ص◌ْناع النصر دوما◌ٍ 

يعود الفضل الأول بعد الله في كسر شوكة التمرد بمحافظة صعدة وحرف سفيان ولجم الفتنة التي أشعلتها عناصر التخريب إلى أولئك الأفذاذ من أبطال القوات المسلحة والأمن الذين أبلوا بلاء◌ٍ حسنا◌ٍ وهم يدكون أوكار التمرد بضرباتهم الماحقة وقدراتهم القتالية العالية ومهاراتهم الرفيعة وتضحياتهم الغالية والتي سطروا من خلالها أروع صور الفداء والتضحية في ميادين الشرف والوغى في مواجهة تلك العناصر المتمردة التي لجأت إلى حرب العصابات والتمترس في الكهوف والجبال والمرتفعات والاحتماء بالقرى والمدن واتخاذ سكانها دروعا◌ٍ بشرية¡ وزرع الألغام في الطرقات الرئيسية والفرعية¡ ليبرهن أبطال المؤسسة العسكرية والأمنية بتلك الملاحم العظيمة أنهم قادرون على التعامل مع حرب العصابات بكفاءة عالية¡ حيث تمكنوا من إدارة تلك المواجهات التي فرضت عليهم بنجاح كبير وفي وقت قياسي وبتكتيك رفيع المستوى أفضى إلى إرغام عناصر التمرد والتخريب بالرضوخ للنقاط الست وآليتها التي وضعتها الدولة كشرط لوقف العمليات العسكرية بعد أن وجد المتمردون أنفسهم محاصرين داخل طوق من الجهات الأربع وأن أوكارهم تتساقط كأوراق الخريف وأن جميع الخيارات قد سدت أمامهم ولم يبق لهم سوى الجنوح للسلم والامتثال للدستور والنظام والقانون.
ويخطئ من يعتقد أن رضوخ عناصر التمرد والتزامها بتنفيذ النقاط الست وآليتها ناتج عن رغبتها في إحلال السلام وإعادة الأمن والاستقرار إلى محافظة صعدة وحرف سفيان¡ أو أن ذلك جاء بفعل صحوة ضمير لتلك العناصر وشعورها بالذنب إزاء ما اقترفته من بشاعات وفظاعات¡ فالحقيقة أن ما أجبر قيادة التمرد على الرضوخ لاستحقاقات السلام هي الروح القتالية الشجاعة لأبطال القوات المسلحة والأمن الذين يمثلون ص◌ْناع السلام الحقيقيين وكذا اليد الطولى التي فرضت ذلك السلام وجعلت لغته هي الغالبة.
والدرس الأهم الذي تلقته عناصر التمرد والتخريب ومن لف لفها وسار في فلكها من المواجهات الأخيرة أن أي عابث أو مستهتر أو متمرد أو مخرب أو إرهابي¡ سي◌ْجابه بالردع وقوة القانون والدستور¡ وأن أمن واستقرار الوطن هو خط أحمر ولا مجال لتجاوزه أو المساس به من قبل أي فرد أو جماعة.
وكما قال فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية فإن ما نسعى إليه هو الانتقال من الحروب إلى التنمية والبناء والنهوض بالوطن وتحقيق تطلعات أبنائه¡ ودون أمن واستقرار يستحيل بلوغ تلك الأهداف والغايات الوطنية¡ فالأمن هو ركيزة التنمية¡ ولا تطور ولا بناء إلاø في ظل رسوخ الاستقرار واستتباب الأمن.
وما ينبغي أن تدركه عناصر التمرد اليوم قبل غد◌ُ¡ أن أي تلاعب بالوقت أو محاولة لخلط الأوراق أو التلكؤ في تنفيذ ما التزمت به لإحلال السلام وفق المواعيد المحددة هي من ستتحمل عنه المسؤولية الكاملة وكذا ما سيترتب على ذلك من تبعات¡ فتحلي الدولة حتى الآن بضبط النفس أمام بعض الخروقات وأعمال التسويف والمراوغة من قبل تلك العناصر¡ والتي قامت يوم أمس بتدمير العديد من منازل المواطنين ومبنى محكمة باقم¡ هو أمر لن يستمر طويلا◌ٍ¡ فمهما كانت حكمة الدولة وحلمها فإن للصبر حدودا◌ٍ.
ومن الأفيد لعناصر التمرد عدم تكرار أخطائها السابقة أو ممارسة لعبة توزيع الأدوار¡ لأن سلوكا◌ٍ كهذا هو الانتحار المحقق¡ وعليها أن تعلم أن الأبطال الذين أرغموها على الجنوح للسلم والرضوخ لشروط الدولة لإحلال السلام¡ هم اليوم أكثر جاهزية لتلقينها درسا◌ٍ جديدا◌ٍ ومؤلما◌ٍ يدفعها إلى الندم عن كل حماقة أو مغامرة طائشة.
وما لم تغير قيادات عناصر التمرد والتخريب من مسلكها الإجرامي وتعلن توبتها الصريحة لتكفر عن كل ذنوبها التي اقترفتها بحق هذا الشعب¡ فإنها سترغم على ذلك عنوة على يد حراس الوطن وعيونه الساهرة من أبطال القوات المسلحة والأمن الأفذاذ الذين وكما صنعوا السلام وانتصروا له فإنهم الذين سيحسمون المواجهة وإخماد الفتنة إلى الأبد.

قد يعجبك ايضا