حسن الوريث
التقيت بالعديد من الرياضيين القدامى كل على حده وكل منهم يسألني نفس السؤال وفي يده ورقة وقلم أريد أن تكتب لي أسماء رياضيين قدامى تعرفهم لإضافتهم إلى هذا الكشف وكان كل منهم لديه كشف بأسماء رياضيين قدامى وعندما كنت أسألهم كانت الإجابة هي نفسها لقد طلبوا مننا في اتحاد الرياضة للجميع ووزارة الشباب والرياضة كشف بأسماء الرياضيين القدامى لصرف مساعدة مالية لكل منهم ورغم أن أغلبهم كانوا من لاعبي كرة القدم إلا أن الفكرة كانت جيدة أن يتم صرف مساعدات لهم في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن من جراء العدوان والحصار وثالثة الآفات فيروس كورونا.
كما قلت رغم أن الفكرة جيدة لكنها كشفت عن نقص كبير بل وعجز في توفر المعلومات لدى الجهات المختصة سواء في وزارة الشباب والرياضة أو الاتحادات الرياضية وحتى الأندية التي تفتقر معظمها إن لم تكن كلها لقاعدة معلومات لتاريخها وتكتفي بعضها لجمع قصاصات المجلات والجرائد أو جمع بعض الكؤوس حتى دون تدوين بطاقات تعريفية تؤرخ لها وهذا النقص الحاد في المعلومات يرجع إلى غياب ثقافة التوثيق لدى الجهاز الرياضي والشبابي في اليمن بشكل عام.
قد ربما يقول البعض لماذا هذا الانتقاد رغم أن فكرة مساعدة الرياضيين القدامى جيدة وتستحق الإشادة وبالفعل هي جيدة وتستحق أن نشيد بها وبأصحابها لكننا يجب أن نشير إلى هذا الموضوع وهو النقص في المعلومات إذ لو كانت ليس لدى اتحاد الرياضة للجميع ولكن الوزارة وكل الأطر الرياضية قاعدة بيانات ومعلومات لما لجأ الاتحاد والوزارة للبحث عن الرياضيين القدامى بهذه الطرق التي اقل ما يقال عنها أنها بدائية وبالتالي قد ربما ننسى الكثير من الرياضيين المستحقين لهذه المساعدة وتذهب بعضها إلى من لا يستحقها لأننا اعتمدنا على ذاكرتنا المثقوبة والتي لا يمكن أن تختزن كل ذلك الكم من المعلومات إذا لم تكن موثقة بشكل علمي ودقيق وبالتالي فهذه الآن فرصة ثمينة لنا بأن نؤسس لعمل توثيقي حقيقي لحفظ حقوق الجميع وأولهم البلد الذي من حقنا عليه أن نسجل تاريخه في مختلف الجوانب ومنها الرياضي.
مما لاشك فيه أن إنشاء مركز معلومات يتبع وزارة الشباب والرياضة خطوة ضرورية لا بد منها وبالتأكيد أن الدكتور جابر البواب وعدد من الزملاء يمتلكون الخبرة الكافية لإدارة المركز والتأسيس لقاعدة معلومات للرياضة اليمنية وتتبع هذا المركز مراكز معلومات مصغرة في الاتحادات والأندية والأطر الرياضية المختلفة ورفد هذا المركز وفروعه بالإمكانات اللازمة للقيام بعملية التوثيق وبالتالي لن نحتاج إلى هذه الطريقة البدائية التي لجأ إليها اتحاد الرياضة للجميع حيث سيكون المركز هو المرجع للجميع بما سيمتلكه من قاعدة معلومات متكاملة والمطلوب تعاون الجميع في هذا الأمر.
وهنا لابد من الإشارة إلى أننا في إطار استكمال الكتاب التوثيقي عن تاريخ الرياضة اليمنية والذي تم تكليفنا أنا وعدد من الزملاء بإعداده وهي فرصة لتجديد الدعوة لكافة المؤسسات الرياضية والإعلامية والثقافية وكل الشخصيات الرياضية التي تمتلك معلومات ووثائق وصور بأن يمدونا بها لإخراج الكتاب بالشكل اللائق كما أنها فرصة لتوجيه الشكر مرة أخرى للأستاذ العزيز مطهر تقي وزملائه الرواد الذين ابدوا تعاوناً كبيراً في ظل الغياب لمن يفترض أن يكونوا متواجدين ونتمنى في نهاية المطاف أن نسهم في وضع هذه اللبنة والتأسيس لفكرة إنشاء متحف للرياضة اليمنية ومركز معلومات رياضي متكامل وتشجيع الرياضيين على عملية التوثيق حتى نحفظ تاريخنا ونأمل أن لا تظل المعلومات الرياضية هي القاعدة الغائبة.