قرصنة واحتجاز السفن النفطية والغذائية من قبل دول تحالف العدوان .. جريمة إنسانية بحق اليمنيين يجب أن تحرك العالم لرفعه في ظل الوضع الطارئ وانتشار جائحة كورونا

 

وباء العدوان والحصار من أسوء أنواع الأوبئة وأشدها خطورة وفتكاً 

تواجه معظم القطاعات الخدمية في المحافظات اليمنية منذ شن العدوان على بلادنا منتصف مارس 2015م ضعفا عاما في شتى المجالات سواء الصحية أو الاقتصادية أو البيئية إضافة إلى عجز كبير في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين نتيجة الحصار ونقص الأدوية بنسبة عجز تصل إلى أكثر من 90% بحسب المسح الذي أجرته وزارة الصحة للمستشفيات والمراكز والوحدات الصحية في اليمن نهاية العام 2018م.

الثورة /
أحمد كنفاني

ويعاني أكثر من 24 مليون يمني أوضاعا اقتصادية وإنسانية متردية للغاية، بسبب العدوان الغاشم لقوى تحالف العدوان السعودي الأمريكي الغاشم الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق منذ ست سنوات ناهيك عن الحصار المستمر على الموانئ والمطارات، ومع الإعلان عن ظهور الفيروس بصنعاء وعدد من المحافظات انتابت حالة من قلق السكان، وتداول المواطنون تساؤلات مخيفة حول قدرة القطاع الصحي على التعامل مع هذا الوباء الخطير الذي فشلت كبرى الدول في السيطرة عليه واحتوائه، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية القاسية والصعبة التي يعيشها السكان بفعل  العدوان والحصار الخانقين.
ونظرا لكفاءة القائمين على القطاع الصحي في صنعاء وما أعلنته وزارة الصحة  من حالة استنفار قصوى وانتشال الخوف من انتشار فيروس كورونا في محيطه مع ما يعنيه ذلك من كارثة بسبب استنزاف سنوات العدوان والحصار التي فرضها العدو السعودي الأمريكي من ضعف في الإمكانات والتجهيزات.
وبرغم محدودية الإصابة بالفيروس وقبل وصوله وانتشاره إلا إنها اتخذت خطوات احترازية وجهزت وأنشأت مراكز عزل وحجر بالتعاون مع مبادرات مجتمعية لاستقبال الحالات المصابة وأخرى لحجر العائدين من الخارج التي عمدت مملكة الشيطان وغيرها لإدخالهم بشتى الطرق والوسائل لإرباك القائمين على الوزارة والعاملين في الميدان.
إذ مع انتشار الفيروس في عدد من المحافظات وإعلان حالة الطوارئ لمواجهته لا تزال الحياة تسير بشكل شبه طبيعي في المدن اليمنية وتعليق الدراسة على الرغم من الحصار المفروض من العدو السعودي الأمريكي ساهم في تأخير وصول الفيروس إلى المحافظات اليمنية وإجراءات العزل التي فرضتها وزارة الصحة والسلطات المحلية على العائدين من الخارج وقرارها إغلاق المنافذ المرتبطة بعدد من المناطق حتى إشعار آخر برز مسلسل احتجاز السفن النفطية والغذائية من قبل العدوان على المشهد اليمني من جديد في محاولة من قوى العدوان لتوسيع رقع الإصابة بالفيروس وتفشيه بين المواطنين.
التعسف الإجرامي
ووصف القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم منع تحالف العدوان للسفن النفطية من الوصول إلى موانئ الحديدة بجريمة حرب لا يمكن السكوت عنها مستنكرا الصمت الأممي إزائها.
وقال قحيم لـ»الثورة»أن منع تحالف العدوان السعودي الأمريكي لـ15سفينة مشتقات نفطية منذ أكثر من 78 يوماً رُغم استكمالها لإجراءات آلية التحقق والتفتيش في جيبوتي وحصولها على التصاريح الأممية للدخول إلى ميناء الحديدة يعد عقاب جماعي وجريمة حرب يصمت عنها المجتمع الدولي والمبعوث الأممي وفريق إعادة الانتشار.
وأكد أن استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية يتنافى كلياً مع اتفاق ستوكهولم بالسويد، فيما يخص الالتزام بتسهيل حركة المدنيين والبضائع من وإلى مدينة الحديدة وموانئها ومع الخطوات العملية التي قدمها الطرف الوطني من إعادة الانتشار في موانئ الحديدة لما يترتب على استمرار تلك الإجراءات من أزمات واختناقات تموينية حادة في المشتقات النفطية وانعكاساتها السلبية على كافة مناحي الحياة.
وأشار إلى أن ما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم يومية والتشدد في تجويع الشعب اليمني ومحاصرته في الغذاء والدواء والمشتقات النفطية من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي في ظل مواجهة انتشار جائحة كورونا المستجد «كوفيد-19» يعد مؤشرا خطيرا يبين درجة تصعيد العدوان الراهن وعدم خنوعه للسلام وخطورة التداعيات المُحتملة في حال استمرت قرصنة دول العدوان بهذه الهمجية لما لذلك التعسف الإجرامي من آثار كارثية على المستوى الإنساني وتأمين احتياجات القطاعات الخدمية من المشتقات النفطية وعلى رأسها قطاعات الصحة والنظافة والمياه.
