فرع اتحاد نساء اليمن بالمحويت يعزِّز صمود المرأة النازحة والفقيرة
مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة يتضمن عدداً من البرامج التأهيلية لمساعدة المرأة على مواجهة التحديات
ألف حقيبة صحية للنساء النازحات
تأهيل وتدريب 600 نازحة فقيرة في المحويت لتجاوز الظروف الصعبة
160 امرأة يحصلن على مكائن خياطة و36 حصلن على أدوات صناعة البخور
تمكن فرع اتحاد نساء اليمن بمحافظة المحويت خلال العام الماضي والربع الأول من العام الجاري من تعزيز صمود المرأة النازحة والفقيرة لمواجهة أعباء المرحلة الصعبة التي تمر بها النساء والفتيات في ظل استمرار العدوان والحصار.
وأسهم فرع الاتحاد بمصفوفة أنشطته الإنسانية في تلمس احتياجات شريحة المرأة النازحة والأشد فقرا وتبني تأهيلها لخوض معركة العمل والمواجهة بحثا عن فرص عمل تسد من احتياجات أسرهن في ظل ما يشهده الوطن من تداعيات قاسية.
وبحسب مؤشرات إحصائيات مصفوفة التدخلات الإنسانية والإسهامات المتنوعة لإغاثة الأسر المتضررة ، فقد سجل فرع الاتحاد حضوراً فاعلاً من خلال مشروع تمكين المرأة محققا نموا في خطته الاستراتيجية الإنسانية بنسبة 100 % في نطاق تحقيق أهدافه الإنسانية والطوعية المرجوة عبر مجمل الأعمال التي نفذها خلال عام 2019م.
«الثورة» رصدت في هذا التقرير الصحفي النجاحات التي حققها فرع اتحاد نساء اليمن في المحويت ومؤشرات الأداء الإنساني لخدمة ومناصرة احتياجات المرأة والرؤوی والتوجهات لدلالات تدريب النازحات والمتضررات والمخرجات الشاملة لحصاد تنمية المرأة بالمحافظة:
الثورة / جميل القشم
اجتازت أكثر من 600 نازحة ومتضررة في محافظة المحويت خلال العام الماضي الظروف المعيشية الصعبة بالاتجاه نحو التأهيل والتدريب بحثاً عن فرص عمل إنتاجية لمواجهة تداعيات العدوان والحصار.
والتحقت النازحات من مختلف المديريات بدورات في مجالات الخياطة والتطريز وصناعة البخور والعطور وأشغال التريكو وعمل الإكسسوارات والتدبير المنزلي بالإضافة إلى دورات في اللغة الإنجليزية والصحة المجتمعية تبناها فرع اتحاد نساء اليمن بالمحافظة عبر مشروع سبل العيش والتمكين الاقتصادي الذي يموله صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وحصلت 160 امرأة من إجمالي النازحات على مكائن خياطة ،كما حصلت 36 متدربة على أدوات لصناعة البخور والعطور والتريكو والإكسسوارات والأشغال اليدوية بعد تفوقهن في الدورات، ضمن مشروع التدريب والتأهيل.
ونجحت أكثر من 400 امرأة وفتاة في دورات المهارات الحياتية والصحة المجتمعية والإسعافات الأولية واللغة الإنجليزية والحاسوب على مدى ثلاثة أشهر في إطار أنشطة المساحة الآمنة للنساء والفتاة لتمكينهن من ممارسة أعمال مجتمعية تسهم في تحسين الوضع المعيشي لأسرهن وتعينهن على مواجهة أعباء ومتطلبات الحياة.
وضمن أنشطة تأهيل المرأة لخوض سبل العيش ومواجهة التحديات، تم تنظيم معارض وبازارات احتوت على معروضات من الملابس والبخور والعطور والأشغال اليدوية للترويج لمنتجات النازحات والأسر الفقيرة ومساعدتهن على إطلاق مشاريعهن الذاتية لإعالة أسرهن.
طوق النجاة
تعيش المرأة في المحويت أوضاعاً اقتصادية صعبة خاصة مع فقدان رب الأسرة وعائلها الوحيد، جراء العدوان الذي تسبب في استشهاد الآلاف من أبناء اليمن، وتعمده زيادة معاناة اليمنيين بنقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وتوقف المرتبات.
وشكلت الظروف الصعبة وآثار النزوح دافعاً قوياً للأسر الفقيرة والمتضررة على تجاوزها من خلال البحث عن فرص عمل تسهم في تلبية احتياجاتها وتحسين أوضاعها المعيشية وتعيد لها الأمل في العيش بكرامة بعيداً عن العوز.
وفي ظل تقصير بعض المنظمات الداعمة وغياب المبادرات المجتمعية في مساعدة الأسر النازحة والمحتاجة والأشد فقرا، أصرت النساء المتضررات على الانخراط ضمن أنشطة تدريبية في مجالات حرفية متنوعة تنمي مهاراتهن وتطور قدراتهن وتمكنهن من إنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة تعود عليهن بالنفع.
مبادرات طوعية
رئيسة فرع اتحاد نساء اليمن بالمحافظة ابتسام الصنعاني، أوضحت أن الاتحاد أسهم خلال العام 2019م في تأهيل وتدريب النازحات والمتضررات بينهن عدد من أسر الشهداء والجرحی .. مؤكدة أهمية تضافر الجهود لتبني دعم مشاريع إنتاجية للأسر الفقيرة في المناطق النائية بمديريات المحافظة.
وأشارت إلى توسع أنشطة الاتحاد التي تستهدف المجتمع ومناصرة قضايا المرأة بمديريات المحافظة، مؤكدة الحرص على مواصلة الأنشطة التدريبية في المجالات التي تساعد المرأة على الإنتاج وإكسابها مهارات الأشغال والحرف اليدوية.
ودعت الصنعاني إلى دعم أنشطة الاتحاد من أجل تنفيذ مشاريع اقتصادية تسهم في تسويق منتجات النساء وفتح صالات تدريبية واسعة تستوعب أكبر عدد من المتدربات للإسهام في تأهيلهن وتمكينهن اقتصادياً.
وذكرت أن الاتحاد ينفذ كل ثلاثة أشهر برنامجاً تدريبياً لتأهيل دفعة من المستفيدات في إطار مشروع تمكين المرأة، مؤكدة على ضرورة تفاعل المجتمع والجهات ذات العلاقة في إيجاد فرص عمل للمرأة وتمكينها من الدخول في سوق العمل.
وفي السياق ذاته أعربت أمين عام الاتحاد الهام النزيلي عن الأسف لغياب دور التجار ورجال الأعمال في الاستثمار بمشاريع تخدم متطلبات النساء المتضررات وإيجاد فرص عمل ومصادر دخل لهن ، لافتة إلى الصعوبات التي تواجه الاتحاد خاصة في المناطق والمديريات البعيدة عن مركز المحافظة.
خارطة آمال
وبين مخاوف وتفاؤل المستفيدات تمتد خارطة آمال النساء المستهدفات إلى استثمار قدراتهن في الحصول على مصدر دخل دائم يساعدهن في تحسين المستوى المعيشي لأسرهن وتأمين متطلبات الحياة، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي الذي يحد من تسويق منتجاتهن.
النازحة رقية خضري أكدت عزمها على مواجهة التحديات الاقتصادية وخوض مجالات التنافس من خلال تسويق نماذج جديدة من الملابس لتحصل على عائد مالي يساعدها في تأسيس مشروع صغير لإعالة أسرتها والاعتماد على نفسها.
فيما أشارت النازحة خولة شروان إلى احتياجات المستفيدات من أنشطة المساحة الآمنة والتمكين الاقتصادي، والتي تتطلب تعاوناً رسمياً ومجتمعياً لتشجيعهن على الإنتاج والعمل والترويج لمشاريعهن واستيعاب الكفاءات منهن في سوق العمل.
وفي حين أكدت النازحة مريم الحسني حاجتها لفرصة عمل لتطبيق ما تلقته من تدريب وتأهيل في إنتاج وصناعة البخور، عبرت المستفيدة المقيمة سوسن الشرفي عن تفاؤلها لتجاوز التحديات من خلال إتقان الأشغال اليدوية والتريكو وصناعة الإكسسوار وأن تحظى بطلب في السوق المحلي.
تطلعات رسمية
يشكل مشروع سبل العيش وتمكين المرأة اقتصاديا أولى بوادر الاهتمام بشريحة معينة في مجتمع النساء للتخفيف من آثار الأزمة الراهنة، وسط تطلعات بأن تسهم المنظمات بدور فاعل في تغطية مساحة أوسع من احتياجات الأسر التي تعيش تحت خط الفقر، ودعم تأهيل المرأة والفتاة في مجالات اقتصادية متنوعة تمكنها من الاندماج ضمن سوق العمل.
وأكد أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة الدكتور علي الزيكم غياب دور المنظمات وعدم وجود مشاريع متخصصة تغطي مجالات احتياجات المرأة على النحو المطلوب.
ونوه بأنشطة فرع اتحاد نساء اليمن وتواجده في ميدان عمل المرأة منذ وقت مبكر رغم افتقاره للدعم واحتياجه للتوسع في تنفيذ مشاريع جديدة لتحقيق نجاحات تخدم المرأة والمجتمع.
بدوره أشار مدير مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بالمحافظة الدكتور عبدالملك مزارق إلى ما تعانيه المرأة في المحويت من أوضاع مادية صعبة خصوصاً الأسر التي فقدت عائلها، مؤكداً ضرورة دعم مشاريع إضافية وتمويل برامج مختلفة لتأهيل وتدريب المرأة والوصول إلى كافة المتضررات بمديريات المحافظة.
