متى سنقول: خيط “المبيدات” قصير وإن طال¿ 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبدالله حزام  
* لم يكن ينقص حياتنا سوى “مصيبة” المبيدات.. التي تتنزل علينا كسفا.. سموم تسرح وتمرح ..”تعربد” داخل خلايانا وبالذات المحمولة على وريقات القات .. نعم القات الذي صار حكاية أكبر مما نتخيل!.. ببساطة هي حكاية موت بذرة مبيد شديد السمية.. تغافلت عنها عين الرقابة ودخلت البلد على جناح طائر التهريب!.
* سيكون التحذير أبد الدهر من جائحة المبيدات على القات.. ومن صنف “مربي الغصون” تحديدا أو “دايمي ثويت” التي اعتمد العالم كله نوعا واحدا منها لكن سوقنا المحلي جلب (64) نوعا من هذه المادة الشديدة السمية.. “وعلى عينك يا تاجر”!.. هل هناك أكثر من هذا الغباء.. المخلوط بالعشوائية¿.
على بلاطة.. قالها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية- الثلاثاء الفائت في محاضرة توجيهية أمام منتسبي كلية الشرطة: لابد من ضوابط وإجراءات صارمة على دخول المبيدات واستخدامها.. وزاد محذرا: القات آفة وعلينا فهم المغزى.. لأن المبيدات هي المراد المقصود.
أرجو أن يتحملني القارئ.. فاستذكار الحقائق بالأرقام يخدم فهم معادلة من نوع “القات والسرطان” الرهيبة النتائج فالقات يزرع في 14 محافظة ولدينا 650 مليون شجرة قات في البلاد ينفق “الموالعة” على تعاطيها سنويا 650 مليون دولار.. وبالمقابل لدينا 90% من الذكور البالغين يمضغون القات ونسبة الإناث تصل إلى 70%.. هذا بحسب تقديرات رسمية.
* أقول جمعة مباركة.. وإن جاءت متأخرة.. لأننا في غمرة آثار هستيريا المبيدات والقات.. واتركوا تصديق تنظيرات البعض التي ذهبت إلى القول: في القات مادة تشبه المضاد الحيوي كما أنه مفيد لمرضى ضغط الدم والسكري!! لأن ما ثبت طبيا وبالدليل القاطع هو عكس ذلك.. واتركوا العمل بالمثل “حط رأسك بين الروس وقول يا قطاع الروس”.. وصدقوا من يقول: القات لا ينبت شتاء بكثرة.. لولا زيادة جرعة المبيدات¿!.
* قبل ذلك كله اسألوا وستجدون أن مبيدات القات هي المسئولة  عن تسعة أعشار ما ينتشر من أمراض وعلى رأسها السرطان.. فحديث استاذ السميات بجامعة صنعاء الدكتور عبدالرحمن ثابت حول المبيدات شيء مخيف لمن لديه بصيرة.. لاحظوا معي (1024) مادة كيماوية تدخل البلد وتستخدم على المزروعات وتلتهم مزارع القات 80% منها.. ولا يرش منها على الخضروات والفواكه سوى الشيء اليسير.
“كويس طمنتنا شوية يا دكتور”.. ونعرف أن صوتك بح وصاروا يتعاملون معك على طريقة “مداح باب اصنج”!.
متى سنفهم أننا على سلم مواجهة يقود إلى الموت¿ كان هناك خمسة آلاف مصاب بالسرطان في العام 1995م وفي العام 2006م أصبح لدينا 20 ألف إصابة!!.
ولمن لا يعلم.. المبيدات التي يتم رشها على شجرة القات فقدت وظيفتها!.. إذ المفترض أنها تقتل الآفة العالقة بالشجرة.. لكنها للأسف تدخل في نمو الأغصان.. ولا يفيد مع ذلك اللجوء إلى غسل القات كما يفعل البعض.
النتيجة المحتمة أنه لا مفر من “رحلة هضمية تبدأ من الفم وتستقر في الكبد والكليتين”.. والباقي يجب أن تفهموه أنتم!! افهموا أن “اعصار كاترينا وتسونامي” قد يكون أهون من خطر بعض المبيدات.
* هل أضاعف من مخاوفكم أكثر وأسرد عليكم قصص محزنة لأمهات وأطفال ذهبوا ضحايا ذلك العبث بالمبيدات.. وتم التعرف بالدراسة على مواد مبيدات في دمائهم.. تنقلت عبر سلاسل غذائية طويلة جيلا بعد جيل “منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر”.
* بأهدأ نبرة ممكنة.. أقول: علينا الاعتراف بأن موضوع المبيدات ليس بحاجة إلى تنظير وعلينا أن نؤمن أننا نواجه منتج رجيم وشرير لا يجب أن نسمح بتمدده.. دون معايير وضوابط ولا داعي لأن نفلسف الأمر بين الحين والآخر.. ونقول هناك مبيدات خطر وأخرى ليست خطر!.
* المطلوب أن تنتهي ألعاب الشد والجذب بين الجهات المعنية والموردين فورا.. ونبدأ بتطبيق حقيقي لقانون تنظيم المبيدات الصادر في العام 1999م لوقف تداول سموم نبذها العالم وتقوم شركات إسرائيلية بتصديرها إلى اليمن ..و”ببلاش”!!.
* حكاية المبيدات ليست فيلم رعب يمكن للقارئ أن يراجعه على “فيس بوك”.. بل هو الموت المحقق.. إذا ما ترك الحبل على الغارب.. وإذا ما ظل الإرشاد الزراعي في بياته الشتوي الطويل.
* الواقع يستدعي خطوات عملية.. وخطوة القدم الأولى ستكون لهيئة مكافحة الفساد.. والثانية للجهات المعنية.. وتبدأ من المنافذ الجمركية وتنتهي عند قضبان السجن.
* بحجر الله انقذونا.. لأن “كثرة اللطم يعور”.. ودعونا نردد عن يقين سيتحقق “خيط المبيدات قصير وإن طال”.
Hezam74@gmail.com

قد يعجبك ايضا