لا لتكرار الأخطاء 

باشرت اللجان المشرفة على تنفيذ النقاط الست وآليتها لإحلال السلام في صعدة وحرف سفيان¡ أعمالها الميدانية وذلك بمتابعتها سير الآلية المحددة لتنفيذ هذه النقاط من قبل عناصر التمرد¡ حيث تم خلال الساعات الماضية نزع الألغام وإزالة الحواجز والنقاط من عدة طرق رئيسية وفتحها أمام العبور¡ وهو مؤشر إيجابي يعكس غلبة منطق السلام وصوت العقل على لغة الحرب والفتنة وهذا ما نتمناه ويتمناه كل أبناء الشعب اليمني.
حيث جسدت هذه الخطوات إدراك عناصر التمرد ألاø◌ِ بديل لها عن الجنوح إلى السلام والالتزام بالدستور والنظام والقانون والاندماج مع أبناء المجتمع كمواطنين صالحين¡ خاصة وقد تأكد لها أنها لم تجن من جولات الحروب الست سوى الازدراء والخسران وإهدار الكثير من دماء اليمنيين والتسبب في الخراب والدمار في محافظة صعدة وحرف سفيان وإلحاق الأذى بالوطن كله.
ولو أن تلك العناصر المتمردة عرفت أن العنف لن يصل بها إلى غير ما انتهت إليه من رضوخ لمتطلبات السلام¡ لما انساقت وراء ذلك الجرم¡ ولما اندفعت وراء جنون من ظلوا يقرعون طبول الحرب ويشجعون على استمرارها¡ ولكنه التعصب المقيت يقود أصحابه إلى المهالك والكوارث¡ وهو ما حذر منه الدين الإسلامي الحنيف بنبذه لكل صنوف الغلو والتطرف وحثه على تمثل قيم التسامح والوئام والسلام والقسط في القول والفعل.
وإذا ما أقرت عناصر التمرد الحوثية بأنها قد أخطأت¡ وهي بالفعل أخطأت¡ بإشعالها نيران الفتنة وانغماسها في أعمال العنف وزعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي والانحراف عن جادة الصواب والخروج على النظام والقانون والإضرار بمصالح الوطن¡ فإن من الشجاعة والحكمة أن تسعى إلى التكفير عن ذلك الخطأ بالأوبة والتوبة والإقلاع عن الإثم والتصالح مع الوطن وفتح صفحة جديدة مع نفسها وشعبها مستوعبة أن العنف لا يورث إلاø الصراعات والأحقاد¡ وأن الخروج على إجماع الأمة ورفع السلاح في وجه الدولة وإشعال الفتن والقيام بالتقطع في الطرقات وإقلاق الأمن والسلم الاجتماعي ليس بطولة أو شجاعة¡ بل أنه نوع من أنواع الغدر والأفعال الشنيعة والبغي المدان دينيا◌ٍ وأخلاقيا◌ٍ وع◌ْرفيا◌ٍ وقانونيا◌ٍ.
ولاشك أن الخطوة الأولى للتكفير عن ذلك الخطأ الشنيع¡ تبدأ بإسراع هذه العناصر في تنفيذ النقاط الست وآليتها التي سبق وأن أعلنت التزامها بهما بعيدا◌ٍ عن أية انتقائية أو تسويف أو تعطيل أو إبطاء وبما يؤكد على أنها جادة في تغيير نفسها واتباع سبل السلام والخير والصلاح¡ وذلك أمر ضروري بالنسبة لها بعد أن ع◌ْرöف◌ِ عنها نكثها للوعود والعهود في المرات السابقة مما يجعل مصداقيتها اليوم على المحك.
وسترتكب هذه العناصر خطأ فادحا◌ٍ وجسيما◌ٍ إذا ما عمدت أو تركت بعض عناصرها تعمد إلى أي نوع من أنواع المناورة والمراوغة بهدف إعاقة أعمال اللجان المكلفة بالإشراف على تنفيذ النقاط الست¡ خاصة وأنها لا تجهل أن القيادة السياسية حينما اتخذت قرار إيقاف العمليات العسكرية¡ إنما انطلقت من إرادة صادقة حريصة على حقن الدماء اليمنية وإنهاء معاناة أولئك المواطنين الذين ش◌ْرøöدوا من مساكنهم ونزحوا من قراهم جراء فتنة التمرد¡ كما أن القيادة السياسية بذلك القرار قد أرادت أيضا◌ٍ طي صفحة الحرب تماما◌ٍ في المنطقة التي شهدت أعمال الفتنة وإحلال السلام وفرض سيادة النظام والقانون وحفظ الأمن¡ وأنها لن تسمح لأي كان بتكرار دورات العنف أو خلق حالة من السلام الهش الذي قد ينهار في أول اختبار للتطبيق على أرض الواقع.
وبكل تأكيد¡ فإن ما جرى من أحداث وحروب في صعدة وحرف سفيان وما أسفرت عنه من مآس◌ُ¡ وإن كانت قد كشفت عن فظاعة التعبئة الخاطئة والفكر المتطرف فإنها أفرزت الكثير من الدروس والعبر التي ينبغي أن يستلهمها كل من سلكوا طريق الانحراف وأعمال التخريب والإرهاب وتمادوا في الضلالة وتنكروا للم◌ْثل العليا لشعبهم ووطنهم¡ ليعودوا إلى الرشد وجادة الصواب قبل فوات الأوان¡ وقبل أن يندموا في يوم لا ينفع فيه الندم!!.

قد يعجبك ايضا