي حضنت كل الوافدين إلى الأرض الجديدة، لتعكس العقلية الاستعمارية التي انتهجها ساسة وقادة هذه الدولة التي قامت نواتها الأولى على قهر أصحاب الأرض الشرعيين وقتلهم.
حروب عالمية شيطانية
وبعد خوض أمريكا العديد من الحروب الداخلية وارتكابها أبشع جرائم الإبادة والقتل والتهجير اتجهت العقلية السياسية الدموية الأمريكية لشن الحروب الخارجية لنجد اسم هذه الدولة الشيطانية مذكورًا في أكبر الحروب العالمية التي شهدتها الأرض وهما الحربان العالميتان، سواءً تلك التي اندلعت في عام 1914م، والتي بلغت تكلفتها في الخزانة الأمريكية نحو 334 مليار دولار، أو الحرب العالمية الثانية التي كلفت الخزينة الأمريكية ما يزيد عن أربعة تريليونات دولار، وقتل في صفوفها 400 ألف جندي أمريكي والتي انطلقت بمشاركة الأمريكيين سنة 1941م، بعد قصف اليابان ميناء بيرل هاربر الحربي، وكلتا الحربين كبدتا البشر الملايين من القتلى والدمار والفساد في الأرض.
إبادة الشعوب
كما أن التاريخ سجل أن أمريكا هي أول من قصف المدن المأهولة بلا أدنى مبالاة، بأطغى وأشد سلاح عرفته البشرية، “القنبلة النووية”، ففي السادس من أغسطس عام 1945م شهدت مدينة هيروشيما اليابانية نهاية مأساوية بشعة، لم يسبق لها نظير في تاريخهم ولا في تاريخ الأرض، وذلك عندما ألقى الأمريكيون على رؤوس سكانها وبدم بارد قنبلة نووية مخصبة باليورنيوم أطلق عليها استخفافًا اسم “الطفل الصغير”، بلغت قوتها التدميرية 12.500 طن من مادة “تي إن تي” شديدة الانفجار، فكانت النتيجة أن قتل أكثر من 70 ألف إنسان فورًا، في حين تشير آخر إحصائية رسمية لكارثة هيروشيما إلى أن عدد القتلى تجاوز 242 ألف إنسان، ثم بعد ثلاثة أيام فقط من تدمير هيروشيما كررت أمريكا فعلها الشيطاني في مدينة ناجازاكي اليابانية، وهذه المرة بقنبلة نووية أخرى بلغت قوتها التدميرية 22 ألف طن من مادة “تي إن تي” قتلت بدم بارد ما يزيد على 70 ألف إنسان، والأكثر فظاعة هو احتفال الأمريكيين بهذا الإنجاز واعتباره دليل قوة وعلو في الأرض، بل ويبررونه بـ”ضرورة” لأجل حياة أمريكا!.
حرب فيتنام
ولا يخلو سجل التاريخ الدموي الأمريكي من حرب كانت دليلًا على المرض الجيني “الولع بالحروب البربرية” عند الأمريكيين، إنها حرب فيتنام سنة 1955م، وهناك صال وجال وارتكب الجيش الأمريكي أبشع الجرائم ضد الإنسانية، وضد كل ما فيه حياة، بل وحتى الجماد! ورغم حجم الدمار والوحشية والعدوان خسرت أمريكا الحرب في عام 1975م وسجل التاريخ إحدى أظلم صفحاتها، لقد سفك الأمريكيون دماء مليوني فيتنامي، وجرحوا قرابة الثلاثة ملايين، وتشرد أكثر من 12 مليون لاجئ، في المقابل خسر الأمريكيون 58 ألف جندي، وأكثر من 15 ألف جريح ومئات الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم لاحقًا، وبلغت تكلفتها نحو 738 مليار دولار، ولقد كانت حرب فيتنام إحدى أهم الحروب التي خاضتها أمريكا وأكثرها خسائر، وتعد دليلًا آخر على بربرية أمريكا.
الحرب الصليبة على الإسلام
ولا ينسى التاريخ أيضا الحرب التي أطلقها الرئيس بوش المعتوه، وهي الحرب التي وصفها بالصليبية، وافتعل لها اسم “الحرب ضد الإرهاب”، فكانت حربًا مفتوحة لا حدود لها ولا تعريفًا منصفًا يصفها، ولا عدد محددًا لأسلحتها، إلا كونها حرباً ضد الإسلام والمسلمين باسم الصليب، ولم تكن الحرب على الإرهاب حربًا واحدة كما ادعت دولة الإرهاب ومنبعه، فقد كانت الحرب على أفغانستان في 2001م، ثم الحرب على العراق في 2003م بدعوى امتلاك الرئيس العراقي صدام حسين أسلحة دمار شامل، وهي الأكذوبة الكبرى في تاريخ رئاسة بوش الابن، وقتل مليوناً ونصف المليون طفل عراقي، فضلًا عن فظائع اليورانيوم والأسلحة المحرمة دوليًا –كما زعموا- التي دمرت العراقيين وأرضهم، وها هي الحرب ما تزال مشتعلة في أفغانستان والصومال بمواجهة محتدمة ساخنة مع القوات الأمريكية ومرتزقتها ووكلائها حتى اللحظة، ولا زالت إلى يومنا هذا حربًا عشوائية تضرب في كل اتجاه بعشوائية واضطراب، سرًا وجهرًا، استخباراتيًا وعسكريًا، إعلاميًا وسياسيًا، تعددت أوجهها ولكن الهدف واحد، إنها حرب على الإسلام.
وحول الحرب الأمريكية على أفغانستان نشرت صحيفة “واشنطن بوست” في عددها الصادر في 9ديسمبر2019م تقريرا بعنوان “البنتاغون والبيت الأبيض يزيفان واقع الحرب الافغانية لعقدين من الزمن “مستندا إلى “مخزون هائل من الوثائق العسكرية حصلت عليها الصحيفة” سمتها “أوراق أفغانية” أشار إليها مركز الدراسات العربية –الأمريكية في واشنطن في نشرته الدورية الصادرة في24يناير2020م، حيث سرَّب هذه الوثائق “دانييل السيبرغ” الموظف في البنتاغون في يونيو1967م لصحيفة ”نيويورك تايمز”، وكشف التقرير الصحفي تواطؤ القيادات العسكرية العليا بالضغط على “القادة الميدانيين لكتابة تقارير تركز على نجاح الغزو ، وتقليل عدد القتلى الأمريكيين ، وزيادة أعداد قتلى طالبان”، كما أوضح موقع “T.B.R” الاخباري- وهو موقع يتابع أعداد القتلى، والجرحى من الجنود الأمريكيين في العراق من خلال مقالة له يعمل على نشرها ، وتحديثها بشكل دوري ، وتكون بارزة بشكل لافت للنظر في الموقع – أن عدد القتلى من الجنود الأمريكيين فاق15.000 الف جندي أمريكي بنهاية يوم23يناير2006م.

قد يعجبك ايضا