تتكشøف يوما◌ٍ بعد يوم الحقيقة البشعة للعناصر الانفصالية وما تحمله مöنú غل وحقد على هذا الوطن ووحدته ومنجزاته ومكاسبه¡ حيث تأكد للقاصي والداني أن هذه العناصر الانفصالية من مخلفات الاستعمار والإمامة¡ التي عمدت إلى أعمال التخريب وإثارة الشغب وقطع الطرقات وإحراق إطارات السيارات ونهب المحلات التجارية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واستئجار بعض ضعفاء النفوس لزعزعة الأمن والاستقرار¡ إنما تسعى إلى الدفع بالوطن نحو منزلقات الفوضى ظنا◌ٍ أن ذلك سيتيح لها الفرصة لاستعادة ماضيها الأسود وفصوله الدموية ومحطاته الكارثية المثخنة بالصراعات والتصفيات الجسدية التي كان وقودها أبناء الوطن في المحافظات الجنوبية والشرقية الذين تعرضوا لأبشع صنوف الظلم والعنف والتسلط والقتل والمجازر الجماعية.
والغريب في الأمر أن هؤلاء النفر من الانفصاليين أمثال القيادي في تنظيم “القاعدة” الإرهابي طارق الفضلي وم◌ِنú سار في فلكه¡ لم يدركوا حتى الآن أن الوحدة هي م◌ِنú أنقذتهم من محكمة الشعب وحمتهم من الهلاك الحتمي جزاء ما اقترفوه¡ كما أنقذت الشعب اليمني من مآسي وويلات حقبة التشطير وطابعها التدميري الذي لم يورث سوى الأحقاد والضغائن¡ وأنه لولا الوحدة لكانوا اليوم في عالم آخر ولكانوا عظاما◌ٍ نخرة ولما ك◌ْتبت لهم الحياة حتى هذه اللحظة¡ ولكن كما يقول المثل: “من شب على شيء شاب عليه”.
وبدلا◌ٍ من أن يحمدوا الله على فضل الوحدة التي فتحت أمامهم آفاقا◌ٍ جديدة للعيش في ظل مناخات الحرية والديمقراطية¡ نجدهم يناصبون الوحدة العداء ويتآمرون عليها ليؤكدوا بذلك أن الخائن يظل خائنا◌ٍ مهما ارتدى من الأقنعة واستخدم من المساحيق¡ وأن من تلطخت أيديهم بالدماء لا يمكن لهم أن يطهروا أنفسهم بالمواقف النظيفة التي يكفرون فيها عن ذنوبهم وأخطائهم وآثامهم.
ويستحيل على هؤلاء الغارقين في نفقهم المظلم العيش في ظل مناخات الأمن والاستقرار والحرية والكرامة التي تهيأت لكل مواطن في وطن الثاني والعشرين من مايو¡ بعد أن باعوا كرامتهم بثمن بخس مقابل ما يحصلون عليه من المال المدنس لتنفيذ مؤامرتهم الدنيئة ضد هذا الوطن ووحدته المباركة.
والعجيب والغريب في آن¡ أن يصل الهوس بهؤلاء إلى التفكير أن بوسعهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء دون وعي منهم بأن ما يحيكونه من دسائس وما يقترفونه من أعمال الشغب والتخريب سيتصدى لها هذا الشعب ويوقفها ويضع حدا◌ٍ لهذه الفرقعات والفقاقيع الصابونية¡ وعما قريب سيجد أولئك الخونة والمرتزقة أنفسهم في قبضة العدالة يحاكمون كمجرمين على كل ما اقترفوه بحق هذا الشعب.
ولن يكون هذا اليوم بعيدا◌ٍ¡ فالشرفاء من أبناء محافظات أبين ولحج والضالع الوحدويين الذين تصدوا مع اخوانهم من كل أبناء اليمن لمؤامرة الردة والانفصال صيف العام 1994م¡ لا شك أنهم قد ضاقوا ذرعا◌ٍ باستمرار تلك العناصر الانفصالية والتخريبية في غيها وتماديها في أفعالها الدنيئة التي ت◌َسيء إلى تاريخ محافظاتهم ودور أبنائها البطولي في الانتصار للثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) وصنع إنجاز الثاني والعشرين من مايو الوحدوي والدفاع عنه.
وهؤلاء الشرفاء من أبناء المحافظات الثلاث¡ وإن كانوا قد تحلوا خلال الأيام الماضية بالحكمة والأناة والصبر¡ فإن ذلك لا يعني أنهم سيظلون على ذلك الحال¡ بل أنهم يعرفون متى يتحركون وكيف يؤدبون أولئك النفر من العناصر الانفصالية¡ وكيف يصونون أمجاد محافظاتهم من التشويه والإساءات البالغة التي يسعى دعاة الانفصال إلى وصمها بها¡ بل أن أولئك الشرفاء يعلمون جيدا◌ٍ أين يجب أن يستقر بهم المقام¡ خاصة وأنهم من كانوا في أوائل الصفوف في معركة الدفاع عن الوحدة والشرعية الدستورية صيف العام 1994م¡ وهم اليوم أكثر جدية في مواجهة تلك النتوءات المريضة وكل واهم يصور له خياله أنه سينجح في مساعيه الخائبة للنيل من الوطن وأمنه واستقراره.
وما من شك أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حينما أشار إلى أن «الوحدة خط أحمر»¡ فإنه قد أراد بذلك أن يذكر تلك العناصر الانفصالية المأجورة بأن الوحدة هي ثابت أصيل لكل أبناء الشعب اليمني وأن هذا الشعب كما انتصر في السابق لإرادته في الثورة والتحرر والاستقلال والوحدة والديمقراطية¡ سينتصر اليوم وفي كل حين لهذه الإرادة ولن يسمح لأي كان بتجاوز ثوابته أو محاولة النيل منها مهما كانت التضحيات.
وعلى مرضى النفوس منú دعاة الردة والانفصال¡ وهم القلة القليلة الذين لا وزن لهم ولا قيمة في هذا الوطن¡ أن يتداركوا أمرهم ويعودوا إلى جادة الصواب¡ قبل أن يحل بهم غضب الشعب وتطالهم محاكمته لهم عن كل ما اقترفوه في السابق واللاحق من جرائم بحق هذا الوطن وأبنائه¡ ويحيق بهم العقاب الصارم.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا