العشر الأواخر تكتسب روحانية ربانية لدى اليمنيين

المساجد في اليمن تزداد بهجة وبريقاً وجلالاً

 

 

 

تقل المناسبات الاجتماعية في اليمن خلال شهر رمضان كالأعراس والحفلات فهو شهر توبة ومغفرة لا يسمح أن يصاحبه ترف ولهو وغناء، ومعظم اليمنيين يفضلون قضاء وقتهم في رمضان بتلاوة القرآن ومراجعة كتب الحديث والفقه وغيرها.
وتزداد المساجد بهجة وبريقاً وجلالاً خلال أيامه وتمتلئ بمرتاديها من الشباب والشيوخ والأطفال حيث تزود بالمصاحف الجديدة ويتردد العديد من اليمنيين منذ القدم طوال أيام رمضان على المساجد لتلاوة القرآن وذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار، الا ان الغالبية منهم في العشر الأواخر يكثرون من الدعاء والصلاة لأنها أيام عتق من النار فالكل يتسابق لطاعة الله عز وجل والتوسل إليه بقلب خاشع.
وليلة السابع والعشرين هي الأكثر إحياءً بين ليالي الوتر من العشر الأواخر، ففيها يقبل العابدون على الله بصلاة التهجد والتهليل والتسبيح وقراءة القرآن.

الثورة / قاسم الشاوش

في البداية يوكد الأستاذ عبد العزيز الشبامي (موظف حكومي) أن فضل شهر رمضان وخاصة العشر الأواخر وفضلها المتعدد الأوجه منها لأنها تمثل ليالي الاختبار لحقيقة ما وصل إليه إيمان الإنسان خلال ما سبق من شهر رمضان وفرصة أكبر لحصاد جائزة الشهر في ليال هي أفضل الليالي ففيها يمنح الله في كل ليلة منها أعدادا كبيرة من عباده جوائزهم بالعفو والقبول والعتق، وفي ليلة القدر – التي شرف الله تعالى بها هذه الليالي وهذا الشهر – ينال أعداد كبيرة الأجر الأوفر والعطاء الأكبر والجائزة الأثمن .
ويضيف الكثير من اليمنيين يحرصون على قيام وصيام رمضان وبالذات في العشر الأواخر لأنها ليالي الاختبار و معيار سعادة وشقاء المرء على هذه الجائزة
لها فضل كبير
ويقول الشيخ اكرم علي الضبيبي: إن شهر رمضان كله خير وبركة وثواب في كل ما يقوم به المسلم من صلاة وصوم وقراءة للقرآن وصدقة وغيرها من العبادات إلا أن العشر الأواخر منه لها فضل كبير لما تتميز به من خصائص روحانية مثل ليلة القدر، والعتق من النار وقيام الليل مؤكدا حرصه الشديد على تأدية صلاة القيام التي تشعره بقربه من الله تعالى و مناجاته له وهي أسعد لحظات في حياته ويشعر أن الله معه ويسمع دعاءه .متمنيا من الله أن يخرج اليمن من هذه الأزمة وان ينصر المجاهدين في مختلف الجبهات.
أجواء روحانية
ويضيف الدكتور محمد يحيى منصور بأن تأدية صلاة القيام في رمضان تكون بشكل اكبر من باقي أيام السنة نظرا لما تضيفه هذه الأيام من أجواء روحانية طمعا في إجابة الدعاء , والفوز بالمطلوب ، ومغفرة الذنوب.
منوها بأن صلاة القيام يوجد فيها مجموعة من الأسرار الصحية تتمثل في أنها تعد تدريباً جيداً للصائم بعد الإفطار وهى تكافئ رياضة المشي أو الجري لمدة ثلاثة أميال وإذا كانت الصلاة كلها فوائد فإن الصلوات الخمس من الوضوء إلى الصلاة والتكبير والقيام والركوع والسجود والتسليم والتشهًد كلها تحدث تغييرات فسيولوجية مثل أي رياضة وتضفي على الصائم نشاطاً لأن كل أعضاء الجسم تتحرًك ,و صلاة القيام تجعل مريض السكر يتخلًص من السكر الزائد لاسيًما بعد الإفطار وتحسًن وظيفة الأوعية الدموية وترفع من كفاءة الجسم وتجعل هرمون الأدرنالين يقل فترة أطول ويحسن ضغط الدم .
ويلخص الدكتور محمد أن صلاة القيام تعد بمثابة نشاط صحي مفيد على المستوى البدني والنفسي.
تفقد الجيران والفقراء
أما منصور الوادعي ( مدرس في أمانة العاصمة) يرى أن الناس تتفاوت في صيامهم تفاوتاً عظيماً ، وإن كانوا يشتركون جميعاً بالامتناع عن الطعام والشراب والشهوة إلا أن بينهم من التفاوت في الصيام ما لا يعلم مداه إلا الله عز وجل .وذلك بحسب تفاوتهم فيه بذكر الله جل وعلا.
فأعظم الصائمين أجرا أكثرهم لله ذكرا ، وقد جاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم من وجوه يقوي بعضها بعضا أنه عليه الصلاة والسلام سُئل : ((أَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ )) فقال: ((أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا)) ﻻ ﻧﺘﺄﻟﻢ ﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ … ! ﻷﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺘﺄﻟﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻭﻧﺤﻦ ﻗﺪ ﺭﺣﻠﻨﺎ …ﻟﻴﻜﻦ صومنا صوم ﻣُﻮﺩِﻉ ﻭﻗﻴﺎﻣﻨﺎ ﻗﻴﺎﻡ ﻣُﻮﺩِﻉ
ما زال في رمضان ﺑﻘﻴﺔ ..
” ﻟﺮكعة ، ﻟﺪﻋﻮة ، ﻟﺪﻣﻌﺔ “
ﻗﺪ تغير مجرى حياتك كلها ..فاغتنمها .
” آللهُمّ إنڪَ عَفوٌ تُحِبُ آلعَفو فاعفُ عناّ ” فهذه العشر الأواخر من رمضان قد أقبلت فعلينا أن نشمر وأن نكون أحرص على إحياء هذه العشر الأواخر بكثرة الأعمال الصالحة وأن نحرص على إحياء أفضل الليالي ألا وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. أيضا. تفقد الجيران والفقراء ومواساتهم بما يستطيع الإنسان. أيضا لا ننسى كثرة الدعاء والتضرع. لله تعالى بأن يفرج على بلادنا مما نحن فيه من عدوان جائر وحصار ظالم وأن يبعد عن بلادنا هذا الوباء وأن يرحم حالنا فهو أرحم الراحمين
من جهته يرى إبراهيم منصور(مدرس )بأن شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركات وانه رغم الظروف التي يعيشها اليمنيون جراء العدوان الغاشم والجائحة العالمية لكورونا إلا أننا مازلنا صامدون ومحافظون على العادات الروحانية والجميلة لرمضان بإحياء لياليه بقراءة القرآن وإعمار بيوت الله بالذكر
فعلى المسلم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، في الاجتهاد والطاعة في الأزمنة المباركة التي قام الدليل على فضلها، والتعرض لنفحات الله فيها، علّ نفحة منه سبحانه تغشاه برحمة ومغفرة تزيل عنه كروب الدنيا وتنسيه همومها، وينال بها الرضا والرضوان والخلد في الجنان
نسأل الله أن يعده علينا أعواماً عديدة ويفرّج عنّا كل هّم وأن ينصر اليمن على كل أعدائه.

قد يعجبك ايضا