الفرصة الأخيرة!! 

بعد وقف المواجهات العسكرية مع العناصر الحوثية المتمردة التي أعلنت التزامها بالنقاط الست التي وضعتها اللجنة الأمنية العليا كمحددات لإيقاف نزيف الدم¡ وإحلال السلام في المنطقة الشمالية الغربية¡ وكذا مباشرة اللجان المكلفة بالإشراف على الآليات التنفيذية لتلك النقاط أعمالها في الميدان¡ فإن الدولة عازمة وبمجرد إيفاء عناصر التمرد بالتزاماتها على تكريس الجهود باتجاه طي صفحة الفتنة والتخفيف من معاناة النازحين وتهيئة الأجواء لعودتهم إلى منازلهم وقراهم¡ والاستعداد للموجبات المتصلة بالمرحلة التالية والمرتبطة بإعادة الإعمار وإصلاح ما تخرب جراء تلك الفتنة التي أشعلها الحوثي سواء ما يتصل بمشاريع البنية التحتية كالطرقات أو الاتصالات أو المدارس والمستوصفات الصحية أو غيرها من المشاريع التي تعرضت للتدمير كليا◌ٍ أو جزئيا◌ٍ¡ وذلك لما من شأنه التغلب على تلك الأضرار في أقرب وقت ممكن وإعادة تطبيع الأوضاع في المديريات والمناطق التي طالتها نيران الفتنة الحوثية وتضميد الجراح وفتح صفحة جديدة من الوئام والتسامح¡ والتفرغ كليا◌ٍ لأعمال البناء والنهوض بتلك المناطق في مختلف المجالات.
وحتى يتسنى للدولة مباشرة تلك الخطوات فإن الأمر سيظل مرتبطا◌ٍ بمدى تنفيذ من أشعلوا الفتنة بما تعهدوا به من التزامات لتنفيذ النقاط الست دون إبطاء أو مراوغة أو تسويف وبما يؤكد على أنهم قد تعلموا الدرس جيدا◌ٍ¡ وأنهم جادون في إصلاح أنفسهم وعدم تكرار أخطائهم السابقة وأنهم أيضا◌ٍ قد اتعظوا وأدركوا أن السير في طريق العنف والتخريب والتمرد على النظام والقانون لم يوصلهم إلى أية نتيجة تذكر بقدر ما أضر بهم وألحق الأذى بأهاليهم وأبناء شعبهم ووطنهم¡ وأنه ليس أمامهم من خيار سوى تنفيذ ما سبق لهم وأن أعلنوا التزامهم به وهو ما حددته النقاط الست التي تنص على:
– الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق.
– الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية.
– إعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية اليمنية والسعودية.
– إطلاق المحتجزين لديهم من المدنيين والعسكريين اليمنيين والسعوديين.
– الالتزام بالدستور والنظام والقانون.
– الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وعلى هذه العناصر أن تعلم علم اليقين أن أحدا◌ٍ لن يقبل منها أي خرق أو تلكؤ أو لجوء إلى أساليب المناورة وحيل المراوغة التي مارستها طوال المواجهات الخمس الماضية¡ وأنها سترتكب خطأ جسيما◌ٍ ومهلكا◌ٍ إذا هي انقلبت على ما سبق وأن قبلت به.
وغني عن البيان أن الدولة قد قامت بكل ما عليها من أجل إحلال السلام وحقن الدماء¡ وأكدت عزمها الأكيد على مباشرة إعادة الإعمار فور انتهاء عناصر الفتنة من تنفيذ التزاماتها على أرض الواقع¡ مؤكدة بذلك عدم رغبتها في استمرار الحرب وقناعتها بأن ما يسفك من دماء خسارة على الشعب اليمني باعتبارها دماء◌ٍ يمنية¡ وأن ما يتم تدميره من الإمكانيات إمكانيات تعود للشعب اليمني وستتحمل عناصر الفتنة النتائج عن أي تلكؤ أو تلاعب بالوقت¡ خاصة وأن قرار إيقاف العمليات العسكرية من قبل الدولة كان ممهورا◌ٍ بالتزام الحوثي واتباعه بالنقاط الست وآليتها التنفيذية على أرض الواقع¡ ولن يكون في صالح الحوثي وأتباعه أن يعمدوا إلى التلاعب بالوقت خاصة وأن أساليبهم صارت مفضوحة ومكشوفة¡ كما أن من الصعب عليهم تكرار تلك السوابق التي ظلوا يمارسونها في الماضي بغية التقاط الأنفاس والاستعداد لجولة جديدة من المواجهات¡ حيث أن الأمر مختلف هذه المرة¡ فالحوثي لم يقبل بالنقاط الست إلاø حينما شعر تماما◌ٍ أن النهاية تداهمه وأن نيران الفتنة التي أشعلها توشك أن تلتهمه¡ وأن لا نجاة له وعناصره إلاø بالرضوخ لشروط الدولة ونقاطها الست.
ونتمنى أن يصد◌ْق الحوثي وأتباعه هذه المرة¡ ويؤكدوا أنهم عادوا بالفعل إلى جادة الصواب والرشد¡ وأن جنوحهم للسلم هذه المرة هو جنوح حقيقي وليس لمجرد المناورة والمراوغة¡ وخلافا◌ٍ لذلك فإنهم يكونون قد أضاعوا الفرصة الأخيرة للنجاة واختاروا لأنفسهم النهاية المخزية والمهلكة وحفروا قبورهم بأيديهم¡ تلاحقهم اللعنات إلى محرقة جهنم.

قد يعجبك ايضا