وحذر قحيم من توقف محطات التوليد الكهربائية عن التشغيل والذي بدوره سيؤثر على حياة المواطنين في ظل ارتفاع درجة حرارة الصيف ناهيك عن الإجراءات الاحترازية المنفذة لمواجهة الفيروس بالمحافظة وعلى الوضع الصحي وباقي المرافق والخدمات التي تعتمد على المشتقات النفطية.
صعوبة الظروف الحياتية
من جانبه أكد مدير عام شركة النفط اليمنية أن المحافظات اليمنية تعيش ظروفا حياتية صعبة نتيجة استمرار الحصار المفروض على بلادنا منذ 6 سنوات من قبل العدو السعودي الأمريكي، فالحديدة تعاني من أوضاع كارثية ناهيك عن الخروقات المتواصلة لقوى العدوان ومرتزقته فيها وهذه الجائحة التي تجتاح العالم زادت من صعوبة الظروف الحياتية والمعيشية في الحديدة وظهور حالات مصابة جاءت عبر القادمين من المنافذ البرية وبعض المخالطين للمرضى، وهذا يتطلب من العالم والمجتمع الدولي التدخل الجاد للضغط ورفع الحصار بالكامل عن موانئ الحديدة والسماح بدخول السفن النفطية والغذائية.
خطورة استمرار الحصار
من جهته أوضح مدير عام مكتب الصحة الدكتور خالد عبدالكريم المداني لـ»الثورة» أن الحديدة لا تستطيع أن تتحمل تفشي فيروس كورونا وهي المتضررة الأكبر جراء استمرار العدوان والتصعيد والحصار فهناك نقص حاد في المعدات والمستلزمات الطبية والأدوية وهذا قبل أزمة كورونا، فكيف الآن مع ظهور حالات مرضية فيها، لذلك يجب على العالم أن يتحرك بسرعة لرفع هذا الحصار ويجب عليهم الضغط على هذا الاحتلال لإنهاء هذا الحصار الجائر والمسارعة بإدخال سفن المشتقات وعلى المنظمات الدولية تسيير قوافل طبية وسريعة لإنقاذ الوضع في الحديدة.
وقال المداني إن الوباء جاء للتحذير من خطورة استمرار الحصار على اليمن.
وبين  أنه رغم انتشار هذه الجائحة في جميع دول العالم إلا أن الحديدة قامت بأخذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا الفيروس رغم قلة الإمكانيات الطبية والدوائية ونقص المعدات جراء هذا الحصار وتردي الأوضاع الاقتصادية والصحية وهذه الحالة التي تعيشها الحديدة كانت توصف بالصعبة والكارثية قبل هذه الأزمة وكانت هناك مطالبات برفع الحصار، فما بالك اليوم مع تفشي هذه الجائحة  في جميع أنحاء العالم وزيادة الأوضاع سوءا.
ولفت إلى أن المجتمع الدولي مطالب برفع جميع أشكال الحصار المفروض على بلادنا سواء الاقتصادي أو السياسي أو الصحي، لأننا في وضع عالمي طارئ، وحياة الإنسان مقدمة على كل شيء، واستمرار الحصار بهذا الشكل يمثل جريمة بشعة بحق الإنسانية.
وطالب بسرعة توفير الأجهزة الطبية والمعدات اللازمة مثل أجهزة  التنفس الصناعي وأجهزة الفحص الخاصة بفيروس كورونا وتوريدها لقطاع الصحة فورا، وأيضا إغاثة اليمنيين اقتصاديا وبيئيا؛ لكون الوضع يزداد سوءا وتدهورا يوما بعد يوم.
الوضع الاستثنائي
بدوره قال رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد الأهدل إن العالم أجمع يعيش ظرفا استثنائيا بسبب تفشي هذا الوباء والذي فرض أوضاعا جديدة لم يعتدها العالم من قبل.
وأوضح لـ»الثورة» أن جائحة كورونا تهدد اليمنيين أكثر من أي مكان آخر بسبب الظروف الاستثنائية واستمرار الحصار على المنافذ البرية والجوية والبحرية من قبل العدوان منذ 6 سنوات ومنع توريد الكثير من المعدات والأجهزة والأدوية ومنع إدخالها لليمن ناهيك عن جرم احتجاز السفن النفطية التي تزيد يوما عن يوم الطين بلة.
وأضاف الأهدل أن الحصار بحد ذاته وباء وجاء لتأكيد أن هناك وباء موجودا قبل وجود فيروس كورونا، فالوباء على المستوى القيمي والأخلاقي والإنساني من أسوء أنواع الأوبئة وهو وباء الحصار والعدوان فالأوضاع قبل كورونا لم تكن طبيعية بالمطلق وازدادت سوءاً مع العدوان والحصار.
ولفت أن من أبشع صور الانتهاكات التي تمارس بحق الإنسانية هي استمرار العدوان والحصار على اليمنيين.
الرفض الكامل للحصار
وأشار مدير مكتب الإعلام بالمحافظة عادل مكي  إلى إنه يجب أن نستغل كل منصات التواصل الاجتماعي وكل أحرار العالم لإعلاء الصوت والرفض الكامل لاستمرار هذا الحصار غير المبرر على السفن النفطية والغذائية ورفعه فورا وبدون مقدمات، لأن الواجب القيمي والأخلاقي مقدم على كل شيء ونظهر وحشية هذا العدوان الذي يرضى باستمرار هذا الوضع الكارثي واللاإنساني ضد أبناء اليمن .. مؤكدا ضرورة إيصال الرسالة إلى كل دول العالم والجهات الحقوقية والإنسانية حتى يتم رفع الحصار وإنهاء معاناة المواطنين فورا دون قيود.

قد يعجبك ايضا