ونوه بما تحقق خلال العام الماضي ضمن خطة دعم المرأة بمنح المستفيدات أنشطة تدريبية في مجالات التمكين الاقتصادي وحصولهن على شهادات رسمية معتمدة وإقامة دورات مرخصة بما يكفل استيعاب مخرجات الاتحاد في سوق العمل.
من جهته لفت مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة عادل الزارقة إلى شحة الدراسات والمسوح الميدانية لتصنيف احتياجات المرأة في المحويت وجدولة أولويات تنفيذ وتبني برامج وأنشطة عمل هادفة تسهم في تلمس احتياجات المتضررات في المجتمع.
وأكد أن المرحلة الراهنة تستدعي تعزيز التنسيق مع المنظمات والجهات ذات العلاقة لتمويل مشاريع صغيرة تسهم في تشجيع المرأة والأسر المنتجة لمواجهة سبل العيش.
ورصدت تقارير قطاعات متعددة تزايد مؤشرات الأضرار في أوساط المجتمع، ما يجعل الكثير من النساء في الأسر الفقيرة والنازحة في تسع مديريات بمحافظة المحويت تساهم في مواجهة تهديد الوضع المعيشي وخوض سوق العمل لتوفير جزء من احتياجات أسرهن.
مشروع التمكين
ورغم الصعوبات يواصل فرع اتحاد نساء اليمن بمحافظة المحويت جهود دعم المرأة في إطار مشروع التمكين الاقتصادي الممول من صندوق الأمم المتحدة للسكان وإشراف المكتب التنفيذي للاتحاد ضمن مصفوفة برامج طوعية لخدمة قضايا المرأة وتشجيع النساء لإيجاد فرص عمل بمشاريع ذاتية خاصة في ظل الأوضاع الراهنة.
ويندرج مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة في إطار أنشطة المساحة الآمنة للنساء والتي تتضمن عدداً من البرامج التدريبية لتأهيل المرأة في المجالات التي تساعدها على الإنتاج ومواجهة التحديات.
وفي هذا الإطار أشارت رئيسة فرع الاتحاد إلى تنفيذ ثمان دورات خلال عامي 2018م و2019م لمشروع تمكين المرأة اقتصاديا في مجال الخياطة والتطريز وغيرها من الحرف والمشغولات اليدوية بما يمكنها من العمل والإنتاج لمواجهة المتطلبات المعيشية.
وأكدت الصنعاني حرص الاتحاد على مواصلة الأنشطة التدريبية رغم قلة الإمكانات والصعوبات المادية بهدف دعم المرأة وتشجيعها على الإنتاج والاعتماد الذاتي كخطوة مهمة تستدعي من المجتمع تشجيعها ودعم مثل هذه المشاريع.
ونوَّهت رئيسة فرع الاتحاد بالفترة الزمنية لتأهيل النساء في مشروع التمكين الاقتصادي والمتمثلة بثلاثة أشهر لكل دفعة على فترتين صباحية ومسائية لتعزيز مهاراتهن وقدراتهن العملية في مجالات التأهيل ومساعدتهن على مواجهة المتطلبات المعيشية.
وأشارت إلی الجهود التي تبذل لترجمة طموحات تفعيل أنشطة المساحة الأمنة لدعم الفتيات في البرامج الحياتية وتحقيق مستوى أفضل يلامس احتياجات الأسر الفقيرة، مشيدة بتشجيع واهتمام قيادة المكتب التنفيذي لاتحاد نساء اليمن ودعم صندوق الأمم المتحدة للسكان لمشروع تمكين المرأة في المحويت.
إنجازات
تبنى فرع الاتحاد توزيع ألف حقيبة صحية للفئات المستهدفة من النساء النازحات والفقيرات والمستفيدات من أنشطة المساحة الآمنة بتمويل صندوق الأمم المتحدة للسكان في إطار حرص الاتحاد على الإسهام في تلبية جزء من الاحتياجات الشخصية للمرأة النازحة والفقيرة.
كما نظم الفرع بازاراً ومعرضاً لمنتجات المتدربات بمشاركة أكثر من 300 امرأة من الفئات النازحة والمتضررة ضمن فعاليات حملة 16 يوما العالمية لتعزيز الوعي المجتمعي لتمكين المرأة في ظل تداعيات الوضع الاقتصادي الراهن.
وأسهمت جهود العاملات في تحقيق نجاحات فاعلة عبر البرامج المفتوحة والفقرات الترفيهية والثقافية والتوعوية والجلسات والحوارات النقاشية ولقاءات سرد قصص نجاح المستفيدات من خدمات الاتحاد من فئات النساء النازحات والأشد فقرا في إطار المساحة الآمنة للمرأة والفتيات.
وعلى صعيد حقوق الطفل أثمرت سلسلة جلسات توعوية نفذها اتحاد نساء المحويت بمديريات الطويلة والرجم ومدينة المحويت ومديرية المحويت وبني سعد والخبت في التوعية بالمعايير القانونية والمرجعيات الخاصة لحماية الأطفال.