معالم لها تاريخ الجامع الكبير في الشحر

 

يعد جامع مدينة الشحر أو ما يُعرف بـ”الجامع الكبير” في شرقي المحافظة، اسما لأول جامع بحضرموت تم تشييده في السنة 10هجرية .
ويؤكد المؤرخ “عبدالله حداد” أنه بعد عودة أهالي الشحر إلى مسقط رأسهم بعد أن أسلموا ضمن من أسلم من أهل اليمن ‘أي الجمهورة العربية اليمنية’ في عام الوفود ، و كانوا قوماً من كندة الذين أنشأوا مدينتهم في هذ البقعة التي عُرفت فيما بعد بالقرية التي تُعرف بهذه التسمية إلى يومنا هذا كأحد أحياء مدينة الشحر.
ويُعتقد أن جامع الشحر كانت أعمدته من جذوع النخيل وسقفه من سعفها، إلى أن قام الشيخ محمد عبدالعليم باصديق بتجديد عمارته ، وهو أحد تجار الشحر الذي حفر البئر الشهيرة بوادي سمعون باسم “بئر صديق” وهي المدينة القديمة التي كانت أهم مصادر مياه الشرب بالمدينة في ذلك الحين. .
ويشمل الجامع على 140 أسطوانة وبين كل أسطوانة والأخرى نحو 5 أذرع (وهو بكامل العمارة وغاية الإحكام ، ومنه إلى الجانب الشرقي مسجد ، وقد اندرس ، ومسجد آخر بناحية الجامع قريباً من البحر وقد اندرس ، ومن الجامع أيضاً إلى الجانب النجدي بيت الوقف للفقراء والمساكين والمنقطعين وقد انهدم.
ومن خلال كتب التاريخ المحلي نستطيع أن نعد تسعة وتحديداً لعمارة المسجد كان آخرها عام 1385هـ الموافق1965م حيث أعيد بناء الجامع من جديد بناءً حديثاً وقوياً ، وزُوِدَ بالماء العذب والنور الكهربائي بإشراف حاكم الشحر آنذاك الشيخ علي محفوظ بن بريك المتوفى بجدة 1981م و قاضيها الشيخ عبدالقادر محمد عمر العماري أطال الله عمره .
وفي العقد الأخير من القرن 20 ساءت حالة جدران المسجد وأرضيته بفعل الرطوبة حيث يقع المسجد بالقرب من شاطئ البحر والتي أثرت عليه وعلى فرشه وأدوات إنارته وتهويته ، وقد قامت رئاسة الجمهورية في عام 1996م بإعطاء لجنة المسجد 6ملايين ريال يمني والتي كان لها الأثر بترميم الجامع .
وقد أوفد رسول الله صلى عليه وآله وسلم معاذ بن جبل إلى حضرموت وقد زوده بنصائح علمية وخُلقية، فزكت بها نفسه ونمت وأتت أكلها الشهي حسب عبارة محمد رجب بيومي في كتابه ، كان ذلك في شهر ربيع الآخر سنة التاسعة للهجرة .
لهذا نستطيع القول إن معاذ بن جبل الصحابي كان أول معلم للإسلام في حضرموت ، ولابد أن يكون له تلاميذ هنا في حضرموت تابعوا مهمته التي من أجلها أرسله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذه البقعة ولابد أن يكون خيراً وبركة فقد ذكر أن أصحاب “معاذ” الذين تعلموا منه في اليمن قبل تحويلهم منها إلى الكوفة كانوا المقدمين في الفقه والعلم و الحلال والحرام .
لقد كان زياد بن لبيد عاملاً على حضرموت من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقيم تارة في تريم وأخرى في شبام و كان وائل بن حجر وهو عرف بأمير الشاطئ الصحابي الجليل الذي عُدَّ من رواة الحديث التقاة قد أقره الرسول على إمارته بعد إسلامه في كل من تريم وشبام والشحر .
إن ما يذكره أحد تلامذة معاذ بن جبل يؤكد ذلك فقد قال عبدالرحمن بن سابط بن عمرو بن ميمون الأودي (قدم علينا معاذ بن جبل من الشحر ، رافعا صوته بالتكبير ، رجل حسن الصوت ، فارقته حتى حثوت عليه التراب ميتاً) حيث مات معاذ في طماعون عمواس بناحية الأردن سنة 18هـ .
وإذا كنا لاندري ماهي الشحر التي قدم منها “معاذ” فإننا نعتقد أنه تنقل في أكثر من مكان في الساحل المعروف بالشحر ، والتي أقيم فيها أول مسجد بحضرموت وهو جامع الشحر الحالي.
جامع الشحر ظل له دوراً كبيراً جداً في الناحية الدينية فقد أقيمت به الأربطة وحلقات العلم لتعليم المسلمين أمور دينهم و تفقيههم، وكان الدور الأكبر للجامع في خطب الجمعة .
الجامع كان له دوراً كبيراً أثناء الغزو البرتغالي حيث ذكر المؤرخ عبدالله حداد، في أحد كتاباته ‘أي سنة 927هـ -1520م’ كتب السلطان محمد بن عبدالله الكثيري رسالة إلى خطيب الجامع الشيخ أحمد السبتي أن يسقط اسمه من خطبة الجمعة وأن يخب لأخيه بدر بن عبدالله الكثيري المشهور بأبي طويرق .
وفي يوم الخميس 9ربيع الأخر آتفق قادة مقاومة الغزو البرتغالي السبعة الشهداء على أمور منها أن يتحدث في اليوم التالي الجمعة الشيخ أحمد بن عبدالله بأفضل ، أحد القادة السبعة إلى المصلين في الجامع ويحثهم على المقاومة والدفاع عن وطنهم وبأموالهم وأعراضهم وذلك قبل يوم واحد من ابتداء الغزو البرتغالي.

قد يعجبك ايضا