كيف ذبحت الوهابية الإسلام وكيف قتل النفط العروبة؟! (2)

 

عبدالله الأحمدي

استخدم الهالك عبدالعزيز كل أساليب الغدر والوقيعة مع كل من تعامل معهم، ولم يسلم من غدره حتى من قاتلوا معه.
كان عبدالعزيز ومن جاؤوا من بعده من حكام بني سعود أوفياء مع أعداء الأمة، وهذا ليس غريبا فتلك مهمتهم يؤدونها بالتمام والكمال، بينما كانوا يعاملون المسلمين داخل المملكة وخارجها بالغدر والخسة والخداع.. تمثل الوهابية وسلطة بني سعود قمة الفاشية الدينية بما قامت به من قتل وسحل وتقطيع أطراف وفقء عيون وجلد ظهور الناس وهدم الإرث التاريخي للمسلمين وإحراق الكتب الإسلامية والتاريخية المفيدة التي تبين حقيقة الإسلام المحمدي.. تاريخ من الجرائم الفاشية الدامية ارتكبتها هذه العصابة المجرمة ومازالت ترتكب جرائم في حق الإنسانية، وهذه المرة بالوسائل الفتاكة؛ طائرات وصواريخ وقنابل محرمة وأسلحة جرثومية، كما يحدث في اليمن.
كان الهالك عبدالعزيز يفخر بأن جده سعود الأول قام بقتل الكثير من معارضيه، ويورد حكايات عن جده منها 🙁 يروي صاحب كتاب جزيرة العرب – وكان مستشارا للهالك عبدالعزيز – أن عبدالعزيز قال يوما : لقد قاومت دعوتنا كل القبائل أثناء قيامها، وكان جدي سعود الأول قد سجن عددا من شيوخ قبيلة مطير فجاءه عدد آخر من القبيلة يتوسطون لإطلاقهم، لكن سعود الأول أمر بقطع رؤوس السجناء، ثم أحضر الغداء ووضع الرؤوس فوق الأكل، وطلب من أبناء عمهم الذين جاؤوا للشفاعة لهم أن يأكلوا من هذه المائدة التي وضعت عليها رؤوس أبناء عمهم و…).
لكن أكبر غدر مارسه الهالك عبدالعزيز كان بحق الإخوان؛ الجيش الذي حارب معه ورفع دعائم مملكته.
فقد أمسك بفيصل الدويش – وهو أحد قادة الإخوان الذين اعترضوا على تعامله مع بريطانيا وبيع فلسطين – وقتله أمام أصحابه الذين جاؤوا ليراجعوا له، قتله وتوضأ بدمه في أسلوب لم يحدث مثله في التاريخ، ثم قام لأداء صلاته الوهابية، وتجمع الإخوان خارج الرياض في منطقة ( خربة ) مطالبين عبدالعزيز بالعدل، والعدول عن سياساته وإلا فإنهم سيدخلون الرياض عنوة، لكن عبدالعزيز ماطلهم، حتى جهز سيارات مدرعة عليها رشاشات، فخرج إليهم وحصدهم بتلك الرشاشات، وقيل إن القتلى بلغوا في مذبحة تربة ( ٤٠٠٠٠ ) نسمة. ( راجع كتاب تاريخ آل سعود ناصر السعيد ).
ومن الممارسات الغادرة للهالك أنه ذهب إلى حاكم بريدة صالح المهنا “أبا الخليل” ليخطب شقيقته، وما إن وافق “أبا الخليل” وتزوج عبدالعزيز بأخته ودخل قصره حتى أمر جنوده ( أي عبدالعزيز ) باعتقال صهره “أبا الخليل” وجميع أولاده؛ كبارا وصغارا وقتلهم في الصحراء بمن فيهم الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم سن الرابعة.. لم يكتف الهالك عبدالعزيز بقتل المسلمين المخالفين للوهابية، بل قام بإحراق الكثير من كتب الإسلام الصحيح التي تبحث في الإسلام المحمدي الرسالي، فقد أمر بإحراق كتاب ( دعائم الإسلام ) وكتاب ( أبو الشهداء ) للعقاد، وكتاب ( المراجعات ) للسيد شرف الدين، وكتاب ( صوت العدالة الإنسانية ) لجورج قرداق،( وملحمة الغدير ) لبولس سلامة، وكتاب ( الغدير ) للأميني، وكتاب ( المفاتيح ) للقمي، وكتاب (مناسك الحج ) وغيرها من الكتب، وما لم يحرقوه حظروا دخوله، وصرحو بأنهم لا يقبلون كتبا تمجد الإمام علي بن أبي طالب وآل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
سجل عبدالعزيز بالذات مليئ بالمذابح والغدر في طول نجد والحجاز، بل يتجاوز ذلك إلى الخليج واليمن، بل إن مملكة الهالك قامت على الدم والجماجم والإبادة الجماعية، ومازالت الدماء تسيل في أرض بلاد الحرمين، فقد ورث أبناء الهالك الجرائم والإجرام، ولم يسلم منهم حتى ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، ولا يمر موسم حج، أو عمرة دون إراقة دماء مسلمين.

قد يعجبك ايضا