أمر طبيعي أن يتصدر موضوع الأمن والاستقرار أولوية رئيسية لدى الحكومة وأجهزتها المختلفة¡ باعتبار أن الأمن هو الركيزة الأساسية للتنمية وعملية البناء والنهوض والتطور والتقدم.
فبدون أمن واستقرار فلا اقتصاد ولا استثمار ولا إنجاز في أي مجال من المجالات التي تشكل عصب الحياة المعاصرة.
وأمام هذا الترابط الشرطي بين الأمن والتنمية لم يعد أمام الدولة بدø◌َ سوى الاضطلاع بمسؤولياتها في مواجهة التحديات الأمنية¡ والتي برزت بعضها بدفع خارجي¡ أو بفعل نوايا مبيتة لبعض القوى الحاقدة التي يجمعها هدف واحد هو زعزعة الأمن والاستقرار¡ وإقلاق السكينة العامة في اليمن¡ وخلق حالة من الفوضى تسمح لها بالوصول إلى غاياتها الدنيئة وبلوغ مراميها الخبيثة¡ وهي الحقيقة التي ترتسم في مجرى ذلك التحالف الهمجي والإجرامي بين تنظيم القاعدة الإرهابي¡ وعناصر الفتنة والتخريب في محافظة صعدة¡ وشرذمة ما يسمى بالحراك التي ركبت موجة الأنشطة الإجرامية بل وجعلت من نفسها حاضنا◌ٍ لتنظيم القاعدة¡ وتماهت في داخله على نحو يعكس البعد الإرهابي لهذا التحالف¡ الذي مهما اختلفت المساحيق التي تتستر بها أطرافه¡ فإن أجندته واحدة ومنهجيته تقوم على العنف والتطرف والقتل والتدمير.
وفي هذه الحالة¡ فإن الباعث على أن تكون الأولوية لموضوع الأمن والاستقرار هو الحرص على تجنيب الوطن ويلات الانفلات والفوضى التي يحاول ذلك التحالف الشرير توريثها لليمن وتحويله إلى ساحة مستباحة يتقاذفها كيفما يشاء ويعبث بها كما يريد¡ فيقتل من يقتل¡ ويشرد من يشرد ويهدم البناء على رؤوس الجميع.
وإذا ما أدركنا حجم هذه المخاطر¡ سنجد أننا مطالبون كيمنيين أكثر من أي وقت مضى بالاصطفاف الوطني في وجه هذه التحديات والأخطار وأن نقف صفا◌ٍ واحدا◌ٍ خلف مؤسستنا الوطنية – الجيش والأمن- وأبنائها الأبطال الذين يقومون بواجبهم في التصدي لمخططات تنظيم القاعدة الإرهابي وإفشالها ومطاردة عناصره المتطرفة¡ وضربها في أوكارها¡ وبما لا يمكنها من تحقيق نزواتها الشيطانية ومشاريعها التدميرية.
ولا نعتقد أن أحدا◌ٍ منا يطيق مشاهدة الدمار والخراب وأشلاء الجثث الممزقة التي يمكن أن تخلفها أعمال الإرهاب¡ الذي إذا ما تركت عناصره دون ردع¡ فإن وبالها سيطال الجميع دونما استثناء أو تفريق¡ ومن المسؤولية أن نعي ونستشعر أن الحفاظ على الأمن والاستقرار أمر يقع على عاتقنا جميعا◌ٍ¡ وأن واجبا كهذا لا يقتصر على الأجهزة الأمنية¡ بل هو واجب كل مواطن¡ باعتبار أن المستهدف هو الوطن بناسه وأرضه ومقدراته ومنجزاته¡ وكذا وجودنا وحاضرنا ومستقبلنا ومن يتساهل في هذا الواجب إنما يتساهل في حقه في الحياة الحرة والعيش الكريم.
ومع أنها ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها لمثل هذه التحديات فقد سبق وأن واجهنا ما هو أفظع منها وتغلبنا على تلك المشكلات بوحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية مع ذلك¡ فإنه لا ينبغي التقليل من تعقيدات التحديات القائمة¡ كما لا ينبغي التهويل منها كما هو شأن بعض الفضائيات التي انجرت نحو المبالغة إلى درجة أظهرت اليمن وكأنها نسخة ثانية من أفغانستان مع أن الحقيقة غير ذلك¡ فاليمن دولة راسخة تمتلك مقومات الاستقرار وشعبها من الصلابة ما يجعله دوما◌ٍ قادرا◌ٍ على التغلب على أية معضلة مهما بلغت تعقيداتها وتشابكها وتداخلها¡ وما نحتاجه اليوم ليس أكثر من استحضار تلك الإرادة الوطنية لمجابهة مخططات تنظيم القاعدة الإرهابي وعصابة الفتنة والتمرد في محافظة صعدة وحرف سفيان وشرذمة الحراك الانفصالية ولما من شأنه اجتثاث هذه النتوءات الدموية التي تبني مشروعها على القتل وسفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وإحراق الزرع والضرع حتى يعلم هؤلاء القتلة والسفاحون أن ما يراهنون عليه لن يقودهم إلاø إلى الجحيم والانتحار¡ وأنهم وحتى وإن تحالف معهم كل أشرار الأرض¡ فلن يستطيعوا النيل من صلابة هذا الوطن وبسالة أبنائه¡ فاليمن قوي بشعبه ودولته ومؤسساته الدستورية والوطنية¡ كما أنه يستحيل على أي كان إيقاف مسيرة هذا الوطن والعبث بأمنه واستقراره وإعادته إلى عهود التخلف الكهنوتي الإمامي البائد وحقبة التمزق والتشظي والتجزئة المقيتة فقد شب هذا الشعب عن الطوق واختراقه من قبل أولئك الحاقدين والمجرمين والإرهابيين والخونة والعملاء هو أبعد على كل هؤلاء من عين الشمس.
وليس أمام ثالوث الشر سوى الانتحار والهلاك.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا