جابر يحيى البواب
تعتبر الألعاب الشعبية اليمنية أحد المظاهر الحضارية والتاريخية والثقافية للمجتمع اليمني التي اتسمت بالعفوية والتحرر عند ممارستها، واحتكمت إلى أعراف وقواعد متفق عليها ذات طابع متغير بحسب طبيعة المنطقة التي تمارس فيها، مبنية على أسس تربوية وتعليمية ونفسية وسلوكيةً ومعرفيةً، متماشية مع عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية العربية الأصيلة، ومع قدرات الطفل وطموحاته؛ كما اتسمت بتخصصها؛ فهناك العاب للذكور، وأخرى للإناث؛ وألعاب للأطفال، وأخرى للكبار.
عند التنقيب والبحث عن مضمون هذه الألعاب الشعبية، لم أجد سوى مرجع واحد تضمن الأغلبية العظمى من هذه الألعاب هو “كتاب الألعاب الشعبية اليمنية القديمة” الذي أصدرته وزارة الشباب قبل عشرين سنة، تأليف الأستاذ القدير حمود الشراعي مستشار وزارة الشباب والرياضة، كتاب رائع جدا يوثق لموروثنا الحضاري والتاريخ للألعاب الشعبية، ولكل محافظات الجمهورية اليمنية؛ لكم تمنيت أن يتم إعادة طباعة وإصدار هذا الكتاب وتوزيعه على المدارس والجامعات والكليات والمكتبات لكي يستفيد منه الجميع، أمنية وضعتها على طاولة وزير الشباب والرياضة الذي رحب بالفكرة، وإن شاء الله يتم إعادة طباعته بعد الحصول على الموافقة من المؤلف.
قديما كان أطفال وكبار اليمن يمارسون ألعابهم المفضلة في حاراتهم، أو في الساحات القريبة من منازلهم، أو في الشوارع أو الأزقة بين بيوتهم، أو في حوش البيت إذا كان واسعاً ومناسباً لممارسة اللعب؛ وكانوا يلعبون العديد من الألعاب الشعبية التي تنمي قدراتهم ومواهبهم، وتمنحهم المزيد من الصحة والعافية، وتغمرهم بالفرح والسعادة، وفي حاضرنا ومع قرار توقيف الأنشطة الرياضية، ومنع وإغلاق الملاعب والصالات، وعدم السماح بممارسة الأنشطة الرياضية، يمكن لمن يرغب في الحفاظ على صحته ولياقته الاستعانة ببعض الألعاب الشعبية، وممارستها داخل البيت أو في حوش البيت.
مع قدوم شهر الخير والبركة، تقل الحركة وتزداد حالة الخمول والكسل والنوم، والرغبة المفرطة في تناول المأكولات المختلفة، وخصوصا الحلويات، ما يؤدي إلى زيادة في الوزن وتراكم الدهون، لذلك ينصح بتخصيص وقت لممارسة بعض التمارين الرياضية، أو ممارسة بعض الألعاب الشعبية القديمة، وفي الغالب هذا ما يتم خصوصا في شهر رمضان حيث ينطلق الكثير من الأطفال والشباب والكبار بعد صلاة العصر وبعد صلاة العشاء إلى حارات وأزقة صنعاء القديمة للعب وتمضية بعض الوقت في الترفيه عن طريق ممارسة بعض الألعاب الشعبية القديمة البدنية والفكرية والتي منها على سبيل الذكر لا الحصر “طاب البلس يا غراب غاق غاق، قفيقف، القوقع “نوات البرقوق”، عشر وعشرين، المدرهة، القفز بالشوال، بيدان بيدان، نجحت البرمة، نط الحبل، سبع الصاد “النصع”، الشعيروية، الحوش، المعارضة بالكتف، قفز العوشرة، الصونج، المركوزة، الذيب المحجر، حمل الجمالة، المباطحة، الشبريزة، القحطمة” ضرب الحدوي “الفابه، الكفيكف، لعبة المربعات “الطنج”، لعبة المصد، لعبة الكنز، من ساقك يا حصاني، الحصى، حجر نمر ..عشاء النمر” والكثير من الألعاب التي تعتمد على المجهود البدني والفكري، وتنمي مدارك الفرد، وتمنحه الصحة النفسية والبدنية.
“بلادنا تزخر بالكثير من هذه الألعاب الشعبية القديمة، وهي ألعاب رياضية جميلة تدل على مدى الرقي الحضاري الذي يمتاز به الشعب اليمني عن بقية شعوب العالم، ولكن هذه الألعاب الرياضية الشعبية الموروثة عن الأجداد تحتاج منا إلى الكثير من الجهد للمحافظة عليها من الاندثار والتطاول عليها من قبل الآخرين وقبل أن تنسى أو تندثر”.. حمود صالح الشراعي، كتاب الألعاب الشعبية اليمنية القديمة.
اللهم أهلَّ علينا شهر رمضان بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى يا ذا الجلال والإكرام.. اللهم أعنا فيه على الصيام والقيام.. اللهم اجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابا.. اللهم سلمنا لرمضان، وسلمه لنا، وتسلمه منا متقبلا.. اللهم اجعله شهر عز للإسلام والمسلمين، واجعله شهراً للنصر والتمجيد والتنكيل بأعداء اليمن في كل مكان يا رب العالمين، اللهم احفظ اليمن وأهله.